احتجاز عارض أزياء من أقليّة الإيغور المسلمة في الصين

احتجاز عارض أزياء من أقليّة الإيغور المسلمة في الصين

19 اغسطس 2020
صوّر غابار نفسه في فيديو مدّته 4 دقائق وهو مكبّل اليدين (فيسبوك)
+ الخط -

في فبراير/ شباط الماضي، أرسل عارض الأزياء الذي ينحدر من أقلية الإيغور المسلمة في الصين، ميردان غابار، فيديو وسلسلة من الرسائل النصيّة إلى عائلته، وهو مقيّد اليدين داخل أحد مراكز الاحتجاز الكبيرة، شديدة الحراسة والسريّة في شينجيانغ.  

وكانت تلك الرسائل تتضمّن تفاصيل عن معاناته داخل هذا المركز، إذ قضى غابار 18 يوماً وهو مكبّل بالأغلال، وقال إنّه عُزل بعد ذلك في مركز للوقاية من الأوبئة.

وأكد أقارب الشاب أنّ غابار اعتُقل في يناير/ كانون الأول الماضي بتهمة المخدرات، وقضى في السجن 18 شهراً، قبل أن يُنقَل إلى مركز الاحتجاز.

وقد وصلت هذه الفيديوهات والرسائل النصيّة إلى هيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي" التي وجّهت أسئلة إلى السلطات الصينية، وردّت الأخيرة بدورها ببيان عام.

وجاء في البيان: "وفقاً للمادة الـ37 من قانون السجون لجمهورية الصين الشعبية، يتعين على الحكومة الشعبية مساعدة السجناء المفرج عنهم على إعادة توطينهم".  وأضاف أنه "أثناء النقل ارتكب ميردان غابار أفعال إيذاء بالنفس، وأفعال مفرطة ضد الشرطة".

وذُكِر في البيان أيضاً: "لقد قاوم العاملين في مجال الوقاية من الأوبئة، عندما حاولوا قياس درجة حرارته، وسبهم لفظياً وضربهم".

وكتب غابار في إحدى رسائله النصية: "ذات مرة سمعت رجلاً يصرخ من التعذيب من الصباح حتى المساء".

كذلك لا يشير البيان إلى مقطع الفيديو (مدّته 4 دقائق و38 ثانية)، الذي صوره بنفسه ويظهره جالساً في صمت، في مركز مكافحة الأوبئة، وملابسه قذرة ويده اليسرى مقيدة بشكل واضح إلى السرير.

وفي أوّل تفاعل مع البيان، قال عم ميردان، عبد الحكيم غابار الذي يقيم في هولندا منذ عام 2011: "إذا أرادت الشرطة ترتيب المساعدة لإعادة توطينه، للعمل أو شيء من هذا القبيل، كان ينبغي أن يساعدوه في فوشان لأنه يعمل هناك، ولديه منزل هناك".

وتقول السلطات الصينية إن ميردان يحتاج إلى "قضاء بضعة أيام من التثقيف في مجتمعه المحلي".

وكلمة "التثقيف" تعبير ملطف يشير إلى معسكرات قاسية شديدة الحراسة، يجري فيها حجز أكثر من مليون شخص، غالبيّتهم من أقلية الإيغور المسلمة، إذ تصر الصين على أنّ "مراكز التثقيف" هذه مدارس تطوعية من أجل مكافحة التطرّف!

المساهمون