التحالف الدولي يقصف الباغوز بـ"الفسفور الأبيض"

التحالف الدولي يقصف الباغوز بـ"الفسفور الأبيض"... وقتلى باشتباكات بين "داعش" والنظام

02 مارس 2019
"داعش" محاصر في منطقة صغيرة (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
قصف طيران التحالف الدولي، مساء أمس وفجر اليوم السبت، المنطقة المحاصرة في ناحية الباغوز بقنابل الفسفور الأبيض، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وتنظيم "داعش" الإرهابي، فيما وقع قتلى وجرحى خلال اشتباكات بين "داعش" وقوات النظام السوري.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن طيران التحالف الدولي قصف فجر اليوم المنطقة التي يحاصر فيها "داعش" في ناحية الباغوز بقنابل الفسفور الأبيض، للمرة الثانية منذ مساء أمس الجمعة، إذ شوهدت أثناء انفجارها في الهواء فوق الباغوز، كما سمع دوي انفجارات واشتباكات عنيف بين "قوات سورية الديمقراطية" وعناصر تنظيم "داعش".

وأضافت المصادر أن "قوات سورية الديمقراطية" أحرزت تقدماً طفيفاً في محيط المنطقة المحاصرة، منوّهة بأن عناصر التنظيم أبدوا مقاومة شديدة.

وبقي المئات من عناصر التنظيم محاصرين في بساتين بلدة الباغوز، ويعتبر هؤلاء العناصر الأكثر تشدداً، ومن بينهم قياديون كبار في التنظيم، سوريون وأجانب.

وكانت قوات التحالف و"قوات سورية الديمقراطية" قد بدأت مساء أمس بهجوم جديد على تنظيم "داعش"، عقب أسبوعين من توقف المعارك في منطقة الباغوز، تخللتها مفاوضات وعملية إجلاء المدنيين والمستسلمين من عناصر التنظيم الإرهابي.

وبحسب المصادر، فقد خرجت عصر أمس الجمعة دفعة جديدة من المدنيين من الباغوز معظمهم أطفال ونساء، وتم نقلهم إلى مخيم الهول الواقع في ريف الحسكة المتاخم لريف دير الزور.

وتم إجلاء تلك الدفعة بعد عمليات قصف وقعت فجر أمس الجمعة، واستمرت عدة ساعات على المنطقة المحاصرة التي يتمترس فيها من بقي من عناصر وقياديي تنظيم "داعش"، في حين لا يزال المزيد من المدنيين محاصرين في المنطقة.

وحوصر تنظيم "داعش" في منطقة صغيرة بناحية الباغوز بعد عمليات عسكرية استمرت شهوراً، شنّتها مليشيا "قسد" بدعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن مجموعات من تنظيم "داعش" حاولت اجتياز نهر الفرات، باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري على الضفة اليسرى المقابلة لمنطقة الباغوز، حيث اشتبكت مع قوات النظام ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.

وأشارت المصادر إلى أنه لم يتبين ما إذا نجحت مجموعات "داعش" بالعبور أم لا، منوهة بتزامن محاولة العبور مع هجوم من خلية نائمة تابعة للتنظيم على دورية لقوات النظام في ناحية عياش الواقعة بريف دير الزور الغربي، حيث دمرت عربتين مدرّعتين وقتلت مجموعة من العناصر قبل فرارها إلى مكان مجهول.

إصابة سبعة أميركيين

إلى ذلك، قال الناشط أبو محمد الجزراوي لـ"العربي الجديد"، إن "داعش" استهدف نقطة لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" بصاروخ موجه خلال المواجهات الدائرة بين الطرفين في الباغوز، ما أدى إلى إصابة عشرة عناصر، من بينهم سبعة من القوات الأميركية.

وأوضح الناشط أن الإصابات ليست خطيرة، والعناصر الأميركيين كانوا يقومون بتمشيط المنطقة التي تقدموا إليها من الألغام التي زرعها تنظيم "داعش".

وكانت مصادر قد أفادت في وقت سابق، بأن مجموعات تابعة لفرق المارينز الأميركي سوف تشارك في عملية اقتحام آخر جيوب تنظيم "داعش" في الباغوز.

وأضاف الجزراوي أن "قوات سورية الديمقراطية"، مدعومة بطيران التحالف الدولي، تمكنت من التقدم اليوم والسيطرة على عدة نقاط في محيط المنطقة المحاصرة، التي يتمترس فيها عناصر "داعش" الرافضون للاستسلام.

في سياق متصل، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها قامت، صباح اليوم، باستقدام تعزيزات عسكرية من دير الزور إلى الجهة المقابلة لناحية الباغوز، غرب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.

وأضافت المصادر أن معظم التعزيزات التي وصلت تتبع لمليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية، المنخرطة ضمن ما يسمى "الحشد الشعبي"، وتضم مئات العناصر وناقلات الجند.

يذكر أن النظام والمليشيات الإيرانية تتمركز في ناحية البوكمال، على الضفة اليسرى من نهر الفرات قبالة ناحيتي هجين والباغوز، وتفصل بين "داعش" المحاصر في الباغوز والجيوب التابعة للتنظيم في البادية السورية.

وفي شأن متصل، غادرت أمس الجمعة مجموعة من الإيزيديين العراقيين المختطفين لدى تنظيم "داعش"، الأراضي السورية متجهين نحو العراق بعد خروجهم من منطقة الباغوز، ووصولهم إلى منطقة عامودا الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية".

وكان تنظيم "داعش" قد اختطفهم عام 2014، عقب هجوم شنه على القرى والبلدات الإيزيدية الواقعة في جبل سنجار شمال العراق.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن 21 إيزيدياً هم ثلاث نساء و18 طفلاً، غادروا سورية من معبر سيمالكا وتوجهوا إلى شنكال في شمال العراق.

وأشارت المصادر إلى أن السلطات العراقية حاولت منع المجموعة من العودة إلى شنكال بعد وصولهم إلى معبر الجمارك، إلا أن تظاهرات خرجت باتجاه المعبر أجبرت السلطات على السماح بدخولهم.