الإفراج عن المعتقلين السياسيين المصريين.. استهلاك إعلامي

الإفراج عن المعتقلين السياسيين المصريين.. استهلاك إعلامي

12 مارس 2015
+ الخط -


كشفت حملة "الحرية للجدعان" كذب ما تتداوله الصحف المصرية أخيراً من أخبار الإفراج عن عدد من المعتقلين على ذمة قضايا سياسية في مصر.

وقالت الحملة نقلاً عن أحد أعضائها: إن قرار الإفراج عن 120 طالباً ومريضاً الذين كُتبت أسماؤهم في جريدة مصرية رسمية الثلاثاء 3 مارس/آذار الجاري، هو "نكتة بايخة واستخفاف رهيب بالعقول وتعليق آمال للأهل وبعدها إحباطهم بشكل حقير"، على حد قوله.

واستدل عضو الحملة المعتقل منذ عدة أشهر، بأن "نصف الأسماء الواردة في القرار، مُخلى سبيلهم من شهور، وأعرف منهم شخصياً عدداً كبيراً كانوا معي في سجن استقبال طره وأخذوا إخلاء سبيل، وأنا هناك قبل ترحيلي إلى سجن وادي النطرون".

كذلك استدل عضو الحملة على كذب ما تنشره وسائل الإعلام المصرية بشأن الإفراج عن المعتقلين السياسيين، بأن "عدداً كبيراً من الأسماء الواردة في القرار محكوم عليهم بالفعل، ومعي هنا في السجن سبعة منهم، منهم اثنان معي الآن حالاً في الزنزانة، وآخران كانا معي في الامتحانات وفي زنزانة أخرى في نفس السجن، ومنهم طالب في أكاديمية نيو كايرو بالقاهرة الجديدة وآخر طالب في الجامعة الأمريكية، أنهى مدة الحكم عليه، وأفرج عنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع خمسة طلاب آخرين بالجامعة البريطانية".

وأضاف عضو الحملة "المخلى سبيلهم طبياً، أذكر منهم حالة واحدة الدكتور مصطفى هيكل، طبيب عيون، وجاري في مدينة الرحاب، أولاد الدكتور مصطفى الثلاثة أصدقاء شخصيون لي وأعرفهم جيداً، تم اعتقاله في أول فترة بدء الاعتقالات منذ نحو أربعة أشهر، وأفرج عنه في أول عام 2014. ودكتور مصطفى توفى في شهر إبريل/نيسان 2014 بعد خروجه بفترة قصيرة وجاءني خبر وفاته وأنا في سجن المرج. وقد قرأت اسم دكتور مصطفى في القائمة المنشورة عن المفرج عنهم طبياً".

أكد عضو الحملة أن كل هذه النماذج هي ممن يعرفهم شخصياً ومتأكد من معلوماته بشأنهم فقط.

"أكثر ما يستفزني في هذه الكذبة المستخفة بالعقول، والتي تعتمد بالدرجة الأولى على جهل الناس بالأسماء الواردة في القائمة وميلهم لتصديق الأخبار، إذ لن يتعرف على الأسماء إلا المعتقلون أنفسهم، والذين يعرفون بعضهم بعضاً لكثرة التنقل بين السجون، خاصة الطلبة لتجمعهم في الامتحانات في مكان واحد، فيما يستغلون هذا الأمر في تحسين صورتهم أمام الناس وإخراس المطالبين بالإفراج عن المظلومين، سواء احتياطياً أو الصادر بحقهم أحكام"، بحسب عضو الحملة.

وأضاف "يُصدّر الإعلام صورة اهتمام الحكومة بالشباب والحرص على مستقبلهم وتصحيح سوء التفاهم بينهم وبين الدولة، في حين أنهم يدمرون مستقبل مئات الطلاب المتفوقين من كليات القمة وغيرها، ويدفعونهم إلى كره البلد، فلم أقابل طالباً في موسم الامتحانات من المتفوقين من طلاب طب وهندسة إلا وحسم قراره بمغادرة البلاد بمجرد الإفراج عنهم بأي معجزة".

وقال مصدر لـ "العربي الجديد" فضّل عدم ذكر اسمه: "إن مثل هذه الأخبار التي تتداولها الصحف منذ عدة أشهر، ما هي إلا تمهيد للرأي العام الداخلي والخارجي، من أجل تحسين صورة مصر قبل المؤتمر الاقتصادي المنعقد في شرم الشيخ غداً الجمعة".

اقرأ أيضاً:
مصر: سجناء "برج العرب" يستغيثون بعد انتهاكات غير مسبوقة
أنقذوا معتقلي "بورسعيد" من الموت
"رايتس ووتش": آلاف المعتقلين لاستهانة السيسي بـ"حقوق الإنسان"