ارتفاع حدة الهجرة من العراق بحثاً عن الأمن والعمل

ارتفاع حدة الهجرة من العراق بحثاً عن الأمن والعمل

07 ديسمبر 2015
تدفق العائلات العراقية إلى أوروبا (الأناضول)
+ الخط -
ارتفعت في الآونة الأخيرة ظاهرة هجرة الشباب العراقي إلى أوروبا. طرق كثيرة يعتمدها في رحلة البحث عن الأمان خارج حدود وطنه. وتكاد لا تخلو هذه الطرق من المخاوف والمخاطر، إن لناحية العوامل الطبيعية، أو التكلفة المادية، أو حتى وقوع الناس في فخ جشع تجار التهريب.
يؤكد متعاملون في شركات الطيران العراقية أن الحجوزات إلى تركيا من بغداد زادت أضعاف ما كانت عليه، إذ إن معظم من يرغب بالهجرة، يلجأ إلى تركيا للعبور منها إلى أوروبا. ويشير المتعاملون في شركات الطيران إلى أن أغلب تلك الحجوزات هي لشباب وعوائل عراقية.
تشير مفوضية حقوق الإنسان العراقية إلى أن 500 ألف لاجئ عراقي اتجهوا نحو أوروبا في الفترة الماضية، كما أن هناك العديد من العائلات التي قضت غرقاً على الشواطئ التركية.
وكانت مصادر عراقية قد أعلنت غرق عشرات الشباب العراقيين خلال عبورهم البحر نحو اليونان بزوارق مطاطية، فيما نشر ناشطون صوراً لشباب عراقيين اختطفوا خلال رحلتهم إلى أوروبا وتمت سرقة أعضائهم.

أسعار مرتفعة

يقول صاحب إحدى الشركات المختصة بحجوزات الطيران محمود حسين في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "هناك ارتفاعاً غير طبيعي في الحجز على الطيران للسفر إلى تركيا". ويشير إلى أن "الرحلات إلى تركيا ارتفعت من رحلتين أسبوعياً إلى نحو 14 رحلة". أما بشأن أسعار التذاكر، فيقول حسين "إن الأسعار ارتفعت بدورها، وهي تتراوح بين 600 دولار و700 دولار".
إلى ذلك، يشير حسان علي وهو أحد العاملين في مكاتب السفر في بغداد إلى أن "شركات التهريب تعمل على تسهيل الانتقال من بغداد إلى تركيا مع عدد من المهربين، وأي شاب يريد الهجرة، نقوم بتسهيل السفر له ولعائلته".
ويقول" تتراوح الأسعار لمن يريد عبور تركيا إلى أوروبا بين 500 دولار إلى 1000 دولار، ونحن سهلنا إيصال أكثر من ألفي شاب من بغداد إلى تركيا، ثم عملنا إلى إيصالهم نحو ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي".
ويضيف علي: "يدر هذا العمل الكثير من الربح المالي، خاصة وأن هناك رغبة كبيرة من السفر وطلب اللجوء، ونحن نراعي ظروف الذين لا يملكون المال، ولذا نتفق مع عائلاتهم لرهن عقار أو مبلغ مالي يتم دفعه ساعة الوصل إلى المانيا أو الدول التي يريدها".

حذرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية من تنامي معدل الهجرة للشباب والعوائل، مشيرة إلى أن العدد تجاوز 193 ألف مهاجر عراقي نحو الدول الأوروبية، وأن نحو 40 مدنياً بينهم نساء وأطفال غرق زورقهم، أثناء الانتقال من تركيا إلى اليونان.
ويوضح عضو مجلس المفوضين للمفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، مسرور أسود محي الدين في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "موضوع الهجرة يعتبر من أخطر الملفات التي تحتاج إلى مراجعة سريعة من قبل الحكومة ووزارة الخارجية، فهناك أكثر من 500 ألف مهاجر عراقي اتجهوا نحو أوروبا طلباً للجوء في الفترة الأخيرة".
ويشير إلى أن هناك طريقا ثانيا عبر ليبيا، حيث يدخل المهاجرون إلى إيطاليا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي، محذراً من تنامي تدفق المهاجرين العراقيين إلى أوروبا مع قلة المتابعة الحكومية.
"الأزمة المالية في العراق، وغياب فرص العمل، وأوضاع الحرب، سببت موجات نزوح داخل العراق، كما فتحت باباً للهجرة نحو الخارج". بحسب ما يؤكده أحد العراقيين المهاجرين إلى تركيا عبد الله سالم.
وقد حذرت وزارة الهجرة العراقية من تزايد هجرة الشباب في الآونة الأخيرة إلى الدول الأوروبية، معتبرةً أنَّ لهذه الهجرة تداعيات خطيرة. يعلق الخبير الاقتصادي ماجد الصوري على ارتفاع ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، ويقول "لا شك أن موجات الهجرة ستؤثر على اقتصاد البلاد، خاصة وأن أغلبية المهاجرين من الفئات الشابة، مطالباً بضرورة وضع خطط تساهم في التنمية الاقتصادية للحد من هجرة الشباب واليد العاملة".

اقرأ أيضاً:هذه هي أكلاف نزوح العائلات اليمنية

المساهمون