الائتلاف والفصائل المسلحة: تهجير سكان من الوعر ينهي الهدنة

الائتلاف والفصائل المسلحة: تهجير سكان من الوعر ينهي الهدنة

18 سبتمبر 2016
تجاوزات النظام السوري لا حصر لها (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

هدد بيان مشترك للائتلاف السوري المعارض، والفصائل المسلحة، مساء اليوم الأحد، بوقف العمل بالهدنة الحالية في سورية في حال إقدام النظام السوري على ترحيل أي شخص من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، أو أي منطقة محاصرة أخرى.


وقال البيان، الذي جمع لأول مرة الائتلاف المعارض مع حركة أحرار الشام الإسلامية إن "سياسة التهجير الطائفي من قبل النظام وحلفائه تحولت إلى سياسة منهجية ثابتة تقوم على مبدأ "الجوع أو الركوع"، وقد تم تطبيقها في أكثر من 14 منطقة محاصرة تحت وطأة التجويع والقصف بأسلحة عشوائية كالبراميل المتفجرة، أو المحرمة دوليا كالكلور والنابالم".

واعتبر البيان أن حي الوعر في حمص، الذي يخضع للحصار من قبل النظام المدعوم من إيران وروسيا، منذ أكثر من عامين، شاهد على السقوط الأخلاقي للمجتمع الدولي، ومثل ذلك ما حدث من قبل في مدينة درايا.

وفي إشارة إلى الهدنة الحالية، قال البيان إن قوى الثورة السورية تعاملت بإيجابية مع كل المبادرات الدولية رغم السجل السلبي لهذه المبادرات التي لم تحقق أية نتائج ملموسة للشعب السوري، لكن النظام استغلها لارتكاب مزيد من الجرائم ضد شعبه، بحسب البيان.

وأضاف أن المعارضة أوضحت موقفها بأن "أي محاولة للضغط على أهالي المناطق المحاصرة بأساليب عسكرية أو غير عسكرية سيضع أي هدنة مقترحة في مهب الريح"، مؤكداً أن اتفاقات التسليم التي حصل عليها النظام بعد تهديد الأهالي في المناطق المحاصرة تعتبر لاغية ولا قيمة لها.

وإذ لفت البيان إلى أن ما يقوم به النظام مخالف لقرارات الشرعية الدولية، أكد أن المناطق المحاصرة كلها خط أحمر بالنسبة للشعب السوري، و"لن نقبل بأن يتم استغلال الهدن أو العملية السياسية لاجتزائها تدريجياً".

وأضاف أنه بناء على ذلك، فإننا نؤكد:
"ـ في حال إخراج أي شخص من منطقة الوعر أو أي منطقة محاصرة في سورية، أو إذا استمرت عمليات الضغط والإرهاب العسكري والنفسي، لإخراج أهالي هذه المناطق يكون النظام قد أنهى وبشكل صارخ التزامه بأي هدنة مطروحة، وستستمر جميع الفصائل الثورية في ممارسة حقها المشروع في قتالها له وصدها لعدوانه.

ـ ستقوم المعارضة بشقيها السياسي والعسكري بإعادة النظر في العملية السياسية بشكل كامل في حال استمرار العجز الدولي عن تأمين الحماية للمناطق المحاصرة، وفك الحصار عنها بعد انهيار الهدنة.

ـ نطالب الدول الداعمة لسورية بتحويل المناطق المحاصرة إلى مناطق محمية يحظر استهدافها عسكريا أو حصارها إنسانياً وفقاً للقانون الدولي، ونحذّر الأمم المتحدة من رعاية مثل هذه الاتفاقات المخالفة للقانون الدولي".

وقد وقع على البيان إضافة إلى الائتلاف المعارض، 32 فصيلاً مسلحاً منها حركة أحرار الشام وجيش اليرموك وجيش الإسلام وفيلق الشام وجبهة أنصار الإسلام وحركة نور الدين الزنكي والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام.

جدير بالذكر أن النظام السوري يعتزم غداً الإثنين، تهجير دفعة جديدة من أهالي حي الوعر المحاصر في مدينة حمص وسط سورية، باتجاه مدينة إدلب في شمال البلاد، ضمن الاتفاق الموقع أخيراً بين فصائل من المعارضة والنظام.

وقال المتحدث باسم مركز حمص الإعلامي، محمد السباعي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه من المزمع أن يتم، يوم غد، خروج دفعة من أهالي حي الوعر المحاصر بحمص، باتجاه مدينة إدلب في الشمال السوري، وعددهم ما يقارب 200 شخص مع عوائلهم، معظمهم من ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين وأصحاب حالات الأمراض المزمنة.