اشتباه بملكية ناقلة النفط المهربة من ليبيا لشركة سعودية

اشتباه بملكية ناقلة النفط المهربة من ليبيا لشركة سعودية

23 مارس 2014
وثيقة توضح ملكية شركة "زاد" لناقلة النفط الليبية
+ الخط -
ما بدأ في أواخر العام الماضي مهمةً روتينية جديدة للربان الباكستاني ميرزا نعمان بيج، كانت نهايته درامية تمثلت في عملية ليلية استولت فيها قوات أميريكية خاصة على الناقلة التي قالت أسرته إن مسلحين ليبيين أرغموه على الإبحار بها.

فقد سيطرت وحدة القوات الخاصة في البحرية الاميريكية على الناقلة مورنينج جلوري في المياه الدولية قبالة الساحل القبرصي مساء يوم الأحد الماضي، بحمولتها من النفط التي قال مسؤولون أميريكيون إنها مسروقة من الشعب الليبي الذي تؤيد واشنطن حكومته الهشة.

وتقول ليبيا إن مسلحين يطالبون بالحكم الذاتي للمنطقة الشرقية وبحصة من الثروة النفطية تمكنوا من تحميل الناقلة بالنفط الخام ثم أبحرت واستطاعت الافلات من البحرية الليبية.
ودفع الحرج البرلمان الليبي إلى عزل رئيس الوزراء.

وتقول مصادر في صناعة الشحن البحري إن الناقلة تمثل لغزاً منذ ظهرت أمام سواحل ليبيا الشرقية قبل قرابة أسبوعين.

واكتنف الغموض هوية مالك الناقلة والشركة التي تشغّلها، وكذلك وجهتها النهائية ومشتري شحنتها.

وقد أرسلت أسرة الربان بيج في كراتشي لرويترز صورة من العقد الذي وقعه ويحصل بمقتضاه على مرتب قدره 9000 دولار شهريا، ويوضح العقد أن الشركة التي تشغل الناقلة اسمها "سعود للملاحة" ومقرها دبي وهي جزء من مجموعة شركات "زاد" التي تتعامل بالنفط في منطقة الخليج.

والعقد موقع في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني على ورق يحمل اسم شركة سعود للملاحة وخاتم الشركة.

وتقول أسرة الربان إنه تلقى أوامر مباشرة من سعود العنزي رئيس مجموعة زاد السعودية للتوقف قرب ميناء يسيطر عليه المسلحون في شرق ليبيا.
وتقول الأسرة ومسؤولون ليبيون إن مسلحين اعتلوا الناقلة ونقلوا إليها شحنة من النفط.

وهددت الحكومة الليبية باتخاذ اجراءات قانونية بحق الضالعين في مساعدة المسلحين على تصدير النفط. ولم توجه أي اتهامات للربان أو مجموعة زاد أو العنزي.

ونفى العنزي الضلوع في أي خطة لمعاونة المسلحين المعارضين للحكومة الليبية لتصدير النفط. وامتنع عن التعقيب على عقد الربان ولم يردّ على طلبات متكررة للإدلاء بمزيد من التعليقات عن ملكية السفينة وتشغيلها.

وفي عقد اطلعت عليه رويترز يحمل تاريخ 22 فبراير/ شباط الماضي، أوضحت التفاصيل أن العنزي باع الناقلة عن طريق شركة اسمها مورنينج جلوري انترناشيونال لمشتر ليبي.

ويوم الثلاثاء أصدر المسلحون الليبيون بياناً قالوا فيه إن شخصاً مازال على متن الناقلة اشتراها، لكنهم لم يكشفوا عن هوية البائع، واتهموا الولايات المتحدة "بالقرصنة" لمداهمتها السفينة.

ولم يتضح ما إذا كانت السفينة مملوكة في الأصل للعنزي حتى يبيعها ولم يرد هو على طلبات التعقيب.

وتظهر صفحة أرشيفية على الموقع الالكتروني لمجموعة زاد بياناً صحافياً دوّن تاريخاً يعلن اقتناء الناقلة. لكن شركة سي برايد للملاحة في الشارقة قالت الاسبوع الماضي إنها مالكة السفينة رغم أنها لم تشغّلها منذ عام 2011.

