الثانوية العامة في مصر.. ازدهار بيع "الملازم" ووسائل "الغش"

الثانوية العامة في مصر.. ازدهار بيع "الملازم" ووسائل "الغش"

03 يونيو 2016
تتكرر ظاهرة صفحات الغش (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل ساعات من بداية امتحانان الثانوية العامة في مصر، بنظاميها القديم الذي يبدأ غدا السبت، ويؤديه 2930 طالبا وطالبة على مستوى الجمهورية، والحديث يوم الأحد ويخوضه 560 ألف طالب، انتشرت المراجعات النهائية وازدهر بيع "ملازم" التوقعات التي تضم مراجعات ليلة الامتحان، فوصل سعر الملزمة الواحدة إلى ما بين 75 و100 جنيه.

وانتشرت مراكز الدروس الخصوصية في عدد من الشوارع بكافة محافظات مصر، تحمل شعارات "فرعون التاريخ" و"إمبراطور المواد الفلسفية" و"دكتور الكيمياء" وغيرها، وهي جمل مكتوبة على جدران الشوارع لجذب أكبر عدد من الطلاب، فارتفع أيضاً سعر ساعة الدرس الخصوصي إلى 100 جنيه، وتجاوز السعر هذا الرقم في عدد من الأحياء الراقية.

وأصبحت الدروس الخصوصية في مصر أمرا معتادا، وهي الشغل الشاغل والحمل الثقيل الذي تعاني منه الأسر المصرية طوال العام الدراسي، رغم تصريحات كثيرة من المسؤولين بشأن برامج بديلة، والكثير من القرارات والإجراءات الرسمية، مثل تجريمها، وإطلاق وزارة التربية والتعليم أخيرا، بوابة التعليم الإلكتروني، في خطوة حاولت من خلالها تحسين مستوى التعليم ومحاربة الدروس الخصوصية في آن واحد.


وفي هذه الأوقات من السنة تبدأ المراجعات النهائية للثانوية العامة، ويبدأ المعلمون في إعداد ملازم التوقعات في كل مادة، والتي يضع بها المعلم خلاصة أسئلة الكتاب المدرسي ونماذج الوزارة وبعض أسئلة الكتب الخارجية، وأسئلة الامتحانات السابقة.

وأصبحت الملازم خلال الفترة الأخيرة مصدراً لكسب الرزق للمعلمين، فيتجاوز مكسب الملازم الإجمالي للمعلم في الشهر الأخير فقط قبل الامتحانات نحو 30 ألف جنيه، إذا كان المعلم يدرس نحو 200 طالب في المركز، ولا يكتفي بالعمل في مركز واحد فقط، بل يتعدى الخمسة مراكز في اليوم الواحد، أي يدرس لنحو 6000 طالب يومياً.


ومع بداية امتحانات الثانوية العامة، هناك تخوف من انتشار "الغش"، كما حدث بطريقة غير مسبوقة خلال العامين الأخيرين، إذ تم تسريب ورقة الأسئلة والإجابات على مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني، فور بدء الامتحان.

وتحدى كثيرون الحكومة في انتشار الغش وبأسلوب أكبر خلال هذا العام، ما دفع القضاء الإداري لإصدار قرار بأن أي غش في أي مادة يلغي امتحان الطالب بأكمله.


وظهرت "أصغر سماعة بلوتوث للغش في الامتحانات"، إذ يتم وضع "الخط" في جهاز مثبت داخله، وتوضع السماعة الصغيرة داخل الأذن، ويتم الرد التلقائي" ويبلغ سعرها 2500 جنيه.

كما نشرت صفحة إلكترونية لـ"‏بيع سماعات الامتحانات، الكثير من الأجهزة التكنولوجية التي تساعد الطلاب على الغش في الامتحانات، ومنها كارت على شكل فيزا يمكن تزويده بالمعلومات عن طريق مخرج usb، كما يمكن تزويده بشريحة موبايل sim، ومتصلة بسماعة بالأذن، ويتم الرد على المكالمات عن طريق لمسها، كما أنها مزودة بميكروفون ويبلغ سعرها وفقا للصفحة 2000 جنيه.

وتقدم العشرات من أولياء الأمور ببلاغات واستغاثات الى أجهزة الدولة، لإنقاذ أبنائهم من الغش ومساواة الطالب الضعيف مع الممتاز.

المساهمون