استمرار التصعيد بين طهران والرياض وسط دعوات دولية لـ"الحوار"

استمرار التصعيد بين طهران والرياض وسط دعوات دولية لـ"الحوار"

04 يناير 2016
وسّعت السعودية إجراءاتها ضد طهران (Getty)
+ الخط -

 

 

استمر التصعيد، اليوم الاثنين، بين إيران والمملكة العربية السعودية على خلفية إعدام الشيخ نمر باقر النمر، وفيما دعا عدد من الدول، الطرفين إلى الهدوء والحوار، يجتمع وزراء الخارجية العرب، الأحد المقبل، في القاهرة "لإدانة انتهاكات إيران حرمة سفارة السعودية في طهران".

ووسّعت السعودية إجراءاتها ضد طهران، إذ أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن "قطع العلاقات سيمتد ليشمل وقف حركة الملاحة الجوية بين البلدين، وإنهاء العلاقات التجارية ومنع مواطنيها من السفر إلى إيران".

وقال الجبير، إن "الحجاج الإيرانيين ما زالوا محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في السعودية"، داعياً إيران إلى التصرف مثل "دولة طبيعية وليست ثورية، واحترام الأعراف الدولية قبل إعادة العلاقات".

وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، عن توجيهها بإيقاف كل الرحلات من وإلى إيران.

يأتي ذلك، بعد إعلان كل من البحرين والسودان قطع علاقاتهما الدبلوماسية بإيران، فضلاً عن إعلان الإمارات خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي هناك، وهذا عقب اتخاذ السعودية خطوة المقاطعة الأولى.

وجاءت أولى التعليقات الرسمية الإيرانية على هذه الإجراءات على لسان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي، حسين نقوي، الذي اعتبر أن "سلسلة المقاطعات الدبلوماسية هذه عبارة عن سيناريو سعودي خطط له في السابق بدعم أميركي وإسرائيلي"، حسب تعبيره.

من جهته، رأى المدعي العام الإيراني، إبراهيم رئيسي، لوكالة (إرنا) أن "طهران ليست بحاجة لعلاقاتها مع الرياض التي ستتحمل التبعات السلبية لقرارها هذا".

كذلك، وصف رئيس السلطة القضائية، آملي لاريجاني، السياسات السعودية بأنها "غير متزنة، وأن الرياض ترمي بنفسها نحو الهاوية"، لكنه انتقد في الوقت ذاته "اقتحام المحتجين الإيرانيين مبنى السفارة السعودية"، قائلاً إن "السلطات الإيرانية تعمل على محاسبة المسؤولين".

في الوقت ذاته، بدأ سياسيون آخرون بالحديث عن سيناريو التخطيط لاقتحام السفارة مسبقاً، من قبل من وصفوهم بـ"أعداء إيران وأعداء العالم الإسلامي بغية التفرقة بين أطرافه".

أما رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، فقد أكد أن "الأزمة الإقليمية الحالية ليست لمصلحة العالم الإسلامي"، معتبراً أنها "تتحرك لصالح إسرائيل".

وأضاف خلال استقباله السفير العماني في طهران، أحمد البرواني، أن "بلاده تخالف اقتحام المحتجين سفارة السعودية في طهران، كما أنها تتابع حيثيات الموضوع عن كثب، لكن قرار السعودية بقطع العلاقات لهذا السبب غير مقنع وغير مبرر، في وقت تعرضت فيه سفارات إيران في الخارج لاعتداءات متكررة ولم تسمع كلمة دولية واحدة"، حسب قوله.

بدوره، قال البرواني، إن "الخطوة السعودية أيّاً كان سببها فهي غير حكيمة في هذا الوقت بالذات"، واعتبر أن "قطع العلاقات جاء للضغط على إيران ووضع الاتفاق النووي ونتائجه محط الأنظار".

