إبراهيم الحيسن.. أثر العبور

إبراهيم الحيسن.. أثر العبور

05 يوليو 2017
(من المعرض)
+ الخط -
يبرز الفنان التشكيلي المغربي إبراهيم الحيسن (1967) كواحد من النقّاد الذين وضعوا كتباً حول واقع التشكيل في بلاده وتحوّلاته، إلى جانب اهتمامه بتراث منطقة الصحراء المغربية من خلال جملة بحوث أنثروبولوجية ترصد فنون الغناء والموسيقى والطبخ والرحلات وحضور المرأة في تلك المنطقة التي ولد فيها.

شكّلت الثقافة الصحراوية مصدراً أساسياً في لوحته أيضاً، كما في معرضه "آثار مرتحِلة" الذي يُفتتح بعد غدٍ ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري في "المتحف البلدي للنراث الأمازيغي" في أغادير.

يتناول المعرض الرموز والإشارات المختزلة المستخدمة في تزيين الحلي والمشغولات اليدوية المحلية، واللباس التقليدي وأصباغه، وإيقاعات التنقّل بواسطة الإبل وحركات الكثبان الرملية وأصوات الرياح، وهندسة الخيمة وأبعاد أوتادها.

تنقسم الأعمال المعروضة إلى ثلاث مجموعات، هي: "الأثر ومفازات الصحراء"، التي تقف عند فلسفة العبور والزوال حيث تظهر الآثار بمقدار اختفائها وانطفائها من خلال ترسّبات وبقايا اللون، وهو ما يحاكي حياة البدو الذين بترحالهم الدائم تستقرّ لديهم ذاكرة شفهية لا تُمحى.

في المجموعة الثانية "الأثر ومغاور المادة"، التي تستعير جمالية ألوان البادية وتدفقها، أما الثالثة فيوظف فيها الفنان الملحفة (لباس الصحراويين) عبر تشميع القماش وانكماشه ليدلّ على المراحل التي تمرّ فيها أثناء تصنيعها.

تشكّل اللوحة امتداداً لتصوّرات الحيسن حول الهوية الثقافية الصحراوية، وتتبّعه لأساطيرها وعلاقتها بالمكان وحضور الإنسان فيه، ساعياً أن يكوّن كلّ عمل مرآة تعكس طريقة التفكير بالحياة والموت والحقيقة والوهم والأرض والسماء والبقاء والفناء لدى سكّانها.

يُذكر أن للفنان كتباً عدّة؛ من بينها: "ثقافة الصحراء.. الحياة وطقوس العبور"، و"المرأة في الأمثال الشعبية الحسَّانية"، و"الأطعمة والأشربة في الصحراء : أنثروبولوجيا الطبيخ وآداب المائدة عند البيضان"، و"تجربة الجسد في الفن التشكيلي المغربي".

المساهمون