التجمع الوطني الديمقراطي يعقد مؤتمره السابع في الداخل الفلسطيني

التجمع الوطني الديمقراطي يعقد مؤتمره السابع في الداخل الفلسطيني

02 يونيو 2016
زعبي تؤكد حاجة الساحة السياسية العربية إلى التجمع (Getty)
+ الخط -
ينطلق، مساء اليوم الخميس، في مدينة شفاعمرو في الجليل، المؤتمر السابع لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وسط استمرار النفي القسري للمؤسس، المفكر العربي عزمي بشارة، وتفاقم الهجمة السلطوية على الحزب، الذي يشكل عماد الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني، ويمثل التيار القومي العروبي.

 

ويأتي المؤتمر السابع مع مرور عشرين عاماً على تأسيس الحزب، على يد بشارة، ونخبة من القيادات والرموز الوطنية في الداخل الفلسطيني، رداً على اتفاقية أوسلو.

وحمل الحزب مع تأسيسه، برنامجا سياسيا يصر فيه على حق الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني في وطنهم، ويقترح معادلة دولة المواطنين بما ينزع ويفكك البنية العنصرية لإسرائيل، مع اشتراط إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 67.


وقد مر الحزب بفترات عصيبة، حاولت فيها الأحزاب الصهيونية منذ تأسيسه عام 96 منعه من خوض الانتخابات، كما حاولت المؤسسة الحاكمة في إسرائيل، التربص بمؤسس الحزب، المفكر عزمي بشارة، وتلفيق التهم الأمنية المختلفة له، بعد فشل محاولة محاكمته بتهم التضامن مع المقاومة، وعلى إثر خطابين له، أكد فيهما حق الشعوب العربية في مقاومة الاحتلال، وأعلى من انتصار المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي وطرده من لبنان عام 2000.

كما حاول الاحتلال محاكمة بشارة لزيارته الضاحية في بيروت، ووقوفه إلى جانب حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال الصهيوني.

وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، في حديث خاص مع "العربي الجديد": "يعقد التجمع مؤتمره السابع، وقد تراكمت أمامه مهمات وتحديات ومخاطر جمة. وقد زاد هذه المهمات والمخاطر والتحديات، تعثر الانقلابات السياسية والاجتماعية والثقافية في البيئة العربية، المتمثلة بالانتفاضات الجبارة التي انطلقت عام 2011، وتعثرها بسبب بطش الأنظمة والتدخلات الخارجية، وصولاً إلى الثورات المضادة".

وأضاف عبد الفتاح أن "التجمع الذي ينشط في ساحة فلسطينيي الـ48 منذ 22 عاماً، والذي يتبنى خطاباً سياسياً وطنياً وديمقراطياً نهضوياً، في مواجهة الصهيونية، وفي إطار البناء الداخلي، يتعرض اليوم إلى مزيد من حملات التحريض والمحاصرة، وإلى حد التهديد بإخراجه عن القانون".

كما أشار إلى أنّ "الهدف هو نزع الشرعية القانونية عن الحزب وإضعافه، وإضعاف قاعدته الجماهيرية، ولذلك فإن التحدي الماثل أمامه هو تقوية صفوفه الداخلية، والتمسك ببرنامجه الوطني والديمقراطي، وزيادة دوره في ترسيخ الوحدة الوطنية الداخلية لفلسطينيي الداخل".

وتوافق النائبة حنين زعبي، عن التجمع الوطني، التي تعرضت هي الأخرى، على نحو خاص، منذ مشاركتها في أسطول الحرية عام 2008، إلى حملات متلاحقة من التحريض الدموي والعنصري ضدها، ما يذهب إليه عبد الفتاح، وتضيف، في حديث مع "العربي الجديد": نحن نواجه فترة تتسم بملامح حكم فاشي، تحاول فيه إسرائيل التخلص من بعض الحقوق الليبرالية التي عرفت كيف تتعايش معها وتصالح ما بين تهويد الحيز العام، وأسرلة الوعي، وإعادة رسم الجغرافيا، والسيطرة على الديمغرافيا. ويتم اليوم سن قانون يعطي للكنيست حق الفيتو على الممثلين العرب.

وأضافت زعبي "نستطيع أن نقول إن الساحة السياسية العربية بحاجة إلى التجمع، ليس بأقل من حاجتها له عند نشأته قبل 20 عاما، عندها قمنا ضد الأسرلة، كسياسة إسرائيلية لتصفية الوجود القومي والسياسي للفلسطينيين في الداخل، وضد أوسلو كتصفية للمشروع الوطني الفلسطيني. سياسات الأسرلة مستمرة، ولا نستطيع التراخي تجاهها، والتجمع ما زال الحلقة الأصعب في مواجهتها. نحن نريد من خلال هذا المؤتمر تثبيت مكانة التجمع ودور التجمع، ونفس التحدي، والاعتراف بأننا في صراع مع الدولة، هذا النفس هو من أهم مركبات مشروع التجمع، بل هو الذي يحمل مشروع التجمع، الذي هو مشروع ضد الاستبداد الخارجي، لكنه أيضا ضد استبداد المجتمع لأفراده".