التونسي الجعايدي يقدم الوصفة السحرية للاعبين.. ويذكرهم بمباراة إسبانيا

التونسي الجعايدي يقدم الوصفة السحرية للاعبين.. ويذكرهم بمباراة إسبانيا

18 يونيو 2018
+ الخط -

راضي الجعايدي قلب الدفاع اللامع الذي كان من أبرز لاعبي الترجي وأكثر لاعب تونسي احترف بنجاح في الدوري الإنكليزي، فتحنا معه صناديق ذكرياته التي لا تحصى ولا تعد مع المنتخب التونسي ونعود بالتحديد إلى المونديال الألماني.

''لم نقم بتحضيرات جيدة للمونديال''
بهذه الكلمات بدأ قلب الدفاع التونسي العملاق راضي الجعايدي حديثه عن تحضيرات تونس لمونديال ألمانيا 2006. وأضاف قائلا: "الاختيار وقع على سويسرا كمكان للتحضيرات الخاصة بالمونديال، لم يكن اختيارا موفقا، وبالتالي وجدنا أنفسنا في وضع صعب على مستوى الإعداد بالرغم من حرص كل عضو في منتخب نسور قرطاج على حسن الاستعداد".

تعادل بطعم الهزيمة
واجهت تونس في المونديال الألماني المنتخب السعودي يوم 14 يونيو/حزيران 2006 في مباراة متقلبة ومثيرة انتهت بالتعادل بنتيجة هدفين مقابل هدفين.

يتذكر راضي الجعايدي مباراة السعودية جيدا باعتباره من أنقذ تونس من الهزيمة بهدف في الدقيقة الثانية من الوقت البديل ويقول: "أنا اليوم أعتبر نتيجة التعادل كانت بطعم الهزيمة، صحيح أننا انتزعنا التعادل في الوقت البديل، لكن الصحيح كذلك أننا تقدمنا أولا في النتيجة بهدف زياد الجزيري في الدقيقة 23 غير أننا لم نحسن استغلال هذا التقدم المبكر، وتسجيل أهداف أخرى بعد إضاعة العديد من الفرص، وارتكبنا أخطاء بدائية مكنت السعوديين من التعديل وأخذ الأسبقية. لقد استسهلنا المنافس كثيرا وبالتالي منحناه فرصة أن يقول كلمته في المباراة".

وعن الهدف المنقذ الذي يسجله يتذكر الجعايدي قائلا: "لم يكن أمامنا من خيار سوى إنقاذ منتخبنا من الهزيمة، فكنا نتقدم بشكل مستمر خاصة في الكرات الثابتة وأيضا لإحداث التفوق العددي، وهو ما وفقت فيه وسجلت هدف التعادل بالرأس إثر تمريرة من كريم حقي".

وكان كل من ياسر القحطاني سجل هدف التعادل في الدقيقة 57 وأضاف النجم سامي الجابر هدف التقدم في الدقيقة 84. ودارت المباراة على ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ أمام جمهور غفير بلغ  66,000 متفرج.

وخاضت تونس المباراة بتشكيلة كانت ضمت كلا من: علي بومنيجل وحاتم الطرابلسي وراضي الجعايدي وكريم حقي وديفيد جمالي وحامد النموشي وجوهرالمناري ورياض البوعزيزي (القائد ثم ترك مكانه لمهدي النفطي 55) عادل الشاذلي (قيس الغضبان 69) وياسين الشيخاوي (كريم السديري 82) وزياد الجزيري، واختير مهاجم تونس زياد الجزيري كرجل المقابلة وعن ذلك يقول راضي الجعايدي: "زياد الجزيري كان فعلا الأفضل في المباراة، وكان حضوره مؤثرا وهدفه الأول كان مفتاحا حقيقيا للفوز غير أننا لم نحسن استثماره".