كذلك، قال المستشار السياسي لمكتب الرئيس الإيراني، حميد أبو طالبي إن "قطع بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية بإيران لن يغير من واقع رقعة الشطرنج الراهنة في المنطقة"، مضيفاً أن "دولة كبيرة كبلاده لن تتأثر بهذا النوع من الأزمات التي اختبرتها سابقاً وكان النصر حليفها في النهاية".

ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري، إلى أن "السعودية تواجه أزمة داخلية وإقليمية ودولية، والتحركات داخلها قد تغير الوضع الراهن"، معتبراً أن "السعودية تكثر تصريحاتها وأحاديثها، لكنها ليست قوة فاعلة ومؤثرة في حقيقة الأمر"، حسب قوله.

ووجهت إيران، رسالة مكتوبة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أسفت فيها لهجوم بعضهم في الداخل على سفارة السعودية، لكنها اعتبرت حسب مواقع إيرانية، أن "حكم الإعدام الذي نفذته السعودية بحق رجل الدين، نمر باقر النمر، هو ما جعل الغضب الشعبي يزداد".

وأكدت أن "قوات الأمن الإيرانية حاولت ردع المحتجين الغاضبين لكنهم استطاعوا الدخول للسفارة، وتسببوا بخسائر مادية هناك"، مضيفة أن "السلطات ستحاسب المسؤولين عن الأمر، وستعمل جاهدة لمنع تكرار أي حادثة من هذا النوع".


اقرأ أيضاً:السعودية تقطع علاقاتها بإيران وتطرد دبلوماسييها وتتعهّد بمواجهة سياساتها

في موازاة ذلك، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً، الأحد المقبل، في القاهرة بناء على طلب الرياض لـ"إدانة انتهاكات إيران حرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد"، بحسب ما أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي.

دولياً، أجرى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اتصالات هاتفية بنظيريه الإيراني محمد جواد ظريف، والسعودي عادل الجبير، وحضهما على الهدوء.

فيما دعت ألمانيا، السعودية وإيران، على لسان المتحدث باسم الحكومة، شتيفان سايبرت، إلى "فتح حوار بينهما واستخدام كل الخيارات المتاحة أمامهما لتحسين العلاقات الثنائية".

كذلك، دعت فرنسا إلى "وقف تصعيد" التوتر بين السعودية وإيران، بحسب تصريحات للناطق باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لوفول، الذي اعتبر أن "تميز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع"، وقد ذكر وزير الخارجية، لوران فابيوس، بـ"الرغبة في وقف التصعيد".

في حين، عبّر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن "قلقه البالغ" إزاء الأزمة بين البلدين.
كما اتصل وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وبحث وإياه ملف العلاقات مع السعودية، ودعاه لتجنب التوتر الذي سينعكس على المنطقة برمتها.

وفي الإطار ذاته، طلبت وزارة الخارجية الإيطالية، من الرياض وطهران "الحد من التوتر وعدم سلوك سكة التصعيد الخطير للجميع".

من جهته، دعا نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، كلاً من السعودية وإيران إلى التهدئة.

وفي حين، عبّر كورتولموش عن رفض أنقرة للإعدامات السياسية، شدد على ضرورة حماية السلطات الإيرانية للبعثات الدبلوماسية الأجنبية على أراضيها. كما أكد أهمية كل من البلدين بالنسبة لتركيا والمنطقة.

ونقلت وكالة (إيسنا) الإيرانية، أن المبعوث الأممي لسورية، ستيفان دي ميستورا، الذي سيزور كلاً من الرياض وطهران قريباً جداً، ندد باقتحام السفارة السعودية في طهران، كما أبدى قلقه من قطع العلاقات بين الطرفين. 

إلى ذلك، أبدت موسكو استعدادها لدعم حوار بين الرياض وطهران.

اقرأ أيضاً:الإعدامات السعودية والموقف الأميركي... سياسياً وقانونياً ومذهبياً

المساهمون