البشمركة على حدود كركوك بانتظار موافقة بغداد لدخول المدينة

البشمركة على حدود كركوك بانتظار موافقة بغداد لدخول المدينة

05 ابريل 2018
العراق/سياسة/قوات البشمركة/(كارل كورت/Getty)
+ الخط -
لليوم الثاني على التوالي، ترابط قوات البشمركة الكردية على حدود محافظة كركوك وسط شمال العراق، بعد نحو خمسة أشهر على طردها منها إثر تداعيات الاستفتاء وتنفيذ بغداد حملة عسكرية ضخمة استعادت بموجبها كركوك و18 بلدة أخرى من سيطرة القوات الكردية، منتظرة صدور قرار سياسي يسمح بدخولها إلى المدينة، بعد إعلان أربيل توسط التحالف الدولي لدى بغداد بشأن ذلك.

وقال النائب عن التحالف الكردستاني، ريبوار طه، في مؤتمر صحافي اليوم، إنّ "هناك شبه اتفاق بين القوات الاتحادية وقوات البشمركة على إعادة نشر البشمركة في كركوك"، مبينا أنّ "هناك توجها للحكومتين (المركزية والإقليمية) على حل الخلافات السابقة، عبر الحوار، وقد تمخض عنها إعادة افتتاح المطارات في كردستان، وحل أزمة الرواتب".

واعتبر طه رفض عودة البشمركة إلى كركوك "لا يعدو كونه مجرد مزايدات سياسية، ودعاية انتخابية"، مشيرا إلى "وجود تفاهمات بين الجهات العسكرية بشأن إدارة المناطق المتنازع عليها"، داعيا إلى أن "تكون كركوك والمناطق المتنازع عليها ضمن الإدارة المشتركة".

ويؤكد مسؤولون أكراد أنّ قوات البشمركة الكردية متواجدة على حدود كركوك، ولم تدخلها بعد، وتجري الاستعدادات المطلوبة لدخول المحافظة والانتشار فيها في حال تم الاتفاق رسميا.

وقال القيادي في حزب الطالباني، عبد الله شورش، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المباحثات ما زالت متواصلة بين المسؤولين في بغداد وأربيل، وهناك تأييد من التحالف الدولي لدخول البشمركة"، مبينا أن "القوات الكردية تتواجد على حدود المحافظة ولن تخطو خطوة واحدة إلّا في حال أبرم الاتفاق بشكل رسمي".

وأشار شورش إلى أنّ "المهام التي ستقوم بها البشمركة هي حماية المحافظة بكافة مكوناتها من الخروقات الأمنية، وذلك سيتم بالتنسيق والتعاون مع القوات الاتحادية المتواجدة في كركوك"، مؤكدا أنّ "عودة البشمركة ستسهم بشكل واضح في إعادة الاستقرار والأمن لأهالي كركوك"، وفقا لقوله. 

وترفض جهات سياسية في كركوك أي عودة لقوات البشمركة إليها، إذ قال رئيس الجبهة التركمانية في المحافظة، أرشد الصالحي، في تصريح صحافي: "إنّنا نرفض مشاركة البشمركة الكردية في إدارة الملف الأمني في كركوك"، وهدد بـ"اللجوء إلى الطرق القانونية، والوسائل التي كفلها الدستور العراقي، لمنع هذا الانتشار".

من جهته، اعتبر ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، انتشار البشمركة في كركوك "مخططا أميركيا لإثارة الفوضى في المحافظة".

وقالت النائبة عن التحالف، نهلة الهبابي، إنّ "سعي واشنطن لإعادة البشمركة إلى كركوك سيفتح أبواب الصراع القومي بين العرب والتركمان والكرد"، داعية الحكومة إلى "تجنيب المحافظة هذه الفتنة، ومنع دخول البشمركة إليها".

وكانت قوات البشمركة الكردية قد انسحبت من كركوك عقب الأحداث التي أعقبت استفتاء كردستان، الذي جرى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، وما تبعه من دخول القوات العراقية إلى تلك المناطق واستلام المهام فيها.