إعادة تأهيل "محاربي داعش"... الأرقام والمبالغات

إعادة تأهيل "محاربي داعش"... الأرقام والمبالغات

07 ديسمبر 2014
القبض على "داعشي" في إسبانيا (فرانس برس)
+ الخط -
أخيراً عادت ألمانيا وبريطانيا والسويد والدانمارك لتنشر أرقاماً عن "الجهاديين" من خلال مؤتمرات صحافية لأجهزة استخباراتها تعطي صورة وكأن مستجدات طرأت. 

منذ أكثر من عام كان الحديث يدور عن عشرات الملتحقين من دول شمال أوروبا، وبعد مرور عام وتناقل أخبار هؤلاء المنضوين تحت ألوية تنظيمات جهادية، وعلى رأسها جبهة النصرة وتنظيم داعش، بين العراق وسورية، زاد العدد. 

ثم نشرت أخبار عن عودة "نصف محاربي سورية" مثل الدنمارك، التي تعطيها الاحصائيات النسبة الأكبر، حيث أصبح تعاملها مع هؤلاء العائدين مثلاً يحتذى به. 

لكن القضية ليست على هذا النحو، فمن مئة شاب سافروا خلال السنوات الماضية إلى سورية، وبعضهم لم يكن بالأصل قد سافر مباشرة إلى هناك، عاد خمسون، أي نصف العدد، مع تشديد في برامج تأهيلية ونفسية وبمشاركة بعض الأئمة المسلمين. وبالرغم من ذلك، تظل الصورة كما هي، لا تغيير في شكل ولا محتوى الخطابين السياسي والإعلامي واستغلال هذه القضية. 

في الفترة الأخيرة خرج جهاز الاستخبارات السويدي أيضاً ليخبر بصيغة مبهمة بأن "تدفقاً من الشباب السويدي نحو الدولة الإسلامية ما زال كبيراً"، ثم إن "المئات" تتقزّم فجأة إلى أرقام واقعية "97" شخصاً، وصلوا إلى مئة، أخيراً. 

بين الأرقام الألمانية التي تقدّر عدد القتلى بمئات، وأرقام بريطانيا التي تتقارب مع أرقام فرنسية، "نجد أنفسنا أمام عملية تلاعب بالأرقام"، كما قال لـ"العربي الجديد" أحد المتخصصين العرب في ألمانيا لإعادة تأهيل هؤلاء العائدين بعد زيارة إلى السويد والدانمارك. 

ويرد غيره، من المطلعين على حقيقة "المشاريع التأهيلية"، الأمر إلى أهداف يختلط فيها الأمني بالسياسي المحلي في تلك الدول. ويذكر هؤلاء، لـ"العربي الجديد"، بأن "زيارات يقوم بها أفراد الأجهزة الاستخباراتية الغربية إلى مساجد معينة، يفتحون نقاشاً مع شخصيات مؤثرة فيها ليطلعوا على ما يدور من نقاشات وتقديرات داخل الجاليات المسلمة حول الأمر".

وبحسب هؤلاء "نفاجأ بأن مؤتمراتهم الصحافية تقوم بعكس ما نناقش ونطرح، وكأن الأمر مقصود في كل فترة لإعطاء الصورة التي يريدون ضمن مماحكة سياسية داخلية تخدم السياسات الأمنية ومشاركة بعضهم الفاعلة في التحالف الأميركي من جهة وتشديدات تغازل اليمين المتشدد". 

كثير من الشباب العربي يجد في "التضخيم" العددي، الذي تتناوله الصحف الشعبية نقلاً عن الأجهزة الأمنية والسلطات السياسية في بعض الدول، استمراراً لخلق "بعبع إسلامي".

المساهمون