الجامعة العربية: إجراءات لمواجهة أي إخلال بالمكانة القانونية للقدس

الجامعة العربية: إجراءات لمواجهة أي إخلال بالمكانة القانونية للقدس

19 ديسمبر 2019
+ الخط -

أكد مجلس جامعة الدول العربية إدانته ورفضه لافتتاح البرازيل مكتبا تجاريا دبلوماسيا لها في مدينة القدس، بما يشكل انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالمكانة القانونية والتاريخية لمدينة القدس.

واعتبر المجلس، في البيان الصادر بشأن "رفْض فتح مكتب برازيلي تجاري دبلوماسي في مدينة القدس"، في ختام دورته غير العادية التي عُقدت اليوم الخميس على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة العراق، هذا "الإجراء الأحادي غير القانوني انحيازا للاحتلال الإسرائيلي، ودعما لسياساته غير القانونية الهادفة إلى السيطرة على مدينة القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين".

وطالب المجلس جميع الدول بـ"الالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980 وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة على أساس "الاتحاد من أجل السلم" الصادر في عام 2017"، الذي أكد أن "أي قرارات أو إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس أو مركزها أو تركيبتها الديمغرافية ليس لها أي أثر قانوني، وأنها لاغية وباطلة"، داعيا جميع الدول لـ"الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس".

وعبّر المجلس عن "الأسف البالغ من قيام الحكومة البرازيلية بتغيير مواقفها التاريخية الملتزمة بالقانون الدولي والداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها التغيير في نمط تصويت البرازيل على قرارات القضية الفلسطينية في المحافل الدولية".

وحذر المجلس من أن "هذا التغيير السلبي للسياسة الخارجية البرازيلية تجاه القضية الفلسطينية العادلة من شأنه أن يُلحق ضررا بالغا بالعلاقات والمصالح المشتركة العربية- البرازيلية السياسية والاقتصادية والدبلوماسية".

وأعاد مجلس الجامعة العربية التأكيد على "اعتزام الدول الأعضاء اتخاذ الإجراءات العملية اللازمة، السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، لمواجهة أي قرار من أية دولة من شأنه الإخلال بالمكانة القانونية لمدينة القدس، وذلك تنفيذا لقرارات القمم والمجالس الوزارية العربية المتعاقبة، ومتابعة تنفيذ "خطة العمل المتكاملة لمواجهة قرار الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل سفاراتها إليها"، وتطبيق هذه الخطة في إطار مواجهة الخطوة البرازيلية غير القانونية بفتح المكتب التجاري البرازيلي في مدينة القدس.

وثمّن المجلس جهود مجلس السفراء العرب في البرازيل، داعيا إياه لـ"مواصلة تحركه لدى الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية في البرازيل لإبلاغهم رفض جامعة الدول العربية لمثل هذه الخطوات الأحادية غير القانونية".

كما دعا المجلس البرلمان العربي والجاليات ومنظمات المجتمع المدني إلى "التحرك العاجل لتحقيق أهداف هذا البيان".

ودعا المجلس إلى "التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات والمجموعات الإقليمية والدولية لتحقيق أهداف هذا البيان".

وعبّر المجلس عن "الامتنان والتقدير لمواقف الدول والجهات البرازيلية التي ترفض المساس بالمكانة القانونية لمدينة القدس وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".

وفي هذا السياق، عبر المجلس عن ترحيبه وإشادته بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر مؤخرا بشأن تجديد تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لمدة ثلاث سنوات.

وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي، أن "القدس هي عنوان القضية الفلسطينية، وستبقى خط الأمة العربية الأحمر الذي لا تفريط فيه ولا مساومة، وأنها ستبقى قلب فلسطين الوطن والقضية وقضية الشعب الفلسطيني والأمة العربية المركزية وأولوية أولوياتها".

وقال أبو علي، في كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم الخميس أمام الدورة غير العادية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية بشأن فتح مكتب تجاري للبرازيل بالقدس، إن "انعقاد هذه الدورة الطارئة للدفاع عن القدس والتصدي لما تتعرض له ويستهدفها من إجراءات ومخططات إسرائيلية احتلالية تدعم بقرارات وإجراءات شرعنة باطلة تكميلية منذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأميركية إليها، وهو القرار الباطل الذي رفضته دول العالم باستثناء قلة".

وأوضح أن اجتماع اليوم لمتابعة مقررات القمم العربية ومجالس الجامعة الوزارية، وعلى مستوى المندوبين الدائمين من مقررات ومواقف واضحة، للنظر في خطوة البرازيل بافتتاح مكتب تجاري لها بمدينة القدس كجزء، من سفارتها لدى دولة الاحتلال بهدف بلورة الإجراءات العربية الجماعية، التي لا بد من القيام بها لمواجهة هذه الخطوة البرازيلية والتصدي لها بما تقتضيه من مواقف وإجراءات، مؤكدا أن "الخطوة البرازيلية غير قانونية، وتمثل اعتداء مباشرا على الحقوق الفلسطينية والعربية وانتهاكا صريحا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تعتبر إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف القدس ومعالمها وهويتها إجراءات باطلة ولاغية"، مطالبا دول العالم بعدم الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل أو نقل سفارتها إليها.

واعتبر أبو علي أن "الإجراء البرازيلي يشكل تطورا خطيرا مرفوضا ومدانا"، مؤكدا أنه "تحول نوعي في مواقف البرازيل التاريخية إزاء القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، حيث كانت البرازيل من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، ولطالما عبرت عن مواقف الدعم والتأييد للحقوق الفلسطينية العادلة وعن تمسكها بالقانون والشرعية الدولية أساسا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، بما يعبر عن قيم ومبادئ الشعب البرازيلي الصديق، وعن عمق وطبيعة الروابط وعلاقات الصداقة العربية البرازيلية المتينة".

كما عبّرت جمهورية العراق عن موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على أنها "ستظل في صفوف المدافعين عنها بكل الوسائل المشروعة"، وطالب العراق بـ"موقف عربي حازم لخدمة تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".

وجاء ذلك في كلمة السفير أحمد الدليمي مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية.

وقال إن الاجتماع "يأتي استجابةً لطلب دولة فلسطين لبحث قيام جمهورية البرازيل بفتح مكتب تجاري لها في مدينة القدس الشريف كجزء من سفارتها في الكيان الإسرائيلي".

كما أكد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير علاء رشدي الثوابت المصرية من القضية الفلسطينية وقضايا الحل النهائي.