الاستيطان يستمر بالقدس: حفريات وأنفاق واستيلاء على المنازل

الاستيطان يستمر بالقدس: حفريات وأنفاق واستيلاء على المنازل

28 ديسمبر 2016
افتتاح النفق جاء رداً على قرار مجلس الأمن(العربي الجديد)
+ الخط -
على وقع قرار مجلس الأمن الأخير 2334 إدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بأذرعه المختلفة؛ من رأس هرم الحكومة بنيامين نتنياهو، مروراً باليمين الأكثر تطرّفاً المهيمن على الكنيست، وانتهاء بمستوطنيه وجمعياته الاستيطانية، فرض مشاريعه الاستطانية، لا سيما في مدينة القدس.

أبرز المشاريع الاستيطانية افتتاح نفق جديد، أمس الثلاثاء، في حي وادي حلوة، والذي يشكّل المدخل الرئيسي لبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس، ولا يبعد عنه سوى عشرات الأمتار فقط.

وكان الاحتفال بافتتاح النفق، كما قال لـ"العربي الجديد" مدير مركز معلومات وادي حلوة المقدسي جواد صيام، "سياسياً ودينياً بامتياز، واكبه انتشار كثيف لعناصر قوات الاحتلال، حوّل الحي وعموم البلدة إلى ثكنة عسكرية، ووضع آلاف المقدسيين سكان البلدة في سجن كبير".

وجاء الانتشار الأمني الكثيف لتأمين الحماية لوزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف التي حضرت الاحتفال، وهي من صقور حكومة الاحتلال وأكثرهم تطرّفاً، إلى جانب رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، وهو علماني يميني، فضلاً عن عدد كبير من الحاخامات.

واستمر الاحتفال لساعات، سمعت خلاله الصرخات الهستيرية للحاضرين، وأصوات رقصاتهم على أوجاع السكان في البلدة، والذين فرضت عليهم أسماء عبرية لخمسة شوارع وأحياء في بلدتهم، بعد استبدالها من العربية.

ورأى صيام أنّ "الافتتاح الاستفزازي للنفق جاء رداً إسرائيلياً على قرار مجلس الأمن، عبّرت عنه الوزيرة ريغيف، والتي قالت إنّ الاحتفال هو رسالة للرئيس الأميركي باراك أوباما بأنّ القدس بشطريها الشرقي والغربي مدينة موحّدة لليهود فقط".

ولفت صيام إلى أنّ "التغوّل الاستيطاني في سلوان إلى توسّع، إذ باتت عشرات المنازل مهددة بالانهيار بفعل حفريات الاحتلال المستمرة، والتي لا تقتصر على النفق الجديد، بل ثمة شبكة كبيرة من الأنفاق، منها نفق بطول 600 متر يبدأ من منطقة العين وينتهي شمالاً نحو المسجد الأقصى، مخترقاً باطن الأرض باتجاه منطقة القصور الأموية وساحة البراق".

وأشار صيام إلى أنّه "الحفريات الإسرائيلية في سلوان، ومنذ أن بدأت عام 2007، جارية في خمسة أنفاق على أقل تقدير"، لافتاً إلى أنّ النفق الجديد الذي افتتحته ريغيف لم يستكمل بالكامل، لكنّها، وبإيعاز من نتنياهو، حضرت افتتاحه باكراً بتظاهرة استفزازية كرسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي".

وأدى، بحسب صيام، اتساع التشققات القديمة في 40 منزلاً، إلى مخاطر تهدد بسقوطها، علماً أنّ طواقم مما يعرف بـ"سلطة الآثار"، و"جمعية ألعاد" الاستيطانيتين تعملان بوتيرة عالية، تشمل الحفر في أعماق الأرض وإخراج الأتربة وإزالة بعض الصخور، في منطقة واسعة تتجاوز حي وادي حلوة إلى منطقة عين سلوان التاريخية والأثرية، فيما تسببت مياه الأمطار، مؤخراً، بانهيارات في التربة، ما ضاعف من حجم الأخطار في المنطقة.


ولا يخفي أهالي سلوان مخاوفهم، من حدوث انهيارات واسعة وسقوط منازل على من فيها، في حال استمرت أعمال الحفر الإسرائيلية في بلدتهم.

وقد عبّر عن هذه المخاوف أحد السكان المحليين في منطقة العين، ويدعى ياسر قراعين، في حديث لـ"العربي الجديد" قائلاً "نغفو كل ليلة ونصحو كل صباح على أعمال حفر جديدة. لقد حوّلوا بلدتنا إلى ورشة كبيرة من أعمال الحفر وشق الأنفاق، وإقامة أبنية جديدة تديرها وتشرف عليها جمعيات استيطانية متطرفة من أمثال ألعاد، والتي اتخذت مقراً لها عند مدخل حي وادي حلوة، فيما أطلقوا عليه مدينة داود".

ومن شرفة منزل قراعين، يمكن مشاهدة أعمال الحفر الإسرائيلية الواسعة في البلدة، ومنازل باتت معلّقة بقاطنيها في الهواء، في حين يزداد حضور المستوطنين أفراداً وعائلات، بعد توسع دائرة سيطرتهم على العقارات.

ووصل عدد البؤر الاستيطانية في سلوان، وفقاً لصيام، إلى 60 بؤرة يقطنها نحو 400 مستوطن، يضاف إليهم نحو 800 مستوطن آخر يقطنون في مستوطنة "معاليه هزيتيم"، في قلب حي رأس العمود الذي يشكل امتداداً جغرافياً للبلدة، وسط كثافة سكانية فلسطينية، تزيد عن 55 ألف مواطن.

وحذّر صيام من تعرّض الفلسطينيين في سلوان لاعتداءات عنيفة من المستوطنين، على غرار ما يحصل في حي تل الرميدة بمدينة الخليل، تحت حماية حراس الأمن وعناصر الشرطة الإسرائيلية.