إيران تتحول عن الدولار إلى اليورو في معاملاتها الأجنبية

إيران تتحول عن الدولار إلى اليورو في معاملاتها الأجنبية

18 ابريل 2018
تعرضت العملة الإيرانية إلى ضغوط متزايدة(فرانس برس)
+ الخط -


تحولت إيران عن الدولار إلى اليورو في معاملاتها الرسمية الأجنبية، في خطوة من شأنها توجيه ضربة للمضاربين في العملة الأميركية التي قفزت قيمتها إلى مستويات غير مسبوقة، في وقت سابق من إبريل/نيسان الجاري، وكذلك مواجهة أي تداعيات على التعاملات التجارية وسوق الصرف، حال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على طهران.

وطالب مجلس الوزراء الإيراني، جميع الوزارات والمنظمات والشركات الحكومية، باعتماد عملة اليورو الأوروبية في إعداد التقارير ونشر الإحصائيات والمعلومات المالية. كما كلف البنك المركزي بإدارة وإعلان سعر الريال مقابل اليورو بشكل متواصل.

جاء ذلك في جلسة مجلس الوزراء الاعتيادية، برئاسة الرئيس حسن روحاني، اليوم الأربعاء، وفق ما أوردته وكالة أنباء فارس ووسائل إعلام محلية أخرى.

واتخذت الحكومة الإيرانية إجراءات متلاحقة، خلال الأسبوع الماضي، لإنقاذ العملة المحلية الريال من الانهيار، بعد أن تهاوت أمام العملات الأجنبية، بينما عزا مسؤولون آنذاك ما يشهده سوق الصرف إلى أسباب غير اقتصادية.

وقرر البنك المركزي، يوم الثلاثاء الماضي، وضع حد أقصى لحيازة المواطنين للنقد الأجنبي خارج البنوك عند عشرة آلاف يورو، مضيفا أن المواطنين أمامهم موعد نهائي حتى آخر إبريل/نيسان الجاري لبيع أي كمية فائضة أو إيداعها في البنوك.

كما تحدد سعر صرف الدولار بـ 42 ألف ريال وتوحيده لكل أنشطة الأعمال، بعد أن قفز سعر العملة الأميركية، يوم الإثنين الماضي، إلى أكثر من 60 ألف ريال في السوق المفتوحة في العاصمة طهران، بينما كان سعره نحو 36 ألف ريال في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، ليخسر نحو 66.6% من قيمته منذ ذلك التاريخ. كما تحدد سعر صرف اليورو عند 51709 ريالات، والإسترليني عند 59330 ريالا.

وتعرضت العملة الإيرانية إلى ضغوط متزايدة منذ بداية العام الجاري 2018، بسبب مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، في مايو/أيار المقبل، وفرض عقوبات جديدة. وحذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الإثنين الماضي، من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيندم إذا انسحب من الاتفاق.

ووسّعت إيران، خلال الأشهر الأخيرة، من تحركاتها نحو تحصين الاقتصاد، عبر خلق بدائل في مختلف المجالات مع شركائها الرئيسيين القدامى أو شركاء جدد، لتفادي تداعيات العقوبات المحتملة.

وقال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، إنه على الإيرانيين الإبلاغ عن وقوع المخالفات وعن الصرافين والتجار ممن يصرون على بيع الدولار مقابل العملة المحلية بسعر مرتفع.

من جهته قال المرشد الأعلى علي خامنئي، في تصريحات أدلى بها خلال لقائه بمسؤولين من الاستخبارات الإيرانية، أمس، إنه "لو تم التدقيق فيما يحصل لأدرك الكل أن هناك يداً أجنبية واستخبارات خارجية تساهم فيما يحصل (في سوق الصرف)"، داعيا إلى التخلص من الفساد ورفع مستوى الرقابة، والتعامل بجدية مع مخاوف الاختراق.