إسرائيل تحذّر الأسد من استمرار الهجمات في الجولان

إسرائيل تحذّر الأسد من استمرار الهجمات في الجولان

19 مارس 2014
جنود الاحتلال ينقلون مصاباً من الجولان (أ ف ب)
+ الخط -

تشتد جبهة الحدود الشمالية بين فلسطين المحتلة وسوريا، سخونة، عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي مواقع عسكرية للجيش السوري في الجولان المحتل، ردّاً على هجوم استهدف جنوده، بحيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، من أن دولة الاحتلال ستجعل نظام بشار الأسد يدفع الثمن، اذا استمر "خرق سيادتها".

وكان متحدث باسم جيش الاحتلال أعلن، في بيان، أن الجيش الإسرائيلي هاجم الليلة مواقع عسكرية وأمنية سورية سمحت بزرع العبوة الناسفة وتفجيرها ضد الدورية الإسرائيلية أمس الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين بجراح.

ووفقا للبيان الإسرائيلي، فإن المواقع التي تم قصفها هي مواقع لسلاح المدرعات وقواعد للتدريبات العسكرية يستخدمها الجيش السوري النظامي.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، إن إسرائيل "لن تسلم بمواصلة خرق سيادتها وضرب جنودنا ومواطنينا وسنرد بقوة ضد كل من يعمل ضدنا، في كل وقت وفي كل مكان، تماماً كما فعلنا الليلة". وأضاف أن "كل من يعمل ضدنا دمه مباح. إننا نعتبر نظام الأسد مسؤولا عما يحدث في أراضيه، وإذا واصل التعاون مع عناصر إرهابية تسعى للعمل ضدنا فستواصل إسرائيل جباية الثمن منه بشكل يجعله يندم على أفعاله".

وفي السياق نفسه، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال بني غانتس: "نأمل لمصلحتهم أن يكفوا عن تفاهاتهم هذه؛ فنحن مستعدون ونتابع ما يحدث، وكل من يتحرك ضدنا سيشعر بردنا".

في غضون ذلك، اعتبر محللون إسرائيليون أن الأوضاع في الطرف السوري من الحدود تشكل تحدياً كبيراً لإسرائيل، خصوصاً بعدما بدأت الأراضي السورية تستقطب مجموعات جهادية وإسلامية، تتمركز عند الحدود مع إسرائيل، مثلما حدث في شبه جزيرة سيناء.

ورغم أن المحللين اتهموا "حزب الله" اللبناني بتنفيذ عملية أمس، والعملية السابقة في جبل روس يوم الجمعة الماضية، فانهم اعتبروا أن الحدود السورية الإسرائيلية باتت على شاكلة الحدود الإسرائيلية المصرية في شبه جزيرة سيناء. وعللوا ذلك، بأن الجولان تحول إلى أرض خصبة لمختلف منظمات الثوار والمنظمات الإسلامية المحسوبة على "القاعدة" والجهاد العالمي، تبعها بعد ذلك وصول "حزب الله" ومقاتليه ومؤيدي النظام السوري إلى المنطقة والتمركز فيها.

واعتبر آساف غفور في صحيفة "معاريف"، أن هذا الوضع يزيد من التعقيدات التي تواجهها إسرائيل، خصوصاً وأن قوات الأمم المتحدة المنتشرة في المكان، لم تعد ذات صلة أو تأثير، كما تواجه هذه القوات صعوبات في العمل على امتداد الحدود السورية - الإسرائيلية، ومعرضة لخطر الاعتداءات وعمليات اختطاف عناصرها. ولفت في هذا السياق إلى أن الثوار في سوريا يسيطرون على غالبية المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية السورية، بينما يحتفظ الأسد بالسيطرة على عدة نقاط، وذلك يعود بالأساس إلى مقاتلي "حزب الله"، وجنود دروز وعلويين موالين للنظام السوري، ينشطون ضد الثوار وضد إسرائيل على حد سواء.

وخلص المحلل إلى القول إن التصعيد في الأيام الأخيرة يضع حدا لأربعين عاما من الهدوء على الحدود في ظل نظام الأسد، وإن التحدي الجديد لإسرائيل على الحدود الشمالية مركب وشائك ويفرض عليها تغييراً في سياساتها في ضبط الحدود الشمالية، بعدما تحولت مسألة اختراق الحدود وضرب التجمعات السكنية الحدودية من سيناريو نظري إلى واقع حقيقي، وفقاً لغفور.

المساهمون