استنكار واسع لرفض الدنمارك إدانة العدوان الإسرائيلي

استنكار واسع لرفض الدنمارك إدانة العدوان الإسرائيلي

30 يوليو 2014
التضامن مع غزّة في كوبنهاجن (العربي الجديد)
+ الخط -

قدّم المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية لدى كوبنهاجن روي دافر، في لقاء تلفزيوني مع القناة الرسمية، تهنئة إلى الدنمارك ورئيسة وزرائها هيلي تورنينغ شميت، لأنها رفضت نهاية الأسبوع التوقيع على بيان رؤساء الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في دول الشمال، والذي حمل تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزّة.

وقال دافر في اللقاء التلفزيون "نحن سعداء من موقفها بالطبع، فهي التزمت ببيان الاتحاد الأوروبي الأكثر توازناً من بيان دول الشمال". وكان موقف الاتحاد الأوروبي الصادر في بروكسل في 18 يوليو/تموز الحالي، قد ذهب "بشكل غير عادل" إلى التنديد بالطرفين "حماس وإسرائيل"، واعتبر أنه "يحق لإسرائيل الدفاع عن شعبها، لكن يجب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار حياة السكان المدنيين".

ولم يتوقف المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية، عند تحميل الضحية مسؤولية المذبحة فحسب، بل ذهب نحو التزوير العلني بالقول "من المهم جداً معرفة أن البيانات لا تأتي بالسلام، ولكن عندما تتوقف صواريخ حماس ضد المدنيين الإسرائيليين. و"حماس" تواصل استخدام الأنفاق التي لم تدمر، وسنواصل حربنا طالما استمروا بذلك". 

أحزاب اليسار تندد بموقف شميت

غير أن أحزاب اليسار، التي تشكل أرضية برلمانية لحكومة شميت، استهجنت موقف رئيسة الوزراء المتراخي تجاه إسرائيل. وقال حزب "اللائحة الموحدة"، الذي يعتبر أكبر أحزاب اليسار في الدنمارك: "يبدو أن الحكومة الدنماركية لا تريد سياسة مستقلة، ولا موقفاً مستقلاً حول فلسطين وإسرائيل".

وأضاف أنه "شيء محرج أن ترفض شميت التوقيع على بيان مشترك مع بقية الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في دول الشمال المندد بالهجوم الإسرائيلي على غزة".

وقال مقرر الشؤون السياسية في البرلمان، بيير كلاوسن، إن هذا الموقف "يعبر عن سلبية فيها الكثير من الإحراج للحكومة؛ فالأحزاب الديمقراطية-دول الشمال، كانت سباقة في مطالبة إسرائيل بالتوقف عن العدوان، وقدمت طرقاً لحل هذا النزاع".

من جهته، انتقد حزب الشعب الاشتراكي عدم توقيع شميت على بيان دول الشمال. واستغرب وزير الخارجية الأسبق هولغا نيلسن، قائلاً "هذا موقف غير مفهوم، كيف يمكن للاشتراكيين الديمقراطيين ألا ينضموا لبيان كل أحزاب دول الشمال؟"

وكان بيان قادة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في دول الشمال قد انتقد الوحشية الاسرائيلية وعنفها المتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الشعوب والإنسانية، وفي الوقت نفسه انتقد صواريخ المقاومة. 

من جهته، أكد النائب في البرلمان عن اليساريين بيير كلاوسن، أن موقف رئيسة الوزراء "محرج ومحبط، وعلى الدنمارك أن يكون لها موقف مستقل لا يتبع لا الولايات المتحدة ولا حتى الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

 وفي اتصال مع رئاسة الوزراء الدنماركية تمت إحالة " العربي الجديد" إلى موقف الحكومة الدنماركية الملتزم ببيان الاتحاد الأوروبي، وأن "الدنمارك ملتزمة بالمستوى الذي وضعه الاتحاد في موقفه مما يجري في غزة في 18 يوليو/تموز الماضي".

ولا بد من الإشارة إلى أن وزير الخارجية الدنماركي الأسبق، موينز لوكاتوف، وهو من نفس حزب شميت، كان من أشد المنتقدين لإسرائيل في الانتفاضة الثانية. واتخذ مواقف حاسمة جلبت عليه تهديدات اللوبيات الصهيونية. كما قاد لوكاتوفت في 17 يوليو/تموز الحالي، تظاهرة دنماركية وسط العاصمة كوبنهاجن، منددة بإسرائيل ومطالبة بمقاطعتها.

من جهته، استهجن مكتب "حملة مقاطعة إسرائيل" موقف شميت، لكن تساءل أعضاء في المكتب في حديث مع "العربي الجديد": "أليس غريباً أننا لا نسمع السفراء العرب في الدنمارك يتحدثون عما يجري للشعب الفلسطيني؟"

المساهمون