التأخر لدقائق يحرم عشرات التلاميذ من حلم البكالوريا بالجزائر

التأخر لدقائق يحرم عشرات التلاميذ من حلم البكالوريا في الجزائر

15 يونيو 2017
شهادة البكالوريا حلم كل الطلاب (فتحي بلعيد/Getty)
+ الخط -


أربع دقائق فقط كانت كافية لحرمان الطالبة صفية دربال (17 سنة) من اجتياز امتحانات البكالوريا بالجزائر، ومنعها من دخول باب المدرسة أو مركز الامتحان، حيث منعها حارس المركز من الدخول بسبب التأخر، رافضاً كل الشروحات التي قُدّمت له والتوسل والدموع، بعد أن قال لها: "ممنوع الدخول، هذه أوامر وقوانين الوزارة، اذهبي هناك واشتكي لهم".

ليست صفية وحدها من تعرضت لهذا "المنع"، وهو بعبارة أخرى يعتبر "إجحافاً في حق التلاميذ" في نظرها هي وأكثر من 70 تلميذا مُنعوا من دخول مراكز الامتحانات على المستوى الوطني، فالتأخر لأربع أو خمس دقائق لا يعني شيئاً بالنسبة لهم، خصوصاً لمن يتحججون بالنقل، أو بالضغط المروري أو لسبب آخر.

وشددت وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط، في تصريحات تلفزيونية أطلقتها عشية انطلاق الامتحانات، على عدم قبول أي تلميذ يتأخر عن موعد الامتحانات بعد التاسعة صباحاً بالضبط، داعية التلاميذ أن يتقدموا لمراكز الامتحانات بنصف ساعة قبل الموعد المحدد، فضلاً عن إجراءات صارمة وضعتها الوزارة لضمان "السير الحسن للامتحانات" بعد المخاوف من تكرار سيناريو الغش الذي دفع بإعادة امتحانات جزئية لبكالوريا 2016.


قرار منع التلاميذ المتأخرين من إجراء الامتحانات أثار غضبهم وأحدث استياءً كبيراً لدى عائلاتهم، خصوصاً في بعض المناطق التي تفتقر لوسائل النقل وفي المناطق النائية والصحراوية والولايات التي تشهد ضغطاً مرورياً رهيباً كالعاصمة الجزائرية ووهران وقسنطينة.

ودخل العديد من التلاميذ المحرومين من الامتحانات في حالة هيستيرية كبرى، بل هدد البعض بالانتحار الجماعي لإسماع صوتهم للسلطات العليا في البلاد، فيما ركزت نقابات التربية على أهمية إعادة النظر في هذه النقطة المتعلقة بالتأخر حتى لا يظلم التلاميذ ويضيع حلمهم ومستقبلهم.

بدورهم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر وصفوا هذا القرار بـ "المجحف"، وأكدوا أنه "لا يمكن تطبيق القانون هكذا، بل يجب أن يطبق على كل شيء بما فيها ظروف اجتياز الامتحانات في هذه الحرارة حيث تنعدم وسائل التبريد في عدة قاعات".

وحمّل النشطاء الوزيرة بن غبريط مسؤولية حرمان عدد من التلاميذ من اجتياز امتحان محوري في حياتهم وعتبة للولوج إلى الجامعة، بسبب إجراء تعجيزي، حسب تعبيرهم. وتساءل آخرون "هل منع التلاميذ من اجتياز امتحانات البكالوريا بسبب التأخر سوف يجعلنا دولة متقدمة، هل الانضباط يقتصر على التوقيت فقط، بدل تحسين المنظومة التربوية المتهالكة".

 

المساهمون