الاحتلال ينصب المزيد من مجسات التنصت على أسوار الأقصى

الاحتلال ينصب المزيد من مجسات التنصت على أسوار الأقصى

10 سبتمبر 2020
مجسات التنصت على أسوار المسجد الأقصى (أحمد الغربلي/فرانس برس)
+ الخط -

واصل المستوطنون الإسرائيليون، اليوم الخميس، يتقدمهم الحاخام يهودا غليك، اقتحاماتهم الاستفزازية لباحات المسجد الأقصى. وبينما نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مزيداً من مجسات التنصت على أسوار الأقصى، اعتقلت خمسة فلسطينيين من عدة مناطق بالضفة الغربية، بينهم صحافي من محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية، كما استدعت لمقابلة مخابراتها قيادياً بحركة "حماس" من محافظة رام الله والبيرة، وسط الضفة الغربية.

وأفاد مسؤول في قسم الحراسات بالمسجد الأقصى "العربي الجديد"، بقيام شرطة الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة الماضية وفجر اليوم، بتركيب مزيد من مكبرات الصوت ومجسات الصوت والمراقبة على سطح سور المسجد الأقصى، من ناحية باب المطهرة في الرواق الغربي للمسجد، ما يرفع عدد مكبرات الصوت والمجسّات التي أقامتها شرطة الاحتلال منذ مطلع هذا الأسبوع إلى ستة مكبرات.

وأقدمت شرطة الاحتلال في شهر أغسطس/آب عام 2017، على تركيب أول مكبرات الصوت على سطح المدرسة العمرية قرب مئذنة باب الغوانمة، بينما ركبت، في السادس من سبتمبر/أيلول الحاري، سماعة ثانية على سطح ثانوية الأقصى الشرعية قرب مئذنة باب الأسباط، لتتُم بذلك قدرتها على إيصال الصوت إلى الجهة الشمالية للأقصى من الداخل والخارج ثم سماعة باب السلسلة على المدرسة الشرعية للبنات ثم سماعتين على باب الحديد.

واتّهم مسؤول في الأوقاف الإسلامية في القدس (فضل عدم ذكر اسمه)، في حديث لـ"العربي الجديد"، الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة تركيب نظام صوتي يوازي نظام الصوتيات التابع للأوقاف الإسلامية، موضحاً أن هذا النظام "يسمح للاحتلال بتوجيه التعليمات والنداءات للموجودين في المسجد الأقصى من مصلين ومستوطنين وقوات الاحتلال، ما يعزز من تدخله المباشر والقوي في إدارة الأقصى دونما أي اعتبار للأوقاف التي تفقد كل يوم جزءاً من صلاحياتها".

ووصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، بتصريح خاص لـ"العربي الجديد"، ما تقوم به شرطة الاحتلال منذ مطلع الأسبوع الجاري، من نصب معدات تنصت ومراقبة على أسوار الأقصى بأنه "عدوان"، معرباً عن خشيته من أن تمهد هذه التدابير الأمنية لإجراءات أخرى تزيد من التضييق على المصلين وفرض رقابة بالصوت والصورة على كل ما يجري داخل ساحات الأقصى، في وقت يصعّد المستوطنون من اقتحاماتهم للأقصى وتدنيسه بطقوسهم التي يؤدونها في ساحاته.

على صعيد آخر، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت شاباً من مخيم عايدة، شمال بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، واعتقلت الليلة الماضية شاباً من مخيم جنين، شمال الضفة، أثناء مروره عبر حاجز "الكونتينر" العسكري المقام شمال شرقي بيت لحم، بعدما اعتدت عليه بالضرب.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من بلدة بيت أمر، شمال الخليل، واعتقلت شاباً من بلدة العيسوية بالقدس، وسط الضفة، أثناء مروره عبر المدخل الشرقي لقرية العيساوية.

إلى ذلك، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت الصحافي عبد المحسن شلالدة من بلدة سعير بمحافظة الخليل، لساعات وحققت معه قبل إخلاء سبيله. وشلالدة اعتقل مرات عدّة لدى الاحتلال، كما أصيب سابقاً أثناء تغطيته لمواجهات في بلدة حلول بمحافظة الخليل برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في الرأس.

واستدعت قوات الاحتلال، صباح اليوم الخميس، القيادي في حركة "حماس" بالضفة الغربية الشيخ حسن يوسف، لمقابلة مخابراتها في سجن عوفر، وذلك الساعة 11 من صباح اليوم، علماً أن يوسف لم يمض على الإفراج عنه سوى نحو شهر.

كذلك، سلمت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، محامي محافظ القدس عدنان غيث، قراراً جديداً يقضي بتقييد حركته داخل مدينة القدس واقتصار وجوده على بلدته سلوان، جنوب القدس، وعدم السماح بتنقله في شرقي القدس المحتلة، ويمنعه القرار الإسرائيلي من التواصل مع أكثر من 50 شخصية، بينها الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية، وشخصيات أخرى في السلطة الفلسطينية وحركة "فتح".

وخلال عامين من تكليف محافظ القدس عدنان غيث محافظاً للقدس، اعتقلته قوات الاحتلال ما يزيد عن 17 مرة، واستدعته للتحقيق عشرات المرات، وسلمته 4 قرارات عسكرية تمنع دخوله إلى الضفة الغربية، ومنع التواصل مع قائمة من الشخصيات الوطنية والقيادية، ومنع مشاركته في الفعاليات الاجتماعية والمناسبات ومنع تقديم المساعدات الإنسانية وتجدد القرارات تلقائياً كل 6 أشهر، والقرار الرابع هو الأخطر، إذ يقضي بتقييد حركته داخل مدينة القدس، وتحديداً في أحياء وبلدات الشطر الشرقي منها، ومنع التواصل مع قائمة كبيرة من الشخصيات الوطنية والقيادية.

في سياق منفصل، هاجم مستوطنون، الليلة الماضية، بالحجارة مركبات المواطنين الفلسطينيين على الطريق الواصل بين جنين ونابلس، شمال الضفة، ما أدى لتضرر نحو 10 مركبات وتحطم زجاج نوافذها، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس.
وعلى صعيد ملف الأسرى، أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية كريم عجوة، اليوم الخميس، ببدء عملية تشريح جثمان الأسير الشهيد داوود الخطيب في معهد الطب العدلي "أبو كبير"، وذلك بحضور الطبيب الشرعي الفلسطيني المنتدب من وزارة العدل الفلسطينية أشرف القاضي.

وأوضحت الهيئة في بيان لها، أنه من المتوقع الحصول على نتائج التشريح الأولية خلال الساعات القليلة المقبلة.

يذكر أن الأسير الشهيد الخطيب، وهو من بيت لحم، كان قد استشهد في سجن "عوفر" الاحتلالي المقام غرب مدينة رام الله مطلع الشهر الحالي، بعد تعرضه لجلطة قلبية حادة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي تتعرض له الحركة الوطنية الأسيرة.

والشهيد الخطيب كان محكوماً بالسجن 18 عاماً و8 أشهر، وبقّيت من محكوميته عدة أشهر، حيث اعتقل في شهر إبريل/نيسان 2002.