الجيش الليبي يتحرك ضد ناقلة نفط غير شرعية

الجيش الليبي يتحرك ضد ناقلة نفط غير شرعية

09 مارس 2014
+ الخط -
 
أصدرت وزارة الدفاع الليبية أوامر لرئاسة الأركان العامة وأركان القوات البحرية والجوية بالتعامل مع ناقلة نفط، تحمل علم كوريا الشمالية، دخلت المياه الإقليمية الليبية، أمس السبت، لتحميل شحنة من النفط الخام في ميناء في شرق البلاد يسيطر عليه محتجون مسلحون.

وقالت الوزارة في بيان لها، وفقا لوكالة الأنباء الليبية اليوم الأحد، إن ناقلة النفط دخلت المياه الإقليمية الليبية دون إذن مسبق من السلطات.

وأضاف البيان أن أوامر وزارة الدفاع تتضمن تخويلا للقوات الجوية والبحرية باستخدام القوة ضد الناقلة، وتحميل المسؤولية كاملة لمالكيها عن أي أضرار تحدث.

وكان رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، قد هدد في مؤتمر صحافي في طرابلس، يوم السبت، بقصف ناقلة النفط.

وحذر المحتجون، الذين يسيطرون على ثلاثة موانئ رئيسية منذ أغسطس/ آب الماضي للمطالبة بقدر أكبر من الحكم الذاتي، طرابلس من شن أي هجوم لوقف بيع النفط، بعد أن رست الناقلة في ميناء السدرة للتصدير.

والأزمة النفطية هي مجرد وجه من أوجه الاضطرابات العميقة التي تشهدها ليبيا، حيث تبذل الحكومة جهدا للسيطرة على المسلحين، الذين ساعدوا في إطاحة نظام معمر القذافي عام 2011، لكنهم احتفظوا بأسلحتهم وتحدوا السلطة الرسمية.

وعرضت قناة تلفزيونية محلية، يسيطر عليها المحتجون، لقطات للمحتجين المؤيدين للحكم الذاتي يقيمون احتفالا وينحرون جملا للاحتفال بتصدير شحنتهم الأولى، وأمكن رؤية ناقلة نفط تقف على مسافة بعيدة في ما قالت المحطة إنه ميناء السدرة، أحد أكبر موانئ تصدير النفط في ليبيا.

وبعد ذلك بساعات، ظهر رئيس الوزراء علي زيدان على عدة قنوات تلفزيونية ليوجه تحذيرا لطاقم الناقلة.

وأشار رئيس الوزراء الليبي إلى أن كوريا الشمالية طلبت من قبطان الناقلة الابحار بعيدا عن الميناء، لكن المحتجين المسلحين منعوا ذلك.

ويقول محللون إن الجيش الليبي، الذي ما زال في طور التدريب، سيجد صعوبة بالغة في مواجهة مسلحين اكتسبوا خبرة قتالية خلال الانتفاضة التي استمرت لمدة ثمانية أشهر ضد القذافي.

وقال عبد ربه البرعصي، رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة والذي أعلن نفسه رئيسا لحكومة الإقليم، في تصريحات تلفزيونية إن المكتب التنفيذي "حاول التواصل مع الحكومة لإيجاد حل وللتحقيق في قضايا سرقة النفط إلا أن الحكومة لم تستجب".

وأوضح أن الإقليم لا خطط لديه للانفصال، لكنه يطالب بتخصيص 15% من عائدات مبيعات النفط إلى منطقته، وأن حركته ستحترم اتفاقات النفط السابقة التي وقعتها الدولة، محذرا من أنهم سيردون على أي هجوم يتعرضون له.

وأكد مسؤولون في المؤسسة الوطنية للنفط، في وقت سابق يوم السبت، أن الناقلة التي ترفع علم كوريا الشمالية رست في ميناء السدرة ولكن لم يتضح ما إذا كان قد تم تحميلها بأي خام.

وسيمثل تصدير أية شحنة بشكل مستقل ضربة للحكومة.
وكانت طرابلس قد قالت انها ستدمر اية ناقلة تحاول شراء النفط من ابراهيم الجضران، الذي حارب من قبل قوات القذافي واستولى على ميناء السدرة وميناءين آخرين مع الآلاف من رجاله في أغسطس/آب الماضي.

وكان الجضران قد تولى قيادة مجموعة من المعارضين السابقين، الذين يحصلون على رواتب من الدولة نظير حماية المنشآت النفطية، لكنه انشق مع رجاله وسيطر على الموانئ.

وقال سليمان قجم، عضو لجنة الطاقة في البرلمان الليبي، لقناة النبأ التلفزيونية، إنه يتعين مهاجمة السفينة حتى ولو لم يتم تحميلها بالنفط.

وأطلقت البحرية الليبية في يناير/ كانون الثاني النار على ناقلة تحمل علم مالطا قالت إنها حاولت تحميل النفط من المحتجين في ميناء السدرة.

وكانت الناقلة مورننغ غلوري، التي ترفع علم كوريا الشمالية ورفعت في السابق علم ليبيريا، تبحر قبالة السواحل الليبية منذ أيام.

وحاولت الرسو في ميناء السدرة، يوم الثلاثاء الماضي، عندما أبلغ عمال في الميناء، ما زالوا موالين للحكومة المركزية، طاقمها بالرجوع.
وتقول مصادر نفطية إن الخزانات في ميناء السدرة والميناءين الآخرين مملوءة بالكامل.

وقالت مصادر ملاحية إنه من غير المعتاد لناقلة نفط ترفع علم كوريا الشمالية أن تعمل في البحر المتوسط.

وذكر متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط أن الناقلة مورننغ غلوري كانت مملوكة لشركة سعودية.

وقال مصدر ملاحي إنها غيرت ملكيتها في الأسابيع القليلة الماضية وكانت تحمل في السابق اسم غلف غلوري.

وقالت السفارة السعودية في طرابلس، في بيان أمس، إن حكومة المملكة ليست لها أية علاقة بالناقلة لكنها لم تذكر شيئا عن الجهة المالكة لها.

المساهمون