إعلام النظام السوري يستغل النازحين ويروّج للوجود الروسي

إعلام النظام السوري يستغل النازحين ويروّج للوجود الروسي

16 ديسمبر 2016
الإعلام السوري يستغل النازحين من حلب (يوتيوب)
+ الخط -
بعد إزهاق أرواح الآلاف من الضحايا، وتشريد مئات آلاف النازحين وعشرات آلاف المهجرين من حلب، وتحويل المدينة إلى ركام، رفعت شاشات إعلام النظام السوري شعار "انتصار حلب"، تزامناً مع دخول قوات النظام السوري والمليشيات اللبنانية والإيرانية والعراقية إلى أحياء المدينة الشرقية المنكوبة، حيث دأبت طائرات النظام على قصفها طوال السنوات الماضية.

وسارع التلفزيون السوري إلى استغلال النازحين الذين هربوا من تحت القصف، فبدأ بتصويرهم منكسرين يطلبون اللجوء إلى مناطق آمنة، بينما لم يجدوا أمامهم أي طريق مفتوح إلا نحو مناطق سيطرة النظام.

وكعادتهم، استفاد مراسلو التلفزيون السوري من خوف النازحين إلى مناطق سيطرة النظام، ليتوجه المراسل نحوهم، محاطاً بمجموعة من عناصر الجيش، ويسألهم أسئلة من نوع "ما الذي فعله بكم المسلحون؟"، متجاهلاً ما فعله النظام السوري وحلفاؤه.

لكن مراسلة التلفزيون السوري لم تتوقع أن تظهر بينهم من لا تخاف، بعد أن خسرت كل ما تملك، لتُفاجأ بسيدة تجيبها أمام عدسات الكاميرا، بأن "ولديها قتلا بطائرات النظام، رغم أنهما مدنيّان، ولم يقاتلا مع الثوار"، فاستدركت المذيعة الأمر، قائلة "إذاً كانوا في مناطق يتواجد بها مسلحون"، كأن قتل كل من يعيش في مناطق سيطرة المعارضة أمر مشرّع.

أما مراسل التلفزيون السوري في حلب، شادي حلوة، فلم يفوّت الفرصة للتقرب مجدداً من الضابط، سهيل الحسن، المعروف بـ "النمر"، علماً بأنه أهانه أمام عدسات الكاميرا قبل أسابيع عدة. وعبّر حلوة مراراً وتكراراً عن شكره له على كل ما فعله في حلب، كما طالب حلوة في أحد منشوراته على موقع "فيسبوك" إقامة نصب تذكاري يخلد اسم "الحسن" في حلب.


ويُلاحظ أن دور الإعلام السوري لم يعد يقتصر على تلميع صورة النظام ونقل روايته الخاصة للأحداث فحسب، إنما الترويج للوجود الروسي في سورية وتبرير تدخله العسكري، إذ بعد سيطرة قوات النظام على حلب، خصصت قناة "الإخبارية السورية" تقارير لتغطية إقامة نصب تذكاري في مدينة حلب للطبيبتين الروسيتين اللتين قتلتا أخيراً هناك.

وروّج مراسلها للإشراف الروسي على مراكز إيواء النازحين من أحياء حلب الشرقية، واختار إجراء مقابلة مع أحد الضباط الروس، للتحدث عن الكرم الروسي في إطعام النازحين الذين عاشوا تحت قصفهم طوال عام كامل.

كما بثّ التلفزيون السوري تسجيلات من حي الفردوس، تظهر حجم الخراب الذي خلّفته طائرات النظامين الروسي والسوري، مدعياً أنه ناجم عن وجود قوات المعارضة في هذه الأحياء.