وأضافت أنها بدأت اجراءات قانونية ضد شركة سعود لأن الأخيرة رفضت إعادة الناقلة.

وقالت الشركة في بيان أصدره يوم الاثنين متحدث باسم شركة تسيطر عليها أسرة الساري إن شركة سي برايد سعيدة جداً بالتحفظ على الناقلة.

ويعمل اثنان من عائلة الساري في الامارات مديرين في شركة سي برايد. وتسيطر عائلة الساري على مجموعة فال التي فرضت واشنطن على وحدة تجارة النفط التابعة لها، شركة فال أويل، عقوبات في عام 2012 لاتهامها ببيع نفط مكرر لايران. وتنفي الشركة ذلك.

وقالت شركة تأمين إن شركة أخرى تابعة لمجموعة فال هي فال للملاحة استمرت في الحصول على تغطية تأمينية للناقلة مورنينج جلوري حتى الشهر الماضي.

وقال اندرز لايسنر من شركة سويديش كلوب "حسب سجلاتنا فإن شركة فال للملاحة هي العميل المؤمن عليه طرفنا حتى 27 فبراير 2014".

لكن أندرز قال إن التغطية التأمينية انتهت عندما باعت فال للملاحة الناقلة لجهة غير معلومة.

وامتنع المتحدث باسم الشركة التي تسيطر عليها عائلة الساري عن التعقيب على التأمين على الناقلة أو ما إذا كانت الشركة باعتها.

وقالت ليبيا إنها تعتقد أن مالك السفينة شركة سعودية لم تذكر اسمها.

احتجاز الرهينة

تشير البيانات المعلنة لمتابعة تحركات السفن إلى أنّ موقع الناقلة لم يكن معلناً بين يناير/ كانون الثاني 2013 والشهر الماضي عندما عاودت الظهور في 28 فبراير/ شباط ودخلت قناة السويس في طريقها إلى شرق ليبيا.

وكان الربان بيج الذي اعتلى الناقلة في اريتريا في نوفمبر/ تشرين الثاني، هو الذي قادها عبر قناة السويس حسب أقوال صهره اياز مالك في مكالمة هاتفية من كراتشي.

وقال مالك إنه في أعقاب عبور قناة السويس أمر العنزي بيج بالتوقف خارج ميناء السدرة الليبي. ثم أبحر مسلحون من الميناء إلى الناقلة واعتلوها وأرغموا الطاقم على الرسو وتحميلها بالنفط.

وقالت قرة نعمان بيج، زوجة الربان، لرويترز من كراتشي "المتمردون احتجزوا زوجي والطاقم رهائن".

وأضافت "لم يكن يريد الرسو في الميناء الليبي لكن المتمردين جاءوا وصعدوا للسفينة وأرغموا الطاقم تحت تهديد السلاح على تحميل النفط".

ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه الرواية من مصادر مستقلة.

ورغم تحذيرات طرابلس من أنها ستقصف الناقلة إذا غادرت الميناء، أبحرت السفينة في 11 مارس/ آذار وتعرضت لنيران من البحرية الليبية المسلحة بأسلحة خفيفة.

وقال مالك إن بيج تلقى تعليمات من العنزي عقب ذلك بالتوجه إلى اليونان، وسرعان ما تحفظت البحرية الاميريكية عليها بعد ذلك.

وقال مصدر في الشرطة القبرصية إنه تم اعتقال اسرائيليين اثنين وسنغالي توجهوا إلى قبرص بطائرة "ليرجت" واستأجروا سفينة اتجهوا بها صوب الناقلة، وذلك لاستجوابهم يوم السبت للاشتباه في محاولتهم شراء الشحنة التي تعدّها ليبيا مسروقة.

وقال المصدر إن اثنين من الرجال الثلاثة كانا يحملان جوازي سفر دبلوماسيين، الاول صادر من السنغال والثاني من دولة في وسط افريقيا.
وأفرج عن الثلاثة بعدما امتنعت محكمة عن اصدار امر بالقبض عليهم، ثم سافروا إلى تل أبيب.

دلالات

المساهمون