الإيدز يهدد سكان فنزويلا الأصليين

الإيدز يهدد سكان فنزويلا الأصليين

03 فبراير 2016
النساء أقل التقاطاً للفيروس من الرجال (فرانس برس)
+ الخط -

يزداد معدل انتشار فيروس "إتش آي في" المسبب لمرض الإيدز بشكل سريع وسط السكان الأصليين في فنزويلا، منذ الحالة الأولى، التي اكتشفت قبل تسع سنوات، بحسب تقرير لموقع "لاتين كوريسبندنت" الأميركي اللاتيني.

في عام 2007، سجلت أول حالة في أحد مجتمعات الواراو الأصلية. ومنذ ذلك الحين انتشر الفيروس وسط 26 تجمعاً سكانياً للواراو، وهي التجمعات التي تعيش على دلتا نهر أورينوكو في شمال شرق البلاد، ويقدّر عدد أفرادها بعشرين ألف نسمة، ينشطون في الصيد النهري والبري والزراعة.
مع نهاية عام 2007، وصل عدد الحالات المصابة إلى 15 حالة. أما اليوم، فقد ارتفع العدد بشكل كبير. يقول جيمي، أحد السكان الأصليين: "لكلّ واحد منا قريب مصاب. يموت كثيرون في كلّ فترة، بعد معاناتهم من الحمّى والإسهال والدوار والإعياء الشديد".

تشير دراسة طبية أخيرة على ثمانية تجمعات سكانية للواراو، إلى ارتفاع معدل الإصابة بفيروس "إتش آي في" إلى 9.55 في المائة بينها. وهو ما يتجاوز المعدل الوطني في فنزويلا، الذي وصل إلى 0.53 في المائة من السكان، بثماني عشرة مرة.

الدراسة نفسها توصلت إلى أنّ الرجال أكثر عرضة للفيروس من النساء. وبينما يرتفع معدل الإصابة لدى رجال الواراو إلى 15.6 في المائة، ينخفض لدى النساء إلى 2.6 في المائة.
من جهتهم، يؤكد مسؤولو الصحة المحلية أنّ ارتفاع عدد الحالات، وتركزها في مناطق الواراو، يشكل موجة غير مسبوقة في تاريخ البلاد. كذلك، فإنّ معظم من يحملون الفيروس يبدأون باختبار أعراضه في أقل من خمس سنوات. يأتي هذا بالتزامن مع ضعف إمكانية الوقاية من الفيروس داخل هذه المجتمعات، وتدني القدرات العلاجية.

من جهته، يقول الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة، فلور بويول إنّ "الجانب الأكثر حزناً، هو أنّ هؤلاء السكان ليسوا على دراية فعلية بطبيعة الفيروس. عندما يشعرون بأعراض المرض، يذهبون إلى العلاج لشهر واحد أو شهرين. وعندما تتحسن صحتهم قليلاً، ينقطعون عنه ويظنون أنّهم تخلصوا منه. ولا يعلمون أنّه أمر يفترض أن يتعاملوا معه طوال حياتهم".
ليس معروفاً كيف وصل الفيروس إلى تجمعات الواراو، لكنّ الدراسة تربط ذلك بالسفن التي تعبر دلتا نهر أورينوكو، لنقل المعادن من المناجم المحيطة، ومن يعملون عليها.

وبينما يؤكد بويول أنّ تفاقم الحالات سببه ضعف الوصول إلى الرعاية الطبية، يشير تقرير لصحيفة "فيتي" المحلية، إلى أنّ الفيروس ليس وحده ما يهدد الواراو للسبب نفسه. وثمّة أيضاً أمراض أخرى بدأت تثير القلق أخيراً، أبرزها التهاب الكبد الوبائي والسلّ.

اقرأ أيضاً: نقص مناعة لا نقص حقوق

دلالات