الأمطار والعنف يطاردان النازحين في جنوب السودان

الأمطار والعنف يطاردان النازحين في جنوب السودان

19 مارس 2014
جنوب السودان على أبواب كارثة صحية (أرشيف)
+ الخط -

داهم موسم الأمطار، الذي بدأ مبكراً هذا العام، مخيمات تؤوي آلاف النازحين الذين فروا من أعمال العنف في بلداتهم وقراهم في جنوب السودان.

وجرفت السيول مساكن الإيواء وزادت معاناة المدنيين الذين أجبرتهم أعمال العنف على الرحيل عن ديارهم. وصارت برك المياه الراكدة التي تجمعت في أرجاء المخيم، الواقع في جوبا، مرتعاً خصباً لبعوض الملاريا.

يبدأ موسم الأمطار، في العادة، في شهر أبريل/ نيسان، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 60 بالمئة من الطرق في المنطقة سوف يستحيل المرور فيه حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول بسبب الأمطار، وإن ذلك سوف يعرقل جهود منظمات الإغاثة الإنسانية في جنوب السودان إلى حد كبير.

منظمات الإغاثة حذّرت من احتمال تفشي الكوليرا والإسهال والملاريا في مخيمات النازحين عن طريق الحشرات والطفيليات التي تعيش في المياه الآسنة.

وقال نازح من سكان المخيم في جوبا، يدعى سايمون لاوال، لـ"رويترز": "المرأة لا تستطيع إلا التشبّث بطفلها، أما الأشياء الأخرى مثل الملابس فتجرفها السيول. الوضع يتفاقم خصوصاً وضع النساء اللاتي لا أزواج لهن هنا. الوضع يصعب وصفه".

وتبيّن تقارير الأمم المتحدة أن زهاء مليون من أهالي جنوب السودان نزحوا من ديارهم منذ بداية الأزمة السياسية التي اندلعت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وكادت تتحول إلى حرب أهلية بين جماعات عرقية مختلفة. ولقي آلاف الأهالي حتفهم في قتال استمر قرابة أربعة أشهر.

كما رحل ما يزيد على مئتي ألف شخص إلى السودان وأوغندا وكينيا وإثيوبيا هرباً من أعمال العنف.

وقالت نازحة، تدعى أليزا جوزيف: "كنت أعيش في كور وليام ونهب جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان منزلنا ويقيمون فيه حالياً. استولوا على الأثاث وسرقوا كل شيء ولم يتركوا لنا شيئاً ولا حتى الملابس".

أما الأطفال، فمحنتهم أصعب لضعف بنيتهم وحاجتهم إلى غذاء مناسب. وتقول منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية إن أغلب أطفال النازحين في جنوب السوان مصابون بسوء التغذية.

وقال نازح، يدعى أشول: "حتى لو أسكنّاهم الخيام، فالماء يتسرّب إليها وما من حل للمشكلة. الوضع هنا ظاهر أمام أعينكم. تحدث هنا أمور سيئة. الأطفال يمرضون. لكن الله كريم".

وأطلقت الأمم المتحدة نداءً إنسانيا لجمع 1.27 مليار دولار لجنوب السودان بحلول يونيو/ حزيران، لكن لم يصل منها حتى الآن إلا أقل من 270 مليون دولار.

المساهمون