ابن اليمن الذي قتل مرتين

ابن اليمن الذي قتل مرتين

01 يناير 2017
+ الخط -
مشكلات اليمن وأزماتها لا تنتهي، داخل البلد وخارجها، وما يحدث داخل البلد ينعكس على أوضاع اليمنيين في الخارج، وغالباً ما تنتهي هذه الإشكاليات من دون حل، بسبب تقاعس الجهات الرسمية عن أداء واجبها وخذلانها مواطنيها، أبناء البلد.
موسى الوجيه شاب يمني يدرس هندسة ميكانيكية في إحدى الجامعات الهندية في ولاية راجستان تحديداً، وجد مقتولاً أمام سكن الجامعة، في حادثة قتل غامضة لم تكن كافيةً لأن تتحرّك الجهات الرسمية اليمنية للتحرّي ومتابعة تفاصيل الجريمة التي هزّت مشاعر اليمنيين في الداخل، على الرغم من مرارة واقعهم، بينما اكتفت السفارة اليمنية في الهند بصرف وعود لذوي موسى بمتابعة تقرير تشريح الجثمان الذي يطالب به أسرة الفقيد منذ دفنه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
قدر الطالب اليمني أن يكافح ويخوض المعاناة، لكي يصل إلى مبتغاه لا أكثر، على الرغم من المعوقات التي تعترضه بدءاً بتوقف صرف المستحقات المالية، وصولاً إلى أن يقتل في سبيل العلم في أرض الغربة، ولا يستطيع أقاربه الحصول على تقرير الطب الشرعي لملابسات الوفاة، نظراً لأنّ الدولة تعيش في حالة جمود إنساني، أو بالأصح حالة إهمال مخزية تجاه أرواح مواطنيها.
تغيّر السفير اليمني في الهند، لكن وعود السفارة لم تتغيّر، وبقيت القصة الغامضة لعنة عار تلاحق تجاهل الشرعية قضايا طلابها الذين يدرسون خارج اليمن، بعد أن أصبح التعليم في الداخل يتجه إلى الهاوية في ظل الإنقلاب.
سعى أقارب الفقيد، بإمكاناتهم المتواضعة عبر صفحة في "فيسبوك"، لإيصال قضية موسى إلى الجهات المعنية، بعد أن يئسوا من تعامل السفارة معهم ووعودها المتكرّرة باستخراج تقرير الطب الشرعي.
من المخجل أن أقول لكم إنّ أخ الفقيد في تواصلي معه كان ممتناً لعشرات الكلمات. لذا وعدته بأن أكتبها وأرسلها لتنشر في إحدى المواقع الإلكترونية، مع أن هذا واجب أخلاقي يمليه علي ضميري. شكرني لأنني سأكتب عن قضية عجزت دولة الرئيس عن إيجاد حل لها أو حتى متابعتها، فضلاً عن عجزها استخراج تقرير تشريح جثمان موسى الذي ووري الثرى قبل شهرين.
لم يكن يعرف الشاب موسى الذي قضى نحبه أنه قتل مرتين، مرة على يد عابثةٍ لم تتضح هويتها بعد، وأخرى على يد الشرعية اليمنية التي فضلت الصمت، وعدم متابعة اليد العابثة التي طالت طالب الهندسة الميكانيكية موسى الوجيه الذي يمثل وجه مشرقاً لليمن، يا رئيس الجمهورية، ويا حكومة الشرعية، فإن لم تكونوا سنداً لطلابنا، فمن سينوب عن تقصيركم؟
تجاهلكم للقضية يعطي مبرراً لتكرار حوادث الاعتداء على أبنائكم الطلاب الذين يطمحون لخدمة وطنهم المنهك، وتهربكم من أداء واجباتكم لا يعني سوى رضاكم عن قتل المواطن اليمني خارج البلد، والله المستعان.
19FC6C15-927F-41BA-96AD-BF13E96622C4
19FC6C15-927F-41BA-96AD-BF13E96622C4
منذر فؤاد (اليمن)
منذر فؤاد (اليمن)