اتفاقات قطرية سعودية تدحض أنباء تصاعد التوتر

اتفاقات قطرية سعودية تدحض أنباء تصاعد التوتر

20 فبراير 2014
تتزامن التسريبات الإعلامية مع لقاءات قطرية سعودية
+ الخط -

ليس سراً وجود خلافات في وجهات النظر بين الدوحة والرياض حول ملفات وقضايا إقليمية. وهي خلافات، كان وزير الخارجية القطري، خالد العطية، قد اعتبرها طبيعية. وسبق أن قال، في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، مطلع الشهر الحالي، إن "الأمور الخلافية بين الدول أمور طبيعية، ويتم تسويتها عبر القنوات المختصة"، ما يعني أن الخلافات الخليجية تبقى في إطار البيت الخليجي، ويجري العمل على حلّها. وأكد العيطة في المقابلة نفسها، أنه لا خلاف بين بلاده والسعودية في الموضوع السوري، وهذا الحديث تضخيم إعلامي غير دقيق. وأوضح أن قطر من أولى الدول التي دعمت ائتلاف المعارضة السورية بتركيبته الحالية.
ولا يخفى أن الشأن السوري ليس "العقدة" الأساسية في الخلاف، فثمة ما تراه الرياض دعماً إعلامياً واسعاً من قطر لجماعة الإخوان المسلمين، ولا سيما القيادات والكوادر المصرية.
ويتوازى هذا الدعم مع استضافة الدوحة معارضين للنظام المصري، بينهم منتمون لجماعة الإخوان ومنتسبون إلى تيار الإسلام السياسي. وهو ما تجد فيه السعودية والإمارات، بشكل خاص، تجاوزاً لحدود ينبغي الحفاظ عليها في العلاقات داخل "البيت الخليجي الواحد".
ولم يتوقف التضخيم الإعلامي لحظة في ملف العلاقة القطرية السعودية، غير أنه من الملفت تبادل حكومتي الدوحة والرياض، الأربعاء، وثائق التصديق الخاصة بمذكرات تفاهم بينهما، وتوقيع محاضر هذا التبادل في العاصمة القطرية، الدوحة، في اليوم نفسه الذي نُشرت فيه تقارير إعلامية، خلال الأسبوع الحالي، عن وصول هذه العلاقة إلى درجة كبيرة من التوتر. ووقّع على محضر تبادل تلك الوثائق من الجانب القطري، مساعد وزير الخارجية، محمد الرميحي، ومن الجانب السعودي، سفير المملكة في الدوحة، عبد الله بن عبد العزيز العيفان. ولمّا كانت مذكرات التفاهم تتعلق بتعاون بين البلدين في مجال الأرصاد الجوية، وأخرى بالتعاون في مجالات البيئة، فذلك يؤكد أنه ليس في وارد السعودية، أو في وارد قطر، توتير العلاقات بينهما، إلى درجة إغلاق الحدود، في وقت من المفترض أن يبدأ فيه التعاون بين الخبراء في البلدين في هذه المجالات.
والملفت، أيضاً، أن نشر هذه التسريبات في صحيفة "العرب" الدولية، التي تواصل حملة إعلامية شرسة ضد قطر، تزامن مع زيارة النائب العام القطري، علي بن فطيس المري، الرياض، الثلاثاء، التقى خلالها بمسؤولين سعوديين، في مقدمتهم، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، وأمير منطقة الرياض، خالد بن بندر بن عبد العزيز، ما لا يوحي بأن العلاقات بين البلدين وصلت إلى درجة إغلاق الحدود.
وكانت صحيفة "العرب" ذكرت أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، زار الكويت قادماً من تركيا، بطلب من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي نقل إليه غضباً سعودياً واسعاً يتضمن التهديد المذكور. وأضافت أن السعودية تستعد لاتخاذ إجراءات سياديّة تتعلق بعلاقاتها مع قطر، تصل إلى إغلاق الحدود البرية ومنع استخدام المجال الجوي السعودي في عمليات النقل من وإلى قطر، وتجميد رخصة الخطوط الجوية القطرية التي فازت بها لتدشين خطوط نقل جوي داخلية بين المدن السعودية، وتجميد اتفاقات تجارية جرى التوقيع عليها منذ 2006 بين البلدين. 

وفيما امتنعت الدوحة عن التعليق على هذه التقارير، استبعد محلل سياسي قطري، رفض ذكر اسمه، أن تصل الأمور إلى هذا الحد، لكنه أكد أن لدى الدوحة خياراتها في حال مضت الرياض إلى هذا المبلغ.