التضليل الإعلامي والإرهاب

التضليل الإعلامي والإرهاب

03 يوليو 2019
+ الخط -
لم يقتصر الإرهاب على التفجير والقتل الذي يحصد أرواح الأبرياء، بل اتجه إلى أساليب أخرى في ممارساته التي يهدف من خلالها إلى زعزعة الأوضاع الأمنية والسياسية في البلد. ومن هذه الأشكال التي مارستها المجاميع الإرهابية ما يسمى الإرهاب الإعلامي، والذي تسعى، من خلاله، إلى استغلال التقنيات الإعلامية الموجودة لديها لتضليل الرأي العام، ونشر الشائعات وتدمير الشعوب نفسياً، حيث بدأت المجاميع المسلحة التي تمارس العنف، بشتى أشكاله، التوجه إلى ممارسة الحرب النفسية التي تستهدف من خلالها التأثير في المجتمعات من خلال إظهار نفسها بامتلاك القوة والسيطرة، حيث اعتمدت، في السنوات الأخيرة، على الإصدارات الإعلامية التي تظهر فيها وحشية هذه المجاميع، وهم يصوّرون القتل بأبشع صوره. بل إنها تستخدم، بين حين وآخر، الرسائل القوية التي تقول من خلالها "نحن ما زلنا بقوتنا"، وآخر ما استخدمه ما يسمّى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، هو بث الفيديو المصوّر لزعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، والذي حاول من خلاله إيصال رسالة إلى العالم أجمع بأن بإمكانهم التأثير في الساحتين، العربية والعالمية، من خلال إظهار البغدادي، وهو يحمل كتاباً كتب علية ولاية تركيا!
يلجأ تنظيم داعش والتنظيمات الأخرى إلى سبل الحرب الإعلامية للتأثير في نفوس الناس، وكذلك جذب الشباب وضمهم إلى صفوفه، ولا ننسى ما قام به التنظيم، عندما اقتحموا المؤسسات الإعلامية الموجودة في المناطق التي دخلوا فيها من قنوات وصحف ومواقع إخبارية وممارسة إرهاب الإعلاميين، بل إنه قتل إعلاميين كثيرين خلال عمليات متفرقة، بالإضافة إلى القنوات التي أنشأها التنظيم، ومنها (مؤسسة الفرقان، ومجلة دابق، ووكالة أعماق).
اتبع التنظيم سياسة إرهاب الصحافيين بإظهار قتل الصحافيين وعرضها على شاشات التلفزيون وممارسة الجرائم بحق الإعلاميين حيث تم استخدامهم كدرع بشري أو استخدام قتلهم لإثارة الفوضى العارمة في الأوساط الإعلامية. و‏اعتمدت المجاميع الإرهابية في ترويج عملياتها من خلال تجنيد الأشخاص عبر المواقع الإلكترونية التي باتت الساحة الكبرى لها بعد تضييق الخناق عليها على الأرض، واستخدام الإعلام الإلكتروني ساحة المعركة الأولى للجماعات الإرهابية، حيث لا تستطيع هذة الجماعات نشر الصحف وعرض البرامج التلفزيونية، فبدأت استغلال الإعلام الإلكتروني وسيلة دعائية لها ولتضليل الرأي العام والتدمير النفسي للمواطنين من خلال النشر، وكسب تعاطف الشباب المندفعين باسم الدفاع عن الدين.
ظهر العداء للصحافيين بعدما استطاع الإعلام الحر كشف الوجه المظلم لتنظيم داعش والتنظيمات الأخرى التي أبعدت متأثرين كثيرين بهذة الأفكار، بل أصبح من كان مؤيدا بالأمس معادياً لهم اليوم.
استغلت التنظيمات الإرهابية ما يقارب خمسين ألف منصة على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر من خلالها أفكارا ومقاطع من عمليات تقوم بها هذه المجاميع التي تهدف إلى بث الرعب والخوف. كذلك استطاعت إيهام بعض الشباب بأنهم أصحاب قضية وهدف. وحسب تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية، استطاع تنظيم داعش ضم ما يقارب 70% من المقاتلين في صفوفه من خلال المنصات الدعائية.
EDFE7381-8390-4642-A61B-263B56884711
EDFE7381-8390-4642-A61B-263B56884711
فلاح العرار (العراق)
فلاح العرار (العراق)