التونسيون في فرنسا يشاركون بحماسة في التصويت

التونسيون في فرنسا يشاركون بحماسة في التصويت

باريس

منى السعيد

avata
منى السعيد
26 أكتوبر 2014
+ الخط -

ما هي الصورة التي سيقدمها التونسيون المقيمون في فرنسا من خلال تصويتهم على الانتخابات التشريعية؟ وما هو تأثير هذه المشاركة على الداخل التونسي؟ وهل أنّ الحماسة لهذه الانتخابات تختلف كثيراً عن 2011؟

أسئلة تراود الكثير من التونسيين المتواجدين في فرنسا بمختلف فئاتهم، ولا سيّما أن الجالية التي يبلغ عددها ما يقارب 700 ألف شخص سيكون لها حصة في البرلمان الجديد، إذ سيتم انتخاب 217 نائباً، عشرة منهم سيمثلون الجالية التونسية في فرنسا.

ويرى المراقبون أن النقاش حول هذه الانتخابات البرلمانية، والتي ستتبعها الرئاسية لا يزال ساخناً بعد المصادقة على الدستور وبعد أن حافظت تونس على وجهها كدولة مدنية، عقب حسم النقاش لمصلحة الدولة المدنية التي تحترم جميع الأديان وتفصل بين الدين والسياسة.

ومن الصعب وصف مستوى حماسة الناخبين مع بعد بدء الاقتراع في الخارج، مقارنة بنفس العملية عام 2011 بسبب تعقيد المشهد وعدم إجراء عملية فرز واضحة، الا أن البعض يتوقع أن تكون الوتيرة أقل حرارة تجاه هذا الاستحقاق المهم بالنسبة للجالية، لأن الآمال المعلقة كانت تفوق التوقعات فضلاً عما جرى على الأرض خلال الأربع سنوات الماضية.

ويفيد عدد من المثقفين التونسيين أن السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه يقوم على مستوى الواقع الاجتماعي وهو هل ستتجه تونس الى دولة محافظة أم تتمسك بالمبادئ والأسس التي وضعها الحبيب بورقيبة؟

يتوزع التونسيون المقيمون في فرنسا، والذين يصوتون على مدى ثلاثة أيام، بين دائرتين انتخابيتين في شمال وجنوب فرنسا. ففي الشمال يوجد 80 ألف ناخب مسجل في القوائم وفي الجنوب 114 ألف ناخب، وأيضاً هناك 80 مكتب اقتراع في الشمال و90 في الجنوب. أما بالنسبة للقوائم الانتخابية للأحزاب فهناك 19 قائمة في الشمال و19 في الجنوب، فيها قوائم تمثل أحزاباً وأخرى مستقلة. وتشمل القوائم عدداً كبيراً من الشباب. كما أن المشاركة النسائية تتصدر اللوائح وموجودة بالمناصفة. وتجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى الذين يمثلون الأحزاب، هناك الكثير من الأسماء غير المعروفة وغير الحزبية.

ويتفق العديد من أعضاء الجالية التونسية، رغم خلافاتهم، أن النقاش اليوم يتوزع بين قوتيْن أساسيتين وهي "النهضة" "ونداء تونس"، مع العلم أن العديد من الأحزاب الأخرى، بما فيها تلك التي تشمل الوجوه القديمة، وأنصار حزب التجمع المنحل أو أحزاب وسطية ويسارية قد تحدث مفاجأة.

وتوافد على العاصمة الفرنسية عدد من المرشحين الرئاسيين، ومسؤولي الأحزاب ووزراء سابقين ورجال أعمال للقاء الجالية وكانت لهم نشاطات عديدة من أجل استقطاب الناخبين.

وكان من بين الناخبين الذين التقتهم "العربي الجديد" في مراكز الاقتراع بما في ذلك قنصلية تونس في باريس، المرشح الرئاسي مصطفى كمال نابلي، الذي أدلى بصوته في اليوم الأول من أيام التصويت. وأكد لـ"العربي الجديد" أنه لمس "اندفاعاً لدى المواطنين التونسيين في فرنسا لهذه الانتخابات، التي لا تزال في بدايتها". واعتبر أنه "من السابق لأوانه أن نتحدث عن أغلبية، لكن الكثير من الأحزاب موجودة وكبيرة، وربما لن يحصل أي من الأحزاب الكبيرة على الأغلبية الكبيرة المطلقة. ويمكن أن يكون هناك ائتلافات وهذا طبيعي.

أما الناشط السياسي، عدنان بن يوسف، فيقول لـ"العربي الجديد" إنها "التجربة الثانية للانتخابات ولم يكن هناك وقت كاف للإعلان عن طريقة الانتخابات والتعريف عن أجندتها. ولذلك فإن مسألة التصويت كانت سريعة جداً بسبب الصعوبات السياسية". ويضيف "لقد أثار ذلك ضجة وضوضاء، ولكن التونسيون لديهم ثلاثة أيام كي ينجحوا في التصويت".

أما الرئيس السابق لهيئة الانتخابات العليا المستقلة لعام 2011، كمال الجندولي، فيعتبر أن "الانتخابات دوماً هي حدث سياسي مهماً كان هناك من مشاكل، إلا أن لدى التونسيين الإرادة في التقدم بالمسار الديمقراطي، حتى ولو كان هناك خيبة أمل حدثت منذ عام 2011، وحتى ولو أن الوضع صعب على المستوى الأمني، فهنالك الإرهاب يضرب بعض المناطق، وحتى ولو أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي قد تدهور".

من جهته، يؤكد رئيس الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات دائرة فرنسا 1، محمد كرير، لـ"العربي الجديد"، "أنه توجد بعض المشاكل أمام مراكز الاقتراع لتمكين الناخبين من الدخول إلى المراكز. فالناخب الغير مسجل في دفتر الناخبين لا يمكن له أن ينتخب وأن يقوم بعملية الاقتراع".