استنفار سعودي "غامض" بالملف اليمني... ومعارك عنيفة في مأرب

استنفار سعودي "غامض" بالملف اليمني... ومعارك عنيفة في مأرب

15 سبتمبر 2020
الجيش اليمني يتحدث عن إنجازات عسكرية في الجوف ومأرب (فرانس برس)
+ الخط -

كثفت السعودية، الإثنين، من تحركاتها الدبلوماسية بالملف اليمني، وسط تصعيد عسكري واسع بالغارات الجوية على مواقع مفترضة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بالعاصمة صنعاء ومحافظة مأرب النفطية، مسرح العمليات العسكرية الأبرز، شرقي اليمن.

وأجرى وزير الخارجية السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، سلسلة اتصالات هاتفية مع نظرائه في الإمارات ومصر والبحرين والكويت واليمن والأردن والسودان وجيبوتي وماليزيا، وفقاً لوكالة "واس" الرسمية.

وذكرت الوكالة، أن "الشأن اليمني" كان محورا خاصا للنقاشات الموسعة التي أجراها المسؤول السعودي مع وزراء خارجية الدول التسع، فضلاً عن مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ولا تُعرف أسباب الاستنفار السعودي المفاجئ بالملف اليمني، وما إذا كانت الرياض تعرض على حلفائها مسوّدة لإنهاء الحرب، أم أنه يأتي لحشد الدعم الإقليمي لتصعيد عسكري واسع النطاق ضد الحوثيين، تجلت ملامحه خلال الأيام الثلاثة الماضية بغارات يومية على العاصمة صنعاء.

وكانت السعودية قد توعدت بالثأر من هجمات حوثية مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، طاولت مناطق مختلفة من أراضيها، وأعلنت أنها ستدّمر القدرات النوعية الحوثية التي تمكنها من إطلاق صواريخ بعيدة المدى صوب الرياض.

ونفذ التحالف السعودي الإماراتي، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عشرات الغارات الجوية التي طاولت مواقع عسكرية مفترضة للحوثيين بصنعاء، والتي يُعتقد أنها المنصة الأولى للطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية التي تستهدف مدناً سعودية متفرقة.

وأدت الغارات المكثفة بالفعل إلى تراجع الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية، والتي كانت قد تحولت إلى طقس يومي بإطلاق الطائرات المسيرة على مناطق مختلفة داخل أراضي المملكة، وخصوصاً مطار أبها الدولي والقاعدة العسكرية المحيطة به.

وتزامن الحراك السعودي الدبلوماسي والتصعيد العسكري، مع انتهاء جولة أجراها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، للعاصمة السعودية الرياض، التقى خلالها برئيس البرلمان اليمني الشيخ سلطان البركاني ووزير الخارجية محمد الحضرمي وأحمد عبيد بن دغر مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما التقى من الجانب السعودي، نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.

وللمرة الثانية، ينهي غريفيث زيارة للرياض دون اللقاء بالرئيس اليمني، لكن هادي كان قد استبق زيارة المبعوث بعقد لقاء مع كبار قيادات الدولة كُرس فيما يبدو لمناقشة موقف حكومي موّحد حيال المبادرة الأممية لوقف إطلاق النار، وتم تكليف الشيخ سلطان البركاني رئيس البرلمان باللقاء به فقط.

وقال المبعوث الأممي، في بيان صحافي، إن النقاشات التي أجراها بالرياض، تركزت على "التعديلات الأخيرة على مسوّدة الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، وكذلك العواقب الإنسانية الوخيمة المترتبة على التصعيد العسكري في مأرب وما حولها، خاصة أن المدينة تمثل ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من النازحين اليمنيين.

ولا يُعرف ما إذا كانت التعديلات الأخيرة على مسوّدة الإعلان المشترك قد لبّت المطالب الحكومية التي تحفظت على بعض البنود بالنسخة الأولى منه واعتبرتها انتقاصاً للسيادة، لكن مصدرا حكوميا أكد لـ"العربي الجديد"، أن زيارة غريفيث خرجت بموافقة على الدخول في نقاشات جانبية مع الحوثيين لبناء الثقة فقط.

وقال المصدر، طلب عدم الكشف عن هويته، إن ترتيبات أممية لعقد لقاء بين ممثلين للحكومة المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله في جنيف لإنعاش ملف تبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً، باعتباره مدخلاً لبناء الثقة، فضلاً عن تفاهمات بالجانب الاقتصادي ومسألة دخول السفن ميناء الحديدة.

 معارك عنيفة في مأرب

عسكرياً، أعلنت القوات الحكومية الموالية للشرعية، الإثنين، تنفيذ عمليات عسكرية وصفتها بـ"النوعية"، في محافظتي الجوف ومأرب، بالتزامن مع تعزيزات كبيرة للحوثيين صوب مديرية "الجوبة" جنوب المحافظة النفطية، شرقي البلاد.

وقال بيان للجيش الوطني، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن قواته نفذت "عملية إغارة "على مواقع الحوثيين بمنطقة "دحيضة" شرق المزاريق بالجوف، زعم أنها أسفرت عن أسر 10 عناصر حوثية ومقتل آخرين، وإعطاب آليات عسكرية.

وفي محافظة مأرب، تحدث الجيش اليمني، عن إنجاز عسكري آخر، تمثل بتحرير منطقة "القدة" في جبهة المخدرة، بعد هجوم مباغت قال إنه أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الحوثيين.

ولم تعلن جماعة الحوثيين بشكل رسمي عن خسائر بشرية في صفوفها بمعارك مأرب، لكن وسائل إعلام تابعه لها، أذاعت أخبار تشييع اثنين من القيادات العسكرية الميدانية غداة تشييع 13 قيادياً آخرين، بينهم من يحملون رتباً عسكرية رفيعة.