أوكرانيا: دعوات دولية لحل سياسي وعقوبات أوروبية

أوكرانيا: دعوات دولية لحل سياسي وعقوبات أوروبية

20 فبراير 2014
مواجهات ليلىة في العاصمة الاوكرانية كييف
+ الخط -

ارتفع عدد قتلى المواجهات في أوكرانيا اليوم الخميس الى ١٠٠، بحسب ما ذكرته شبكة "سي أن أن" الأخبارية، بعدما تجددت الإشتباكات بين المحتجين المناهضين للحكومة وقوات الشرطة في ميدان الاستقلال، في وسط كييف اليوم وذلك بعد انهيار اتفاق الهدنة الذي توصلت إليه قيادة المعارضة والسلطات الليلة الماضية، فيما تواصل الدول الغربية ضغوطها على النظام والمعارضة للتوصل إلى تسوية تضع حداً للأزمة.

وذكرت "سي أن أن" نقلاً عن مصادر طبية في المعارضة الأوكرانية، أن نحو 100 شخص قتلوا وجرح 500 آخرين خلال أعمال العنف الدائرة منذ صباح الخميس، فيما أفيد عن احتجاز مجموعة من المعارضة 70 من قوات الأمن الداخلي وسط توتر شديد وتحذيرات من تدخل حاسم للجيش.

كذلك أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية عن تزويد عناصرها بالأسلحة النارية لحماية النظام، وذلك بعد مقتل أحد عناصرها وإصابة 29 آخرين في هجوم شنه المحتجون على قوات الأمن في كييف

وكانت وزارة الداخلية قد اتهمت المحتجين في وقت سابق باستخدام أسلحة نارية ضد عناصر القوات الخاصة "بيركوت" بشكل مباشر، قائلة إن نحو 23 من أفراد القوات الحكومية أصيبوا برصاص قناص تحصن في مبنى الكونسرفاتوار المطل على ميدان الاستقلال.

وأعاد المحتجون احتلال المباني التي طردتهم منها قوات الأمن الثلاثاء الماضي، ومنها قصر أوكتيابرسكي، وبدأوا في إعادة نشر المتاريس في شارعي غروشيفسكوغو وفاسيليفسكي سبوسك. ويتوجه المتظاهرون الى احتلال المباني التابعة للحكومة والبرلمان بعد اخلائها من رجال الامن.

وفيما الاشتباكات مستمرة في أنحاء اوكرانيا، بدأت الدول الغربية ممارسة ضغوط لاحتواء الأزمة المتصاعدة. ودعت المستشارة الالمانية، أنغيلا ميركل، والرئيس الاميركي باراك اوباما، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الى "ايجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن".
وقالت الحكومة الألمانية، في بيان صدر مساء الخميس، إثر مشاورات هاتفية اجرتها ميركل مع اوباما وبوتين، إن "المستشارة والرئيسين اتفقوا على القول إنه يجب التوصل الى حل سياسي للأزمة في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن وأن حمام الدم يجب ان يتوقف".

من جهته، أعلن رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، مساء اليوم الخميس، أن وزراء خارجية الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، وبولندا)، حصلوا من الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، على موافقته على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة هذا العام، وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون عشرة أيام.

وقال تاسك للصحافيين "تم الاتفاق مع يانوكوفيتش، على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة هذا العام وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون الأيام العشرة المقبلة"، فيما أفيد عن لقاء يجمع المعارضة بوفد الترويكا الأوروبية في محاولة للحصول على موافقتها على هذا العرض.

وسبق بيان الحكومة الألمانية وتاتسك، مشاورات مطولة عقدها ووزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا مع الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، في مقر الرئاسة في كييف، تهدف إلى ايجاد حل للأزمة الاوكرانية، تزامنت مع فرض عقوبات جزئية على أوكرانيا.

وبعدما أعلن دبلوماسي أميركي، أن بلاده منعت تأشيرات الدخول عن حوالي 20 مسؤولاً أوكرانياً تتهمهم بالمسؤولية عن قمع المتظاهرين في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الخميس، على فرض عقوبات جزئية بحق الضالعين في أعمال العنف في أوكرانيا.

واتفق الوزراء على منع تأشيرات الدخول وتجميد أرصدة الأشخاص "الملطخة أياديهم بالدماء" في أوكرانيا، حسب ما أعلنت وزيرة خارجية إيطاليا، إيما بونينو، في ختام اجتماع طارئ في بروكسل.

وقالت بونينو "لقد اتخذنا القرار بالتعاون الوثيق مع الوزراء الثلاثة الذين يجرون مفاوضات في كييف، والمضي سريعاً جداً في الساعات المقبلة لمنع تأشيرات الدخول وتجميد أرصدة اولئك الملطخة أياديهم بالدماء".

بدوره، حذر حلف شمال الأطلسي، أوكرانيا من إعادة النظر في تعاونه مع كييف إذا تدخل الجيش لقمع المعارضة. وقال الأمين العام للحلف، أندرس فوغ راسموسن، في بيان: "أدعو الحكومة الأوكرانية وبقوة إلى تفادي أي عنف جديد".

وأضاف "إذا تدخل الجيش ضد المعارضة فإن علاقات أوكرانيا مع حلف شمال الأطلسي ستتأثر بشدة"، وذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أمس الاربعاء، أن الجيش الأوكراني مستعد للتدخل في إطار تدابير لمكافحة الإرهاب، التي اتخذتها السلطات للتصدي لمن وصفتهم "المتطرفين" الموجودين بين المتظاهرين.

أما في موسكو، الحليف الأساسي للرئيس الأوكراني، فكان رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، الخميس، أعلن أن موسكو لن تتعاون في اوكرانيا سوى مع سلطة تدافع عن "مصالح الدولة" و"ليست خانعة" كما وصفها.

وقال حسب مشاهد بثها التلفزيون الروسي: "على شركائنا ان يكونوا اشداء ويجب ان تكون السلطة الحاكمة في اوكرانيا شرعية وفعالة، ولا تداس بالارجل وكأنها ممسحة". وأضاف "على السلطة ان تركز جهودها على الدفاع عن الناس وعن قوات الامن التي تحفظ مصالح الدولة".

وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي، غريغوري كاراسين، أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الأوكراني ليونيد كوجارا، ونائبه الأول روسلان ديمتشينكو.

 

المساهمون