الأمة والمعلم

الأمة والمعلم

06 سبتمبر 2017
+ الخط -
الأمة العربية تخلّت عن المعلم، فتخلى عن رسالته في تقديم العلم والتربية للأجيال، فضاعت وتفرقت وضعفت وانهزمت وأصبحت أمة بلا كرامة، وبلا موقف، وبلا وزن لها في العالم، إذ من يحترم أمة جاهلة، ومتخلفة عن الركب الحضاري وعن المساهمة في تكوين الحضارة.
نحن أمة كان معلمها الأول، أي النبي الكريم، محمد صلوات الله عليه وسلم، أول ما بعث إليه، أن قيل له: اقرأ. نحن أمة تمّ تعظيم وتبجيل واحترام أصحاب القلم والعلماء في أهم كتاب نزّل لها، ألا وهو القرآن الكريم، الذي جاء بين طياته "ن والقلم وما يسطرون"، و "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، لأنهم الأكثر معرفة وعبادة لله.
نحن أمة لديها دين إسلامي عظيم، يدين به معظم العرب، وفيه من الأحاديث والآيات القرآنية ما يضع العلم وأصحابه والمعلم وطلاب العلم في أفضل منزلة، لنكون أفضل أمة.
ولكن أصحاب نظريات اتركهم يجهلون، أرادوا أن يجعلوا العالم والمعلم وأصحاب المعرفة في أسوأ منزلة، فأصبحت الأمة التي كانت في مقدمة الأمم في العصور الإسلامية الأولى، إذ وصلت الحضارة الإسلامية إلى آخر بقاع الأرض، وقدمت من العلوم والمعارف والمفكرين الكثير الكثير، مغنية الحضارة الإنسانية بذلك.. هذه الأمة أصبحت اليوم في أسوأ مكانة وأسوأ أخلاق وأسوأ نتائج في جميع المجالات؟ ماذا سيقدم المعلم في مجتمع يطارده؟ وكيف تتقدم أمة يهان بها المعلم ويذل في لقمة عيشه وكرامته؟

66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)