اتفاق جونقلي: جنوب السودان نحو الفيدراليّة

اتفاق جونقلي: جنوب السودان نحو الفيدراليّة

10 مايو 2014
الاتفاق ينهى حرباً أهليّة أمتدّت أربع سنوات (الأناضول/ Getty)
+ الخط -

تخوّف مراقبون من الاتفاق الذي وقعته، أمس الجمعة، حكومة دولة جنوب السودان مع حركة "تحرير جنوب السودان" بزعامة ديفيد ياياو، لإنهاء حرب أهلية استمرت أكثر من أربع سنوات. وقضى الاتفاق بمنح منطقة البيبور، التي تقع في الجزء الشرقي من ولاية جونقلي، حكماً ذاتياً.

وتأتي التخوفات من أن تظهر مجموعات أخرى تطالب بالصيغة ذاتها التي توصل إليها ياوياو، بسبب وجود مجموعات داخل الدولة الوليدة تتبنى النظام الفيدرالي، إضافة إلى الوضع الهشّ في جنوب السودان.

والبيبور، هي مسقط رأس المتمرد ياياو، الذي ينحدر من قبيلة "المورلي" التي تقيم في الجزء الشرقي من ولاية جونقلي، وتعدّ من أكبر القبائل هناك ويُعرف أهلها بالشراسة في القتال.

وكان ياياو، في الأصل قسيساً ملتزماً الى أن قرر، عام 2010، الدخول في الانتخابات العامة وخسر أمام منافسه عضو الحزب الحاكم (الحركة الشعبية)، متهماً الحكومة بتزوير الانتخابات. وقاد بعدها مباشرة تمرداً ضد جوبا، وأعلن حركة "تحرير جنوب السودان"، وخاض حرباً شرسة ضد دولة الجنوب بولاية أعالي النيل، قتل فيها المئات وأصبح مصدر قلق للدولة الجديدة الى أن استجاب لدعوات الحوار تحت وساطة الكنائس، مطلع العام الجاري.

وعلى الرغم من أن الرجل ليس له نفوذ كبير في دولة الجنوب، ولا يُعرف أصلاً في بعض الولايات الجنوبية، إلا أنه قاد قتالاً شرساً ضد الحكومة. وفشلت معه كل محاولات جوبا للتوصل إلى اتفاق سلام. وظلت الحكومة الجنوبية، طوال الفترة الماضية، تتهم الخرطوم بدعم وتسليح قوات ياياو.

ويقول الخبير الجنوبي لوار نيوك، لـ"العربي الجديد"، إن اتفاق ياياو، ظاهرياً، يحمل إيجابيات باعتبار أنه أنهى الحرب بين الطرفين، ولكنه يحمل جملة سلبيات. فالاتفاق قد يفتح شهية بعض الولايات، لا سيما الاستوائية منها، للبحث عن اتفاق مماثل، باعتبار أن معظم إبنائها يتبنون شعار الفيدرالية. وأكد نيوك أن ياياو، يؤثر سياسياً وسط النُخَب، لكن حدود تمدّده تنحصر في ولاية جونقلي فقط.

ويرى المحلل السياسي، شوقي عبد العظيم، أن الاتفاق "شكل مفاجأة"، وأشار إلى أنه شمل مناطق واسعة شرق ولاية جونقلي، والتي ترتبط حدودياً بعدد من الولايات. وهذا يقود إلى تدخل قبائل "الدينكا" في جونقلي، و"الشلك" في ولاية أعالي النيل.

وأضاف أنه ستنتج عن ذلك احتكاكات، ما يؤدي إلى انهيار الاتفاق سريعاً، وخصوصاً أن المنطقة هناك تفتقر إلى الموارد، إضافة الى سهولة التلاعب على بند السلطة.