ارتفاع موجة الهجرة السرية للشباب الجزائري

ارتفاع موجة الهجرة السرية للشباب الجزائري

19 ديسمبر 2015
معاناة الشباب المهاجر بطرق غير شرعية (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -



كشف تقرير أصدرته هيئة حقوقية جزائرية عن تزايد الهجرة السرية للشباب في الجزائر، على خلفية حالة الإحباط ومشكلات البطالة وغموض المستقبل في البلاد.

وأكد تقرير نشرته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن دراسة أجريت في مدينة عنابة شرق الجزائر، كشفت عن إحباط أكثر من أربع محاولات هجرة غير شرعية بسواحل مدينة عنابة الجزائرية في أقل من 15 يوماً، وإحباط ثلاث محاولات للهجرة السرية في يوم واحد منتصف الشهر الجاري، وتوقيف 39 شخصا كانوا على متنها، من بينهم ثلاثة قصر.

وكشف التقرير عن توقيف أكثر من 350 شخصاً كانوا ينوون الهجرة غير النظامية منذ يناير/كانون الثاني من العام الجاري في منطقة عنابة وحدها.

اقرأ أيضاً: دراسة: 14 مليون جزائري يعيشون تحت خط الفقر

ويتخذ عدد من المهاجرين الشبان منطقة عنابة منطلقاً للهجرة على متن قوارب الموت، لقرب عنابة من السواحل الإيطالية، إضافة إلى منطقة وهران غرب الجزائر، والقريبة من السواحل الإسبانية.

ويؤكد التقرير إن منظمة مراقبة الحدود الأوروبية "فرونتكس"، أعلنت في حصيلة النصف الأول من السنة الجارية، أن المهاجرين السريين الجزائريين ما زالوا في طليعة الجنسيات الأكثر توقيفاً بالقارة الأوروبية، حيث جاؤوا في الترتيب العاشر، بتعداد فاق 6352 حالة توقيف.

وعبرت الرابطة عن قلقها البالغ لازدياد الهجرة السرية في الأشهر الأخيرة، واتساع نطاقها من قِبل المهاجرين من دول الجنوب كرد فعلٍ على الإجراءات الأمنية الصارمة التي لجأت إليها الدول الأوروبية.

وحسب الإحصاءات الرسمية لمنظمة مراقبة الحدود الأوروبية "فرونتكس" فقد بلغ عدد المهاجرين الجزائريين السريين الموقوفين عبر حدود القارة الأوروبية البرية البحرية والجوية أكثر من ستة آلاف و200 حالة خلال النصف الأول للسنة الجارية، تقرر ترحيل 50 في المائة منهم إلى الجزائر.

اقرأ أيضاً: طوفان الفساد العربي

ويمثل عدد المهاجرين الجزائريين قرابة 5.2 في المائة من مجمل المهاجرين الموقوفين عبر القارة الأوروبية في نفس الفترة التي بلغ عددهم فيها أكثر من 200 ألف حالة توقيف.

ووجد تقرير الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن الشباب الذي يلجأ إلى الهجرة السرية لديه دوافع وأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية، وكان من واجب الحكومة معالجة هذه الأسباب التي اعتمدت في الجزائر، وانتشار الفساد مع احتكار الثروة في يد فئة لا تتجاوز 10 في المائة من الأشخاص، جعلت نسبة البطالة تتجاوز 35 في المائة بين أوساط الشباب ما يدفعهم للهجرة.

وانتقدت الرابطة ما اعتبرتها ضغوطاً قانونية تمارسها الحكومة على الشباب. وأكدت أن هذه الضغوط لا يمكنها حل المشكلة إلا عبر ضبط برامج تنموية، والقضاء على الإقصاء والتهميش الذي يشعر به هؤلاء الشباب، حيث إن أغلبية الشباب المرشحين للهجرة السرية يعملون في ظروف قاسية، ومن بين الأسباب التي تدفع الشباب إلى الإبحار السري غلق القنصليات وعدم حصول الشباب على التأشيرات.

اقرأ أيضاً: الجزائر تطلق مهام إنقاذ مهاجرين في المتوسط

المساهمون