استطلاع: جميع الخيارات تعيد نتنياهو الى الحكومة

استطلاع: جميع الخيارات تعيد نتنياهو الى الحكومة

14 ابريل 2014
أي انتخابات ستعطي أغلبية واضحة لليمين (غالي تيبون/الفرنسية/getty)
+ الخط -

تشير نتائج استطلاع جديد نشرت نتائجه صباح اليوم، صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أنه ليس هناك ما يدعو رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو الى القلق من مواصلة سياسته "المعلنة" بالسعي فعلاً لإيجاد حل يمكن من خلاله إقرار صفقة الأسرى، وتمديد المفاوضات، وضرب تهديدات، نفتالي لافيد بينيت، وأفيغدور ليبرمان، عرض الحائط، والمخاطرة بانسحابهما من الحكومة الحالية، أو الرضوخ لتهديدات الاثنين، والرجوع عن الصفقة، ووقف المفاوضات والذهاب إلى انتخابات جديدة؛ ففي كلتا الحالتين نتنياهو، سيبقى رئيساً للحكومة.

وبيّن الاستطلاع الجديد أن أي انتخابات جديدة في إسرائيل ستسفر عن أغلبية واضحة وكبيرة لأحزاب اليمين الإسرائيلي، واستمرار تراجع قوة أحزاب اليسار، والوسط، ككتلة قادرة على تشكيل ائتلاف حكومي بديل. وهو ما يؤكد القناعة الراسخة لدى الإسرائيليين بأنه لا بديل في الوقت الراهن من نتنياهو.

ويمنح الاستطلاع الجديد، الذي أجاب فيه المشاركون عن كيفية تصويتهم في حالتين: الأولى عبر خوض نتنياهو، وليبرمان، الانتخابات في قائمة مشتركة (الليكود ـ اسرائيل بيتنا، كما حدث في الانتخابات في العام الماضي)، والثانية خوض الانتخابات في قائمتين منفصلتين. وتظهر النتيجة أن نتنياهو، واليمين، سيحصلان على أغلبية كبيرة تتراوح ما بين 67-78 مقعداً.

وفي التفاصيل، سيبلغ مجموع مقاعد أحزاب اليمين (بما في ذلك حزب يئير لبيد الذي يحصل في الحالتين على 10 مقاعد) 78 مقعداً من دون حزب، تسيبي ليفني، (الحركة) في حال خوض الانتخابات في قائمتين منفصلتين، و79 مقعداً في حال خاضها "الليكود" و"إسرائيل بيتنا"، في قائمة مشتركة. بل إن نتائج الانتخابات وفق الاستطلاع الجديد تعطي نتنياهو، مساحة مناورة أكبر إذ تمكنه إذا شاء من تقليص قوة وتأثير حزب بينيت (البيت اليهودي)، والاستعاضة عنه بالاعتماد على أصوات الحريديم، الذين تحصل قوائمهم في الحالتين على 15-16 مقعداً، في حال التوصل إلى تفاهم مع حزب لبيد.

وأعطى الاستطلاع نتنياهو، في الحالة الأولى 22 مقعداً، وليبرمان 10 مقاعد، و10 مقاعد لحزب جديد بقيادة، موشيه كحلون، و11 مقعداً للبيت اليهودي، و10 مقاعد لحزب يئير لبيد، (هناك مستقبل) و15 مقعداً لقائمتي الحريديم. أما في حال خوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع ليبرمان، يحصل الليكود ـ بيتينو على 29 مقعداً، مقابل 12 مقعداً لحزب "البيت اليهودي" و11 مقعداً لحزب كحلون، من دون تغيير في باقي النتائج، مما يرسخ عملياً كل الاحتمالات المتاحة أمام نتنياهو.

 ويعني هذا قدرة نتنياهو، في السيناريو الأول على تشكيل ائتلاف حكومي يميني (مع لبيد) يتمتع بتأييد 78 نائباً ومن دون حاجة الى أي من كتل اليسار أو الوسط (مثل تسيبي ليفني أو حزب العمل). وفي حال رفض لبيد الدخول في شراكة مع الحريديم، يكون لنتنياهو ائتلاف حكومي يميني ديني يعتمد على أصوات 68 نائباً في الكنيست.

أما السيناريو الثاني لحكومة برئاسة نتنياهو، فهو حكومة من دون "البيت اليهودي" (بقيادة بينيت، الذي حصل على 11 مقعداً، في الحالة الأولى و12 في الحالة الثانية)، ومن دون يئير لبيد، وتشكيل ائتلاف مع حزب "العمل" الذي حصل على 16 مقعداً، وحزب "الحركة" التي حصلت على 4 مقاعد (أي العدد الموازي لمقاعد حزبي لبيد وبينيت)، وتشكيل ائتلاف حكومي يعتمد على 64 مقعداً من دون الحريديم و"البيت اليهودي"، وهو خيار غير مستبعد لكنه ضعيف، غير أنه يمكن لنتنياهو أن يلوح به كخيار "ائتلاف يمين وسط" في وجه اليمين المتطرف.

أما السيناريو الثالث، الذي توفره نتائج الاستطلاع، فهو حكومة يمين وسط تعتمد على الليكود وليبرمان، وحزب موشيه كحلون، وتسيبي ليفني، وحزب العمل، إضافة الى أحزاب الحريديم (التي تحصل على 15-16 مقعداً) وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل تيار اليسار والوسط (حزب العمل وحزب تسيبي ليفني) وأحزاب اليمين المركزي (الليكود، ليبرمان، وكحلون)، والأحزاب اليمينة الدينية الحريدية؛ "شاس" و"ديغل هتوراة."

 وبما أن كل شيء في السياسة الإسرائيلية محتمل، ووارد فقد يتمكن نتنياهو، إذا شاء أن ينسج ائتلافات أخرى، غير أن النتيجة المركزية، والاستنتاج الأساسي من الاستطلاع، هي أن نتيناهو سيكون الرابح في الاحتمالات كافة؛ فحصول "العمل" على 16 مقعداً، يؤكد من جديد أنه لا أمل في أن يتمكن اليسار الإسرائيلي من تهديد مكانة، نتنياهو، أو طرح بديل له.

وتتيح النتائج لنتنياهو، أن يزيد من ضغوطه على حزب "البيت اليهودي" لجهة وقف تهديداته بإسقاط الحكومة، لأن البديل سيكون بعد الانتخابات عودته للحكم.