إفطار على بحر غزة

إفطار على بحر غزة

03 يوليو 2016
+ الخط -
أهم ما يميز شهر رمضان في غزة انقطاع التيار الكهربائي في أوقات الافطار والسحور، ما يسبب حالة من الضجر والملل، خصوصاً أن الظلام يحل في تلك الأوقات. ولكن هذا لم يمنع العائلات من إيجاد حلول أخرى لتعويض الناقص الكامن في منازلهم لعدم وجود الكهرباء، فكانت الخيارات دائماً تقع على شاطئ البحر الذي يعتبر المهرب الأول لهم، في ظل تزايد عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي .
من الطبيعي جدا في دول أخرى كثيرة الخروج إلى أماكن عامة، أو مطاعم ومقاهي لتناول الإفطار أو السحور. ولكن، هنا تكون الظروف طبيعةً في وجود التيار الكهربائي في منازلهم، فهم يأخدون تلك العادات لتغيير الروتين اليومي لحياتهم، ليس إلا، إضافة إلى تجمع العائلة في مكان واحد وإظهار أجواء التسلية والترفيه لهم. ولكن الغالبية العظمى من العائلات هي من تتخذ شاطئ البحر مكاناً للهروب من الظلام والحر الشديد، بجانب الاستمتاع بالأجواء الجميلة هناك .
هرباً من حر الصيف المتزايد يوما بعد آخر، تتجه عائلات فلسطينية عديدة في قطاع غزة إلى شاطئ البحر، لتناول طعام الإفطار أو السحور برفقة أهاليهم وأقربائهم، أو أصدقائهم.
أصبح شاطئ البحر الذى يعد أهم متنفس في غزة أنيس وحدة العائلات، مصدر سعادة الصغير والكبير، فعند التطرّق لحديث الإفطار أو السحور على الشاطئ، تنتاب الفرحة جميع العائلة، وترتسم على وجوههم السعادة، نظراً للراحة التي تنتظرهم هناك. وأصبح بحر غزة محل استقبال مواطنين عديدين لتناول طعام الإفطار هناك، حتى باتت أغلب "العزائم الرمضانية" تتم في الشهر الفضيل على الشواطئ.
يشكل شاطئ البحر راحةً نفسيةً لمرتاديه، لجوّه الجميل في الحر الشديد، وانقطاع الكهرباء، حيث أنه يعطي مساحة واسعة للأطفال للعب والجري، كما أنه يعطي المدى للسهر والتمتع بالجلسة بين أفراد العائلة الواحدة.
لا تحتاج طقوس الإفطار على البحر الكثير، فكل المطلوب منك أن تحضر وجبتك التي ستتناولها، ومن ثم تتوجه إلى شاطئ البحر قبيل آذان المغرب بدقائق، لتصحب لديك بطانية تفترشها على الأرض، ومن ثم تبدأ تجهيز سفرة إفطارك بمساعدة أفراد عائلتك، ومن ثم تجلس، ويجلس حول السفرة باقي أفراد العائلة، تنتظرون جميعكم الآذان، إيذاناً لكم ببدء الإفطار.
ويعاني قطاع غزة من أزمة مستمرة في انقطاع التيار الكهربائي منذ عام 2007، حيث تطبق شركة توزيع الكهرباء جدول 8 ساعات وصل، مقابل 8 ساعات قطع، وعند اشتداد الأزمة يتم تقليص الجدول إلى 6 ساعات وصل مقابل 12 ساعة قطع، وبينما يعيش الناس حالة فقر شديد في قطاع غزة. لذلك، يعتبر شاطئ البحر متنفسها الوحيد، والأرخص ثمناً.
بعد الإفطار مباشرة، تتزين البطانيات أو الطاولات البلاستيكية البسيطة بأصناف الحلويات التي أحضرتها العائلات معهم بصناعة منزلية بامتياز، وتبدأ جلسات السمر التي تستمر حتى السحور.
تجمّع العائلات الأخرى على شاطئ البحر، تبعث الراحة في نفوسهم، حيث أنهم يتقاسمون الوجع والمعاناة نفسها، فالبيوت ليلا تعتبر سجوناً لا يدخل الهواء والسعادة لها، لكن رؤية العائلات بعضها يعدّل المزاج، ويبعث الطمأنينة.
B6734628-A4F4-4972-9ADC-E9DAF7D1E240
B6734628-A4F4-4972-9ADC-E9DAF7D1E240
هبة كريزم (فلسطين)
هبة كريزم (فلسطين)