الاحتلال ينفّذ اعتقالات في الضفة... وتضامن مع الأسرى بالقدس

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، حملة اعتقالاتها ومداهماتها لمدن الضفة الغربية المحتلة، في ظل استمرار الحراك الشعبي التضامني مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 46 يوماً.

وفي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر والناشط في مجال الأسرى نعمان عبيات، ابن الشهيد محمد عبيات، بعد اقتحام منزله في منطقة جبل هندازة، فيما نفذت عمليات دهم وتفتيش لعدة أحياء وقرى في المدينة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال معاذ البدن من بلدة تقوع شرقاٌ، واقتحمت مخيم الدهيشة جنوباً، وفتشت عدداً من المنازل وسلمت شاباً بلاغاً لمراجعة مخابراتها العسكرية، إلى جانب اقتحام عدّة دوريات راجلة مخيم عايدة شمالاً، فيما قامت بعمليات استفزاز للفلسطينيين هناك قبل انسحابها، حسب ما أفادت مصادر محلية لـ "العربي الجديد".

وفي السياق، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدّة قرى وبلدات في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، ونصبت الحواجز عند بعض مداخلها، واعتقلت معاذ الهيموني، بعد مداهمة منزله وسط المدينة، فيما اقتحمت منزل عائلة عضو مركز أسرى فلسطين للدراسات، أنس الهشلمون، وسلمته بلاغاً لمراجعة مخابراتها العسكرية، في الوقت الذي لم يكن متواجداً بالمنزل.

وفي مخيم الفوار جنوبي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين محمد أبو طعيمة، وسليمان دعاجنة، بعد مداهمة منزليهما وتفتيشها، وسط اندلاع مواجهات عنيفة أطلق فيها جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل، ما أدى إلى وقوع إصابات بحالات اختناق.

وفي بلدة ياصيد شمالي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عاصم صابر بعد مداهمة منزله وتفتيشه وسط البلدة. فيما اقتحمت بلدة العيزرية جنوبي شرق القدس المحتلة، وداهمت حي الإسكان وسط البلدة، واعتقلت أحد نشطاء المقاومة الشعبية عبد المنعم العموري، واقتادته إلى جهة مجهولة، وفق ما أفادت به مصادر محلية لـ "العربي الجديد".

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت، أمس السبت، بلدة زبوبا غربي جنين شمال الضفة الغربية، واعتقلت المسن حسن أبو زيتون (٦٠) عاماً، وأصابت عدداً من أفراد عائلته بعدما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع اتجاههم، واعتدت على نجله بالضرب المبرح، فيما اندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان إثر عمليات التفتيش الواسعة التي نفذتها في البلدة.

وفي اليوم الثاني لامتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، اعتقلت قوات الاحتلال الطالب في التوجيهي محمد فيراوي من حي الجالية الأفريقية الملاصق للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب الناظر، واقتادته إلى أحد مراكزها في القدس للتحقيق. فيما اعتقلت الشاب المقدسي غيث غيث، بالقرب من باب الأسباط أحد أبواب القدس القديمة.

في هذه الأثناء، شهدت مدينة القدس المحتلة إضراباً شاملاً تضامناً مع إضراب الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال، فيما انضم العشرات من ممثلي الفعاليات الوطنية والنشطاء المقدسيين للإضراب التضامني عن الطعام في خيمة الاعتصام ببلدة الرام شرقي القدس صباح اليوم. في وقت انطلق فيه مهرجان الصمود والدفاع عن الأرض ومقاومة هدم البيوت وسياسة الترحيل العرقي في جبل المكبر جنوبي القدس.
وفي سيّاق تطبيق برنامج السياحة الأجنبية، اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى وسط تكبيرات المصلين المسلمين، فيما شددت شرطة الاحتلال من قيودها لدخول المقدسيين إلى الأقصى.

وبموازاة حملة الاعتقالات والانتهاكات المتواصلة، أوعزت حكومة الاحتلال، ببناء 40 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة أرئيل قرب نابلس، بعد يومين فقط من طرحها عطاءات لبناء أكثر من ثلاث آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في وقت سلمت طواقم الهدم التابعة لبلدية الاحتلال أوامر هدم جديدة لسكان فلسطينيين في عدة أحياء مقدسية. وفي محاولة للتخفيف من الجريمة، ادعت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال أن المستوطن المذكور كان دون سن الثامنة عشرة ، علما أنه يتجاوز اليوم الثامنة عشرة والنصف

على صعيد متصل، قُدمت، في محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة، اليوم الأحد، لائحة اتهام بحق مستوطن متطرف من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي محافظة نابلس، تنسب إليه القيام بإعطاب إطارات 28 سيارة لمواطنين فلسطينيين من قرية أبو غوش إلى الغرب من مدينة القدس المحتلة العام الفائت.

سياسياً، توالت المواقف المندّدة بنيّة رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تشويه صورة حكومة الوفاق الوطني، ومحاولة محاصرتها خارجياً. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير"، حنان عشراوي، إن نتنياهو "فشل فشلاً ذريعاً في تشويه صورة حكومة الوفاق الوطني، وإقناع دول العالم بمقاطعتها، وفرض العقوبات عليها، ومحاصرتها سياسياً واقتصادياً".
وأكدت في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية، اليوم الأحد، أن اسرائيل مفلسة "ولا توجد لدى الحكومة الاسرائيلية امكانيات لاتخاذ خطوات عقابية محددة، إضافة لفقدانها إمكانيات للتأثير، حتى في مواقف الولايات المتحدة".
وأشارت الى أن "نتنياهو هدد بحجز أموال الضرائب التي لم يتم الحجز عليها حتى الآن، وهو يدرك أن انهيار الاقتصاد الفلسطيني ليس في مصلحة اسرائيل، لأنه لا يمكن الحدّ من تأثير الانهيار والفوضى الداخلية وانتقالها الى اسرائيل".
وأضافت "أن نتنياهو يهدد ويتوعد فقط، ولكن الخيارات أمامه محدودة، بينما نملك خطة نقوم بمتابعتها بشكل تدريجي وتراكمي، من بينها المقاومة السلمية الشعبية، ومواصلة تحدي الخطوات الاسرائيلية، ومتابعة الحوار مع كافة دول العالم والمنظمات الدولية".