اتفاق "مكة 2" وآمال إنهاء الانقسام

اتفاق "مكة 2" وآمال إنهاء الانقسام

08 مايو 2015
+ الخط -
(1)

مما لا شك فيه أن اتفاق مكة 1 الذي وقع بين حركتي حماس وفتح في مدينة مكة المكرمة شكل بداية حقيقية لإيقاف الاقتتال بين الحركتين وتم ذلك تحت رعاية الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في 7 فبراير/شباط2007 وبعد فترة قصيرة بالتزامن مع تردي الأوضاع السياسية أدي ذلك لتعطيل الاتفاق وعدم تطبيق جميع بنوده علي أرض الواقع، إلا أنه بقي كمرجع للاتفاقات التالية في ملف المصالحة حيث استند إليه في بنود اتفاق القاهرة وتم التأكيد على تطبيقه، وفيما بعد تمت الإشارة إليه في اتفاق الشاطئ.

(2)

من خلال متابعة ملف المصالحة واحتياجات المرحلة الهامة التي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية وتداعيات ذلك الملف الهام، ظهرت كلمات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التي دعا من خلالها المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك سلمان بن عبد العزيز لأن يكون لها دور محوري ورئيسي في ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام جاء ذلك في خطبة ألقاها هنية أثنى فيها على دور المملكة الأصيل في دعم القضية الفلسطينية، كما تركزت الأضواء الإعلامية في الأيام القليلة الماضية على زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والتي جاءت كما يرى المحللون بناء على إشارات سعودية في هذا الملف من أجل الدفع بعجلة المصالحة المتعثرة، والتقى كارتر خلال الزيارة برئيس دولة فلسطين محمود عباس وأبدى خلالها الرئيس محمود عباس استعداده لإجراء انتخابات تشريعية عند توفر الأجواء المناسبة لذلك.

(3)

وفضلاً عن هذا فإن أطراف دولية، عدة على رأسها قطر وتركيا، تدعم جهود المصالحة وتبذل الجهود للدفع بتوافق وتقارب حقيقي بين حركتي فتح وحماس، هذا وصدرت تصريحات عن حركة حماس تشيد بأهمية الدور السعودي في دعم ملف المصالحة وفي الوقت نفسه أكدت حركة حماس أن ذلك ليس بديلاً عن الدور المصري وشكل ذلك درجة كبيرة من الحكمة والفهم لمتطلبات هذه المرحلة، وليثبت من جديد أن حركة حماس مستعدة للمصالحة ومرحبة بها لوعيها وإدراكها العميق بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني وممهدة الطريق أمام طريق اتفاق مكة 2.

(4)

ولادة اتفاق مكة 2 باتت وشيكة في ظل الحراك الدبلوماسي الحثيث لإنهاء الانقسام. إن الأيام القليلة القادمة هي من ستقرر إذا ما كان اتفاق مكة 2 سيرى النور أم أن ولادة مصالحة حقيقية لازالت صعبة المنال في المدى المنظور ومن هنا ينبغي على الفصائل الفلسطينية العمل لإنجاح المصالحة من خلال مشاركة فاعلة لها في هذا الملف من أجل وحدة شعبنا الفلسطيني، فالانقسام اليوم أشد ضرراً على قضيتنا الوطنية التي تواجه خطراً حقيقياً في مواجهة الاستبداد الإسرائيلي المتزايد بحق شعبنا وأرضنا. فلنرفع اليوم شعار المصالحة مقاومة لننهيَ الانقسام.
88B8E719-0723-4D79-A724-A85E364EB044
88B8E719-0723-4D79-A724-A85E364EB044
محمد مصطفى شاهين (فلسطين)
محمد مصطفى شاهين (فلسطين)