نصف مفاجأة للماتادور الإسباني
كان الجميع يوم 19 من يونيو 2006 يعتقد أن تونس لن تستطيع الوقوف ربع ساعة مع المنتخب الإسباني العتيد بكل نجومه الكبار، على غرار حارس المرمى الأسطوري إيكر كاسياس وراموس وبويول في الدفاع  وتشافي وفيا وراؤول. غير أن العكس هو الذي حصل حيث تقدمت تونس مبكرا في النتيجة منذ الدقيقة الثامنة، وحافظت على تقدمها وبندية كبيرة في النتيجة إلى الدقيقة 70 قبل أن يعود المنتخب الإسباني بقوة وينهي المباراة متقدما بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.

ويتذكر راضي الجعايدي مباراة تونس مع إسبانيا ويقول: "كانت المباراة المفاجأة، بدأنا بشكل جيد وسجلنا وتمكنا من التصرف بشكل مثالي مع الكرة لكن حتى الدقيقة 70؛ استعمل المنافس كل نقاط القوة وهو الذي كان أقوى منا بمختلف النواحي. ارتكبنا أخطاء قاتلة وأمام لاعبين كبار كل خطأ تدفعه ثمنه باهظا..". ويقول الجعايدي إنه نادم اليوم على نتيجة المباراة: "أمام إسبانيا كان يمكننا أن ندافع بشكل أفضل ونخرج على الأقل بنتيجة التعادل".

ولهذا السبب أنصح لاعبي المنتخب الحالي بضرورة عدم التفريط في الفرصة إذا كانت سانحة والتسلح بالثقة في النفس، فخلال البطولات الكبرى غالبا ما تحدث المفاجآت خصوصا في المباريات الأولى، ومنتخبنا قدم خلال التحضيرات أداء جيدا يؤهله في اعتقادي للعب ندا لند مع منافسيه.

أنا أعرف جيدا كرة القدم الإنكليزية، وأعرف مستوى كرة القدم التونسية، وليس بالمستحيل أن تنجح تونس في الظهور بشكل رائع، وباستغلال أنصاف الفرص التي تتاح للمهاجمين يمكن لمنتخب نسور قرطاج أن يخرج بنتيجة إيجابية.

ومثل تونس في المباراة كل من: علي بومنيجل وحاتم الطرابلسي وراضي الجعايدي وكريم حقي وأنيس العياري (علاء الدين يحيى 57) وجوهر المناري رياض البوعزيزي (ترك مكانه لقيس الغضبان 57) وعادل الشاذلي (هيكل قمامدية 80) ومهدي النفطي وحامد النموشي وزياد الجزيري.

انهيار وهزيمة أمام أوكرانيا
وصل المنتخب التونسي إلى مباراته الثالثة في المونيدال الألماني يوم 23 يونيو، ولكن ليس في أفضل حال بل في حال من اليأس والإحباط وعن هذا اللقاء يتذكر المدافع راضي الجعايدي ويقول: "بعد مباراة إسبانيا كان كل شيء في أذهاننا قد انتهى وبالتالي مباراة أوكرانيا كانت لقاء شكليا لا أكثر ولا أقل. لم نخض المباراة بالروح العالية فالمعنويات لم تكن في أوجها وأقدامنا تكاد تكون مكبلة"!

وفازت أوكرانيا 1 – 0 على تونس بهدف النجم الكبير أندريه شيفتشينكو في الدقيقة 70 من ضربة جزاء ودارت المباراة على الملعب الأولمبي، في برلين أمام 72,000 من الجمهور، وخاض نسور قرطاج المباراة بتشكيلة ضمت: علي بومنيجل وحاتم الطرابلسي وراضي الجعايدي وكريم حقي وأنيس العياري ورياض البوعزيزي (في الدقيقة 79 شوقي بن سعادة) ومهدي النفطي (قيس الغضبان 90+1) جوهر المناري عادل الشاذلي (سانتوس 79) وزياد الجزيري وحامد النموشي.

أنهت تونس المونديال الرابع في تاريخها في المركز الثالث برصيد نقطة واحدة لتدخل مرحلة التراجع عن الحضور في نهائيات كاس العالم لدورتين متتاليتين، حيث غابت عن نهائيات جنوب أفريقيا 2010 ونهائيات البرازيل 2014.

دلالات

المساهمون