الجزائر: تبون يتعهد باسترجاع جماجم قادة المقاومة

الجزائر: تبون يتعهد باسترجاع جماجم قادة المقاومة

19 مارس 2020
+ الخط -
تعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد باسترجاع عشرات الجماجم من متحف باريسي، والتي تعود لقادة المقاومة الشعبية ومقاومين ضد الاستعمار الفرنسي قامت السلطات الاستعمارية بقطع رؤوسهم ونقلها إلى باريس، حيث وُضعت في متحف الإنسان بباريس منذ 150 سنة.  

وقال الرئيس تبون، في رسالة بمناسبة عيد النصر، المصادف للتوقيع على اتفاق الاستقلال ووقف إطلاق النار بين حكومة الثورة الجزائرية وفرنسا، نشرت الليلة، أن "جماجم رموز قادة المقاومة الشعبية ليس مكانها أقبية المخازن أو قبوراً مجهولة، وإنما، في مقابر الشهداء بين ذويهم وأهلهم وتحت العلم الوطني المفدّى".

وتعود هذه الجماجم لقادة المقاومة، بينهم الشريف بوبغلة، والشيخ بوزيان، أبرز المقاومين الجزائريين، وموسى الدرقاوي ومختار التيطراوي، وعيسى الحمادي، ومحمد بن علال، أحد ضباط الأمير عبد القادر الجزائري. 

وكشف عن وجود الجماجم في المتحف الباريسي عام 2011، مصنفة بأرقام، من قبل المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي، الذي كشف وجودها عندما كان بصدد بحث تاريخي حول المقاومة الشعبية الجزائرية للاستعمار.

وفي فبراير 2016، أطلق مثقفون جزائريون عريضة المليون توقيع لاستعادة جماجم المقاومين من فرنسا ودفنها في الجزائر، ومع تزايد الجدل بشأنها تم سحب هذه الجماجم من قاعة العرض للجمهور.

ومنذ السابع من يناير 2018 تاريخ تقديم الحكومة الجزائرية طلباً لاستعادة الجماجم، وحددت هوية 31 جمجمة للمقاومين الجزائريين، لكنها لم تتمكن حتى الآن من استرجاعها، لتأخر مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون يسمح بإخراج هذه الجماجم من دائرة الأملاك الوطنية، ليسمح بناء على ذلك التنازل عنها لصالح الجزائر.

وفي سياق آخر، تعهد الرئيس الجزائري بكشف مصير المفقودين أثناء حرب التحرير، والذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن، وتعويض ضحايا التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في منطقة رقان جنوبي الجزائر بين عامي 1958 حتى 1962، والإصرار على استرجاع الأرشيف الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية كاملاً، مشيراً الى أن هذه الملفات ستظل محلّ المتابعة والاهتمام إلى أن تُطوى بشكل عادل.

وأبدى الرئيس تبون، خلال رسالته، رغبة كبيرة في منع تجدد الممارسات السياسية السلبية التي دفعت البلاد إلى حدود الكارثة، وقال إن الدولة "لن تسمح أبدًا باستمرار الممارسات والذهنيات التي زرعت بذور الفساد السياسي والمالي وأفسدت الأخلاق، وغذّت نفوس الشباب باليأس، وكادت بانحرافاتها الخطيرة أن تُقوّض أركان الدولة الوطنية"، متعهداً بالعمل على تخليق الحياة السياسية والحياة العامة، والاعتماد على الكفاءات الوطنية في الداخل والخارج.