استقالة أحد أبرز أعضاء الحزب الجمهوري المقربين من الإمارات

استقالة أحد أبرز أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي المقربين من الإمارات

14 ابريل 2018
برويدي (يمين الصورة) غارق في ملفات فساد (ستيفاني كينان/Getty)
+ الخط -
قدّم مسؤول جمع التبرعات لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمهوري، إليوت برويدي، استقالته من اللجنة الوطنية للحزب، اليوم الجمعة. وتأتي استقالة برويدي عقب اعترافه بإقامة علاقة مع ممثلة إباحية سابقة، واتهامه بدفع 1.6 مليون دولار في القضية نفسها.

وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، فقد أقام رجل الأعمال اللبناني - الأميركي، جورج نادر، الذي يتعاون مع تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر في تمويل حملة دونالد ترامب الانتخابية علاقات مع إسرائيل، من خلال جامع التبرعات الأميركي اليهودي، إليوت برويدي، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونقلاً عن مذكرة قدمها برويدي، وتم تمريرها إلى "نيويورك تايمز"، فقد حاول برويدي الضغط على ترامب للاجتماع مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لدعم سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة، كما دفعه إلى إقالة وزير خارجيته، ريكس تيلرسون.

ويوصف رجل شركة المرتزقة "سيرسينس" Circinus، إليوت برويدي، بأنه الصهيوني الجمهوري الغارق في الفساد. وبرويدي (60 عاماً) مستثمر يتخذ من كاليفورنيا مقرّاً له، ومعروف باهتمامه بمنطقة الشرق الأوسط، لكونها أكثر منطقة في العالم تنشط فيها الشركات الأمنية الخاصة. وتؤمن Circinus خدمات أمنية للحكومة الأميركية ولحكومات أجنبية، ويقودها ضباط أميركيون متقاعدون، وتقدم نفسها على موقعها الإلكتروني على أنها تستخدم موظفين من كل أرجاء العالم، بغية تأمين الحماية الأمنية للأفراد، وللمجموعات، أو تقدم خدمات في "أجواء معادية" وقيادة عمليات أمنية خاصة، وتوفير بنية تحتية للأمن والتدريب الأمني. 

وسبق لبرويدي أن وقع في مشاكل قانونية كبيرة على خلفية دفعه مبالغ مالية على شكل رشى. وفي عام 2009، اعترف بأنه مذنب في دفع مليون دولار على شكل هدايا غير قانونية لصندوق معاشات التقاعد في ولاية نيويورك، تتضمّن تكاليف سفرات واستثماراً في فيلم اسمه Chooch من إنتاج شقيق أحد المسؤولين الرسميين في الولاية. وفي مقابل هذه الهدايا، استثمرت الإدارة مبلغ 250 مليون دولار بالتعاون مع شركة استثمارات إسرائيلية سبق لبرويدي نفسه أن أسّسها. وبموجب إدانته، سدّد برويدي لصندوق المعاشات التقاعدية مبلغ 18 مليون دولار على شكل غرامات. أما الفصل الأخطر من فساد برويدي، فقد كشفت عنه مجلة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس، ويتعلّق بمفاوضات خاضها الرجل مع شخص متورط في فضيحة شركة 1Malaysia Development المملوكة للدولة الماليزية، والجاري التحقيق بشأنها في أميركا. وبحسب "وول ستريت جورنال"، حاول برويدي وزوجته روبن روزينفيغ التفاوض مع أحد كبار المتورطين في القضية، مقابل نيلهما عمولة بقيمة 75 مليون دولار في حال تمكّنا من وقف التحقيقات الجارية في أميركا حول القضية. وتحيل فضيحة 1Malaysia Development إلى أحداث عام 2015، عندما اتهم رئيس الحكومة في حينها نجيب عبد الرزاق بتحويل 700 مليون دولار من موازنة الشركة المذكورة (وهي شركة تُعنى بالتخطيط الاقتصادي الاستراتيجي للدولة)، إلى حسابه المصرفي الخاص.


وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصبحت علاقة برويدي مع كل من جورج نادر ومحمد بن زايد وطيدة لدرجة سمحت له بإرسال محضر اجتماعه مع الرئيس دونالد ترامب إلى نادر، عبر البريد الإلكتروني، يبلغه فيه بسعيه إلى ترتيب لقاء غير رسمي بين ترامب وبن زايد. ويكتب برويدي في محضر اللقاء كيف أنه شرح لترامب أنه عائد لتوّه من لقاء جمعه مع بن زايد، وكيف أنه أخبر ترامب عن "أهمية مشروع بن زايد لبناء وحدة مكافحة الإرهاب، وكيف أن فكرة بن زايد استوحاها من كلمة الرئيس الأميركي التي ألقاها خلال القمة الأميركية الإسلامية في الرياض" (مايو/ أيار 2017). وتتخلل محضر الاجتماع آراء برويدي المعادية بشدّة لدولة قطر. ويكتب برويدي في محضر اللقاء أن ترامب سأله عن رأيه في وزير الخارجية ريكس تيلرسون فأجابه برويدي أنه "يجب طرده لأن أداءه سيئ". وكان لافتاً في محضر اللقاء، أن برويدي كتب أنه تحدث وترامب لدقائق عديدة عن السياسة وعن جهود تمويل حملة الحزب الجمهوري للانتخابات النصفية (المقررة في الخريف المقبل)"، وكأن في هذا الكلام تلميحاً إلى طلب تمويلٍ ما، ربما يكون من دولة الإمارات.

(العربي الجديد)