أهالي الحويجة ضحية إجرام "داعش"... والحكومة العراقية تتفرج

أهالي الحويجة ضحية إجرام "داعش"... والحكومة العراقية تتفرج

11 اغسطس 2016
يدفع المدنيون ثمن انتقام التنظيم (Getty)
+ الخط -
يستغل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تجاهل الحكومة العراقية للجرائم التي يرتكبها في بلدة الحويجة، بمحافظة كركوك، شمالي العراق، ليفرض قوانينه وينفذ المزيد من عقوباته بحق السكان المحليين. وفيما تنتقد زعامات قبلية وقيادات سياسية صمت السلطات العراقية عما يجري في الحويجة، معتبرة أن تجاهل ما يجري يمنح التنظيم فرصة أكبر للانتقام من المدنيين، تشير مصادر محلية إلى أن قاعدة البكارة العسكرية في بلدة الحويجة تحوّلت إلى مقر كبير لانتهاكات "داعش".
آخر جرائم "داعش" في الحويجة كانت إحراق محتجزين لديه رفضوا الانضمام لصفوفه، إذ أقدم التنظيم، أمس الأربعاء، على إحراق 20 عراقياً يحتجزهم، كما كشف مصدر محلي لـ"العربي الجديد". وأوضح المصدر أن "داعش" طالب الرجال المحتجزين لديه بالانضمام لصفوفه، مقابل الإفراج عنهم ودعمهم بمبالغ مالية، مشيراً إلى أن "التنظيم توعّدهم بالموت، وتهجير أسرهم". ولفت إلى أن التنظيم "اختار نحو 20 شاباً من بين المحتجزين، وطلب منهم الانضمام لصفوفه، وبعدما رفضوا ذلك، قام بحرقهم أمام أنظار بقية المحتجزين".
وقال عضو مجلس شيوخ الحويجة روكان الجبوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قاعدة البكارة العسكرية تحوّلت إلى ملاذ آمن لعناصر التنظيم، بسبب تغاضي الأجهزة الأمنية العراقية عن تجمّعات "داعش" في القاعدة، مؤكداً أن التنظيم ارتكب منذ مطلع شهر أغسطس/ آب الحالي جرائم مروعة بحق المدنيين، من خلال حرق 20 شاباً رفضوا الانضمام لصفوفه، وإعدام أكثر من 140 آخرين بتهم "الردة" والخيانة والتخابر مع الأجهزة الحكومية، فضلاً عن احتجاز نحو ثلاثة آلاف مدني، بينهم نساء وأطفال.
ولفت إلى أن "جميع هذه الجرائم ارتُكبت في قاعدة البكارة، تحت مرأى الطيران العراقي والدولي"، معتبراً أن التجاهل الحكومي لمأساة الحويجة، منح "داعش" فرصة أكبر للانتقام من المدنيين. وأشار إلى قيام عناصر "داعش" باستخدام مكبرات الصوت في المساجد، لمنع الأهالي من مغادرة "أرض الخلافة" في الحويجة، وتهديدهم بأنهم سيواجهون مصيراً مشابهاً للمحتجزين في قاعدة البكارة.
ودعا الجبوري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ومحافظ كركوك نجم الدين كريم، وممثلي المحافظة في البرلمان، إلى التدخّل العاجل لإنقاذ سكان الحويجة، مطالباً بالاستعانة بالجهود الدولية في هذا المجال.


من جهته، قال الزعيم القبلي نايف النعيمي، إن التنظيم نفذ جرائمه في قاعدة البكارة في بلدة الحويجة، مشيراً في تصريح صحافي إلى فرض عناصر "داعش" إتاوات على المدنيين.
وكان التنظيم قد نفّذ يوم السبت الماضي، حملة إعدامات طاولت 62 مدنياً من سكان بلدة الحويجة، بتهمة التعاون والتخابر مع القوات العراقية. كما أفادت مصادر محلية عن مقتل 80 عراقياً محتجزاً لدى التنظيم يوم الجمعة الماضي. وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأسبوع الماضي، أن "داعش" يحتجز آلاف العراقيين في محافظة كركوك، شمالي العراق. وقالت المفوضية، في تقرير عن الأحداث في العراق، إن "التنظيم يحتجز نحو ثلاثة آلاف شخص حاولوا الفرار من بلدة الحويجة في كركوك".
وتقع قاعدة البكارة العسكرية جنوب بلدة الحويجة، وكانت تضم معسكراً للجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، قبل أن تتحوّل إلى قاعدة للجيش العراقي بعد عام 2003، ومنها انطلقت القوة التي أرسلها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي لاقتحام ساحة اعتصام الحويجة في مايو/ أيار 2013، وارتكبت ما عُرف حينها بـ"مجزرة الحويجة" التي خلّفت نحو 60 قتيلاً.
ودعا عضو البرلمان العراقي عن محافظة كركوك خالد المفرجي، في وقت سابق، الحكومة العراقية إلى إطلاق عملية لاستعادة السيطرة على الحويجة، وحمّلها مسؤولية اختطاف تنظيم "داعش" ثلاثة آلاف شخص من البلدة، موضحاً في بيان، أن التنظيم اقتاد نحو ألف منهم إلى جهة مجهولة. وأضاف أن "التنظيم يعتزم استخدام الأسر المحاصرة كدروع بشرية"، معتبراً أن تحرير الحويجة أصبح مطلباً وطنياً لإنهاء مأساة الأهالي المحاصرين.
وسيطر تنظيم "داعش" على بلدة الحويجة، بعد اجتياحه للموصل في يونيو/ حزيران 2014، ولم تنفذ القوات العراقية أية عملية عسكرية لاستعادة السيطرة عليها، على الرغم من المناشدات المتكررة من سكانها.