أوكرانيا: دونيتسك تمضي في المواجهة وموسكو تتمسك بالحوار

أوكرانيا: دونيتسك تمضي في المواجهة وموسكو تتمسك بالحوار

11 ابريل 2014
من الاحتجاجات في دونيتسك (فيكتوريا ايزنكو، الأناضول، Getty)
+ الخط -

تمضي السلطات المحلية في مدن أوكرانية الشرقية، باتخاذ المزيد من الإجراءات التي تمهّد لمواجهة سياسة حكومة كييف، التي تسعى إلى إنهاء العمليات الاحتجاجية المطالبة بالانفصال، وسط أنباء عن زيارة مقررة اليوم الجمعة لرئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، إلى هذه المدن.

وأعلن قائد للمحتجين الموالين لموسكو، في مدينة دونيتسك، دينيس بوشيلين، وفق تصريحات نقلتها وكالة "أنباء موسكو"، بدء "إنشاء جيش شعبي للدفاع عن شعب جمهورية دونيتسك ووحدة أراضيها".

ونقلت الوكالة عن بوشيلين قوله إن المحتجين ينوون تسيير دوريات أمنية منتظمة في شوارع مدينة دونيتسك، وتشكيل فريق العمل للتحضير لاستفتاء أهالي منطقة الدونباس بشأن مستقبلهم.
بدورها، أشارت إذاعة "صوت روسيا" إلى استعداد "وحدات الدفاع الذاتي" في دونيتسك، لهجوم محتمل لقوات وزارة الداخلية الأوكرانية على المحتجين، وذلك غداة تجمّع نحو ألف شخص في ساحة المدينة، وترديدهم النشيد الوطني الروسي.

من جهة ثانية، نقلت الإذاعة عن موقع الحكومة الأوكرانية على الانترنت قوله إن رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، يعتزم زيارة دونيتسك ودنيبروبتروفسك جنوب شرق البلاد، اليوم الجمعة.

وتتخلل زيارته عقد لقاءات مع رؤساء الإدارات الإقليمية، ورؤساء بلديات المدن، ورؤساء الأجهزة الأمنية وممثلي المؤسسات الصناعية، في مدن دونيتسك وغانسك وخاركوف ودنيبروبتروفسك، من أجل مناقشة الوضع في المناطق، وقضايا اللامركزية، ومشروع دستور جديد لأوكرانيا.

وتأتي زيارة ياتسينيوك بالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددتها وزارة الداخلية الأوكرانية للمحتجين، اليوم الجمعة، في حال لم ينسحب هؤلاء من مقار الإدارة المحلية، التي سيطروا عليها في وقت سابق من الشهر الجاري.

وبموازاة التطورات الميدانية، تستمر المشاورات الدولية حيال الأزمة، التي حضرت في اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في أعقاب المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف.

تحذيرات غربية لروسيا
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس أوباما وميركل، أجريا محادثات، أمس الخميس، بشأن احتمال فرض مزيد من العقوبات على روسيا، بسبب أفعالها في أوكرانيا. وجدد أوباما وميركل دعوة موسكو إلى إعادة قواتها من منطقة الحدود. وأشار البيان إلى تأكيد أوباما "على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والشركاء الآخرين في العالم، مستعدين لمواجهة أي تصعيد روسي آخر بفرض عقوبات إضافية".

وفي السياق، حذّر وزير الخزانة الأميركي، جاكوب ليو، روسيا من المزيد من العقوبات الاقتصادية، الأشد صرامة، بسبب ضمها شبه جزيرة القرم، وفق ما نقلت عنه وكالة "اسوشييتد برس". وأصدر ليو تحذيره، أمس الخميس، لوزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، وأبلغه بأن إدارة أوباما على استعداد لفرض "عقوبات كبيرة إضافية" في حال صعّدت روسيا الموقف في أوكرانيا.

موسكو تجدد شروط الحوار
هذه التحذيرات قابلتها موسكو اليوم بتأكيد استعدادها للحوار. ووفقاً لـ"رويترز"، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قوله إن موسكو مستعدة لمحادثات رباعية الاسبوع المقبل تشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وممثلي أوكرانيا.

وأكد لافروف، بحسب موقع "روسيا اليوم" أن هناك فرصة واقعية لنزع فتيل توتر الأزمة الأوكرانية، "لكن ذلك يتطلب الكف عن محاولات إضفاء صفة الشرعية على الحكومة التي شكلها "الميدان""، في اشارة إلى ميدان الاستقلال في كييف الذي أصبح مركزاً للاحتجاجات التي أدت الشهر الماضي الى خلع الرئيس فيكتور يانوكوفتش.

وأضاف لافروف: "المسألة الرئيسية تكمن في إجراء إصلاح دستوري تشارك فيه جميع الأقاليم، وترسيخ وضع أوكرانيا دولةً محايدة".

وطالب لافروف، اليوم الجمعة بضمانات قانونية لبقاء أوكرانيا على الحياد، معارضاً بشدة انضمامها الى حلف شمال الاطلسي. واقترح أن يتضمن جدول أعمال المحادثات ديون أوكرانيا المستحقة لروسيا عن إمدادات الغاز، وذلك بعد يوم من تحذير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أن امدادات الغاز الروسية الى أوروبا يمكن ان تتعطل بسبب الفواتير التي لم تسدد، ما دفع واشنطن إلى اتهام موسكو باستخدام الطاقة "أداة ضغط".

في غضون ذلك، نقل موقع "روسيا اليوم" عن النائب العام الروسي، يوري تشايكا، تأكيده أنه لا وجود لأسس قانونية لتسليم أوكرانيا الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، مؤكداً أن الأخير لم يرتكب أية جرائم ولا يزال الرئيس الشرعي لبلاده.

وفي القرم، قال النائب الأول الرئيس الوزراء، رستم تيميرغالييف، اليوم الجمعة، إن جميع البنوك الأوكرانية قد توقف عملياتها في الجمهورية الروسية في شبه جزيرة القرم في غضون أسبوعين.

ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن تيمرغالييف قوله إن أربعة بنوك تعمل الآن بطريقة أو بأخرى من بين عدد كبير من البنوك الأوكرانية، غير أن هذه البنوك قد توقف عملياتها في غضون أسبوعين.

إلى ذلك، أدرجت السلطات في شبه جزيرة القرم، قاعدة الأسطول البحري الروسي في البحر الاسود في شبه جزيرة القرم، في قائمة الكيانات الروسية، بعد إجراء تغيير في الدستور الروسي.