التطرف وأعداء الأمة

التطرف وأعداء الأمة

16 فبراير 2015
+ الخط -

مع بداية الجزء الثاني من مسلسل التطرف الديني المصنوع في صالونات السياسة الغربية، والمرجو منه تحويل انتباه العرب والمسلمين عن القضية المركزية، فلسطين، تحقق، اليوم، جزء من الحلم، وبدأت تُنسى القضية المركزية والأولى للعرب والمسلمين، فقد نجح العدو الإسرائيلي المتنفذ باختراع أساليب جديدة، ليعيش حالة من الأمن والاستقرار في منطقة بركانيةٍ ملتهبة، فبعد مسلسل القاعدة والإرهاب، وتوريط العرب والمسلمين بما يسمى الإرهاب، وإلصاق صورة الإرهاب على مقاومتنا، حان، الآن، وقت الجزء الثاني من هذا المسلسل، ولم يكتف الصهاينة بذلك فقط، بل صنعوا أشكالاً جديدة لتشويه صورة المقاومة، بعد أن تغلبت على الصورة القذرة التي حاول أعداء الأمة إلصاقها بالمقاومة، من إرهاب، ومحاولة حظرها.
ولقد بدأ الجزء الثاني فعلياً، بعد نهاية فصول الجزء الأول، الذي أنجز مهمته بتدمير العراق وأفغانستان، بحجة محاربة الإرهاب، الذي بدأ مع هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ومع فقدان الأمان في العراق، وتحوله إلى بيئة خصبة للعابثين من شتى أنحاء العالم، ظهر ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ليكمل ما نجح به أسلافه، لتحجيم الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وتهميشها وصرف الأنظار عنها كليا، فقد شوه المتطرفون صورة الإسلام والمسلمين، ليصبح كل فصيل عربي، أو إسلامي، مقاومٍ إرهابيا.
واليوم، نجح المتطرفون بتنفيذ مخططات أسيادهم الصهاينة، فها هي إسرائيل تنعم بالأمن والأمان، وتعيش حالة من الاستقرار، وتكسب لقب "العدو الحنون"، بعد الدموية والوحشية التي قام بها المتطرفون، من خلال عمليات الإعدام البربرية التي استهدفت الأبرياء، ظناً منهم بأنهم يطبقون شرع الله.
أقوى حلقات الجزء الثاني إعدام تنظيم داعش الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقا، لتكون الأردن، التوأم لفلسطين والعصب النابض لقضيتها، مشغولة بعدو جديد، يصارحها العداء، يشتت انتباهها عن العدو الحقيقي الذي احتل الأرض، واغتصب العرض. لكن، يبقى عدونا الحقيقي  إسرائيل، وأي فصيل ديني أو فكري أو اجتماعي لا يرى إسرائيل عدوه الأول،عميلٌ، أو أداة للمشروع الصهيوأميركي في المنطقة.

avata
avata
محمود عبد العزيز الحسيني (الأردن)
محمود عبد العزيز الحسيني (الأردن)