الاحتفالات العراقية الأكبر برأس السنة رداً على فتاوى متطرفة

الاحتفالات العراقية الأكبر برأس السنة رداً على فتاوى متطرفة

04 يناير 2019
جموع باحتفالات رأس السنة في بغداد (أحمد الربعي/فرانس برس)
+ الخط -
يؤكد العراقي قصي العبيدي، الذي يعمل سائق حافلة، أن الفتاوى المتطرفة التي تحرم الاحتفالات برأس السنة الميلادية جعلته يقرر للمرة الأولى الاحتفال بها، وسط جموع من العراقيين  في وسط العاصمة بغداد.

وأوضح العبيدي لـ"العربي الجديد"، أن "فتاوى رجال دين التي انتشرت قبيل رأس السنة، والتي تتحدث عن تحريم الاحتفال وتعده كفرا أثارت غضبي، فخرجت مع عائلتي للاحتفال تحديا لهذه الفتاوى المتطرفة"، لافتاً إلى أن "بلادنا بحاجة إلى الوحدة بين فئات الشعب. لقد تحسن الأمن، ومنذ وقت طويل لم تحصل تفجيرات إرهابية. نريد أن نرى الأفراح تملأ البلاد. يجب أن نفرح بمناسبات كل الطوائف العراقية".

وتجمع كثيرون بمناطق عدة في بغداد للاحتفال برأس السنة، في ظل زيادة الشعور بالأمان الذي افتقدوه طيلة سنين، كما شهدت العديد من مناطق العراق هذا العام احتفالات كبرى بهذه المناسبة، ففضلاً عن حفلات أقيمت في الفنادق ومراكز التسوق، انطلقت احتفالات أخرى في داخل أحياء سكنية.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، مقاطع فيديو لعلماء دين يدعون المسلمين إلى عدم الاحتفال برأس السنة، بينهم رجل الدين، مهدي الصميدعي، الذي أفتى بأن "الاحتفال بأعياد غير المسلمين لا يجوز، ولا يجوز تهنئة المسيحيين بها"، ورئيس الوقف الشيعي، الشيخ علاء الهندي، الذي قال إن "الاحتفال بمولد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية ذريعة لممارسة الفساد والفجور".

وقالت نميرة السعدي، لـ"العربي الجديد"، إنها فقدت ولدها في تفجير إرهابي عام 2008، ولم تستطع وأفراد أسرتها التحرك خارج أسوار الحي الذي تقطنه غربي بغداد لسنوات عدة بسبب أعمال العنف الطائفية والإرهاب، ثم أضافت: "يكفي ما تحملناه طيلة السنين الماضية. شجعت أولادي وبناتي على الاحتفال بمناسبة رأس السنة. أريدهم أن يعيشوا بأمان ويمارسوا حياتهم بلا خوف مثلما كنا نفعل في شبابنا".

وفي ليلة رأس السنة تحولت سماء بعض المدن العراقية إلى لوحة من الألوان بسبب الألعاب النارية التي أطلقت بكثافة، بعضها كانت منظمة وأخرى عشوائية، في حين انتشرت زينة أعياد الميلاد في كثير من الأحياء والشوارع.

وقال سعد محسن، وهو صاحب متجر لبيع الزينة، إن الإقبال على شراء المفرقعات وزينة الميلاد فاق كل التوقعات هذا العام. وأكد لـ"العربي الجديد"، أن "مبيعات العام الحالي من زينة الأعياد وصلت إلى نحو ضعف ما تم بيعه في العام الماضي. ربما لأن العراقيين يشعرون بالأمان بعد هزيمة داعش".

وأكد الباحث في علم النفس، عادل الفراجي، أن "العراقيين أصبحوا يبحثون عن أي مناسبة مفرحة لكي يفرغوا ما في داخلهم من حزن وخوف طيلة سنين".

وأعلن في ديسمبر/كانون الأول 2017، عن تحرير العراق بالكامل من تنظيم "داعش" الذي سيطر منذ صيف 2014، على نحو ثلث مساحة البلاد.





المساهمون