استعداد إيراني لمساعدة العراق "إذا طلب ذلك"

استعداد إيراني لمساعدة العراق "إذا طلب ذلك"

02 يوليو 2014
حمّلت طهران واشنطن مسؤولية ما يجري بالعراق (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تفاوتت المواقف الايرانية في المسألة العراقية، مع تحديد طهران خصمها الذي قررت مواجهته في بغداد، وهو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، في موازاة عدم إقفال الأبواب بالكامل أمام حلفاء محتملين، كالولايات المتحدة. وضمن هذا الستاتيكو، أفادت ايران عن عزمها على مساعدة الحكومة العراقية "متى طُلب منّا ذلك".

نقلت وكالة "الأنباء الطلابية الإيرانية" (إيسنا)، عن نائب وزير الخارجية، ومسؤول دائرة شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية، أمير عبد اللهيان، قوله إن "إيران لم ترسل قوات عسكرية إلى الأراضي العراقية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)".
وأشار الى أن "طهران قدمت حتى اللحظة مساعدات استشارية فقط للقوات العراقية"، كي تستطيع مواجهة ما وصفه بـ"الإرهاب" على أراضيها.

ولفت عبد اللهيان، الذي يزور موسكو، الى أن "روسيا وإيران لن تسمحا لهذه المجموعات بالسيطرة على العراق، فهذا سيؤثر سلباً على المنطقة بأكملها". وأضاف أنه "بحال طُلب من إيران تقديم مساعداتها بشكل رسمي للعراق، بما يتوافق والقوانين والأعراف الدولية، فهذا يعني أنها ستزوّد بغداد بالأسلحة التي تحتاجها لمواجهة تلك المجموعات".

وتعتبر الخارجية الإيرانية، حسب تصريحات عبد اللهيان وغيره من المتحدثين باسمها، أن "ما يحدث في العراق جاء نتيجة خطأ استراتيجي قامت به الولايات المتحدة، بدعمها للمجموعات الإرهابية المتطرّفة لإسقاط الحكومة السورية، ويقع اللوم عليها اليوم، كونها لم تقم بأي خطوة عملية لإيقاف تقدم داعش على الأرض في العراق ومحاربة الإرهاب هناك".

وتفيد التصريحات بأن "إيران على يقين بأن الولايات المتحدة لا تريد حرباً جديدة في المنطقة، ولكن الهدف الآن هو إشعال فتنة طائفية فيه، ومحاولة تغيير تركيبة النظام السياسي في العراق بما يخدم مصالح بعض الأطراف المعارضة له".

ومع دخول "داعش" وسيطرته على مناطق في العراق، توقع كثر تعاوناً إيرانياً ـ أميركياً، لكون البلدين متفقان على أن هذا التنظيم يهددهما معاً في المنطقة. وسبق أن أعلن روحاني، في يونيو/ حزيران الماضي، بعد مرور عام على انتخابه، أن "إيران ستقدم مساعدة للعراق إن طلب ذلك منها رسمياً". وأضاف أنه "من الممكن أن تتعاون طهران وواشنطن على الأرض هناك
لإيقاف هذا الزحف الإرهابي".

وفتح تصريح روحاني جدلاً في الداخل الإيراني، بين مؤيد للتفاوض مع الولايات المتحدة، بعد قطيعة دامت لأكثر من ثلاثة عقود، منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وبين متشدد رافض لأي تنازل قد يُقدّم "للشيطان الأكبر".

وحسم مرشد الجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الجدل، بعد إعلانه أن "أي تعاون عسكري بين طهران وواشنطن في العراق مستحيل". قبل أن يظهر مرة أخرى الأسبوع الماضي، ليعتبر أن "ما يجري في العراق هو حرب على الإرهاب".

ومع أن هذا التصريح يُعدّ مؤشراً على تقارب الرأي السياسي بين إيران والغرب عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً، إلا أنه لا يعني أن خامنئي سيمنح الضوء الأخضر لأي تعاون إيراني ـ أميركي، أقلّه في الوقت الحالي، أو ربما حتى تنضج ملامح الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية.

واعتبر خامنئي أن "الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية هي حرب بين مَن يريد الاستقلال والسيادة، وبين مَن يضع نفسه في الكفة الأميركية، وهي ليست حرباً بين السنّة والشيعة، فهذا التصوّر تسعى بعض الأطراف لترويجه لإشعال الفتنة في المنطقة"، حسب تعبيره.
وتُعدّ هذه التصريحات محطة مفصلية، فعلى الرغم من الاتفاق بين طهران وواشنطن على ضرورة إيقاف "داعش"، إلا أن طهران بدأت توجّه أصابع اتهامها لواشنطن، عبر إشارتها الى أن "ما يحدث هناك يخدم مصالح الأعداء".

المساهمون