إدارة ترامب تطلب الاستعداد لتوزيع لقاح ضد "كوفيد-19" قبيل الانتخابات

إدارة ترامب تطلب من الولايات الاستعداد لتوزيع لقاح ضد "كوفيد-19" قبيل الانتخابات

03 سبتمبر 2020
ثلاث شركات متقدّمة في التجارب السريرية من المرحلة الثالثة للقاح (شاندان خانا/فرانس برس)
+ الخط -

حضّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الولايات الأميركية على الاستعداد لتوزيع لقاح محتمل لوباء "كوفيد-19" بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، قبل يومين من الانتخابات الرئاسية.

وعقدت شركة "ماكسون كورب" في دالاس اتفاقاً مع الحكومة الفدرالية، وستطلب تصاريح لإنشاء مراكز توزيع عندما يصبح اللّقاح متوفراً.

وقال روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، في خطاب للولايات بتاريخ 27 أغسطس/آب: "يمثّل الوقت العادي المطلوب للحصول على هذه التصاريح عائقاً كبيراً أمام نجاح برنامج الصحة العامة العاجل هذا".

وأضاف: "تطلب (سي دي سي) بشكل عاجل مساعدتكم في تسريع الطلبات لإنشاء مرافق التوزيع هذه".

وطلب ريدفيلد من الولايات النظر في إمكانية التنازل عن المتطلبات التي من شأنها "منع هذه المنشآت من العمل بكامل طاقتها بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2020".

وزوّدت مراكز مكافحة الأمراض الولايات بوثائق تقدّم تفاصيل خطة توزيع اللقاح، موضحة أنه إما ستتم الموافقة عليها كلقاحات مرخّصة أو بموجب تصريح استخدام في حالات الطوارئ.

ومن المحتمل أن يحتاج المتلقون إلى جرعة "معزّزة" ثانية من اللقاح بعد أسابيع قليلة من تلقيهم الجرعة الأولى، وفقاً للوثائق. وأوضحت الوثائق أنّه "سيتم شراء اللّقاحات والإمدادات الإضافية وتوزيعها من قبل الحكومة الفدرالية دون أي كلفة على مقدمي اللقاح".

ضغوط ترامب

ستعطى الأولوية للعمّال الأساسيين وعناصر الأمن القومي والمسنّين وأعضاء الجماعات العرقية والإثنية الضعيفة، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وهناك ثلاث شركات لصناعة الأدوية متقدّمة في التجارب السريرية من المرحلة الثالثة، وهي تضمّ عشرات الآلاف من المشاركين: الأولى هي "أسترازينيكا"، التي تشارك مع جامعة أكسفورد في إنكلترا، والثانية هي "موديرنا"، التي تتعاون مع المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، أما الثالثة فهي "بفيزر"، المتحالفة مع "بايونتيك".

ونظراً لطبيعة التجارب، من الصعب توقّع موعد ظهور نتائج موثوقة. ويتلقى نصف المشاركين في مثل هذه التجارب لقاحاً تجريبياً، فيما يُعطى النصف الآخر علاجاً وهمياً. وفي ظلّ الإجراءات العادية، ينبغي للقائمين على الاختبار الانتظار، ربما لأشهر، لمعرفة ما إذا كان هناك فرق مهم من الناحية الإحصائية في معدل الإصابة في المجموعتين.

لكن الإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير (إف دي إيه)، أثارت احتمال منح اللقاح موافقة مستعجلة، قبل نهاية التجارب. وقال رئيس هذه الهيئة ستيفن هان، لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في مقابلة نشرت الأحد، إنّ طلب الحصول على مثل هذه الموافقة الاستثنائية "يجب أن يأتي من مطوّر اللقاح".

وقد واجهت إدارة الأغذية والعقاقير انتقادات متزايدة من المجتمع الطبي بأنها تخضع لضغوط سياسية من الرئيس دونالد ترامب، الذي كان يضغط بشدة من أجل إنتاج لقاح، قائلاً إنه يجب أن يكون هناك لقاح جاهز قبل الانتخابات.

وفي مارس/آذار، منحت الإدارة نفسها تصريحاً مستعجلاً لاستخدام "هيدروكسيكلوروكين" لمعالجة "كوفيد-19"، بعدما أشاد ترامب مراراً باستخدامه، لكن كان لا بد من سحب التصريح، في يونيو/ حزيران، بعد ظهور آثار جانبية خطيرة لهذا العقار.

"آمن وفعال"

أخيراً، قدّم هان تقييماً متفائلاً، خلال مؤتمر صحافي مع ترامب، لفعالية بلازما النقاهة ضد الفيروس. وقال إنّه يمكن أن تنقذ هذه التقنية 35 من أصل 100 مريض، لكن الخبراء أشاروا إلى أنّ الرقم الأكثر ترجيحاً هو خمسة من كل 100.

وكتبت الكاتبة المتخصّصة في علم الأوبئة والحائزة على جوائز لوري غاريت، على "تويتر": "هذا يعني أنّ التلقيح الشامل على الصعيد الوطني قد يبدأ خلال 59 يوماً.  هل من المحتمل أن يكون أيّ لقاح لكوفيد-19 قد أكمل المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لإثبات أنّه آمن وفعّال وخضع للمراجعة العلمية الكاملة من قبل (إف دي إيه) في 59 يوماً؟".

وأضافت: "على حدّ علمي، لم ينته أيّ من اللقاحات الأميركية ضدّ كوفيد-19 حتى من تسجيل مواضع الاختبار لتجارب المرحلة الثالثة. الإسراع بهذا الإجراء للانتهاء في غضون 59 يوماً أمر خطير".

ورغم ذلك، أصرّ هان على أنه لا يتصرف بضغط من ترامب، مؤكداً أنّ أي موافقة على اللّقاح ستكون "قراراً يتعلق بالعلم والطب والبيانات".

وقال الطبيب أنطوني فاوتشي، مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية، في مناسبات عدّة، إنّ اللقاح يجب أن يكون جاهزاً بين نهاية العام 2020 والنصف الأول من العام 2021. وأضاف "أعتقد أنه بحلول نهاية العام الحالي، سنشعر بالراحة لأنه سيكون لدينا لقاح آمن وفعّال".

وسجّلت الولايات المتحدة أكثر من ستة ملايين إصابة، ما يعادل ربع العدد المسجّل على مستوى العالم، و185 ألف وفاة، وفقاً لجامعة جونز هوبكنز ومقرّها بالتيمور.
(فرانس برس)