الاحتلال يمنع علاج مريض لأنه قريب شهيدة فلسطينية

الاحتلال يمنع علاج مريض لأنه قريب شهيدة فلسطينية

21 سبتمبر 2016
منع التصاريح والعبور قصاص جماعي للفلسطينيين (معمر عواد-الأناضول)
+ الخط -


لا تكتفي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقتل من تشتبه بتنفيذه عملية طعن أو دهس ضد جنودها، بل تمارس شتى أنواع العقاب بحقه وحق عائلته، من احتجاز لجثمان الشهيد، أو هدم منزل عائلته والتنكيل بها، أو سحب تصاريح العمل من أقاربه، ورفض إصدار التصاريح للعلاج، والاقتصاص من قرية الشهيد بأسرها.

الشاب جعفر هرشة (33 عاماً) من قرية قفين شمالي مدينة طولكرم إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، مصاب منذ سنتين بسرطان في الدماغ، ويتلقى العلاج منذ ذلك الحين في عدة مستشفيات بالضفة الغربية. جرى تحويله أخيراً إلى مستشفى المطلع بمدينة القدس المحتلة، لاستكمال العلاج، لكن سلطات الاحتلال منعته من دخول القدس لأنه أحد أقرباء الشهيدة أنصار هرشة.

يقول لـ"العربي الجديد" "أجريت ثلاث عمليات جراحية، واحدة بمدينة رام الله، وواحدة بمستشفى تل هشومير بالداخل الفلسطيني المحتل، وأخرى في المستشفى الفرنسي بمدينة القدس، وبقيت أتابع العلاج في مستشفى المطلع بالقدس لمدة ستة أشهر، إلى أن مُنعت من دخول القدس، بعد استشهاد ابنة قريتي وقريبتي الشهيدة أنصار هرشة".

أنصار هرشة أم لطفلين، استشهدت عند حاجز "عناب" العسكري المقام على أراضي الفلسطينيين شرقي مدينة طولكرم. قتلها جنود الاحتلال في 2 يونيو/ حزيران الماضي، بدعوى محاولتها تنفيذ عملية طعن لأحد الجنود، ومنذ ذلك الحين تحتجز سلطات الاحتلال جثمانها في ثلاجات الموتى.

وضمن سياسة العقاب الجماعي، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لأفراد من عائلة هرشة في قرية قفين، منحهم تصاريح لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 أو القدس، على الرغم من أن ما يربطهم بالشهيدة هو اسم العائلة فقط، ومن ضمنهم الشاب المريض جعفر هرشة الذي يفترض أن يذهب بشكل مستمر لمستشفى المطلع للعلاج.




ويشير إلى حاجته لمتابعة جلسات العلاج الكيماوي في مستشفيات الداخل المحتل، لعدم توفرها في مستشفيات الضفة الغربية كلها، ومراجعة المستشفى مرة في الأسبوع على الأقل. ويقول "أنتظر رحمة ربنا، أنا مستمر بتقديم طلبات التصريح والتوجه للجهات المسؤولة والتي تقدم المساعدة في حل المشكلة لاستصدار التصريح".

لا يقدر هرشة على العمل لتوفير قوت عائلته المكونة من زوجة وطفل. إذ توقف عن العمل بعد أن اشتد به المرض، وتفرغ للعلاج ومراجعة الأطباء. ولم يحصل هرشة على أية مساعدات من المؤسسات سوى نحو 530 دولاراً، مع العلم أن العلاج مكلف جداً، وكذلك سبل المواصلات إلى مستشفى المطلع بمدينة القدس.

يحمل جعفر شهادة جامعية، وتقدم بطلب وظيفة في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ولم ينجح، كما حاول التسجيل في وزارة الشؤون الاجتماعية منذ سنتين، ورُفض طلبه بحجة أن عائلته صغيرة وهو ليس محتاجاً، ويقول: "لم يعيروا مرضي أي اهتمام".

جعفر هرشة يصارع مرضه بعزيمة وإصرار، ويجهد نفسه للاستمرار في العلاج، علّه يشفى منه ويقوى على الحياة.



المساهمون