أهالي "عشش عثمان"... صباح جديد في العراء

أهالي "عشش عثمان"... صباح جديد في العراء

27 فبراير 2014
+ الخط -

على الجانب الشرقي لأطلال "العشش" التي تم هدمها، وإلى جانب محطة مترو عزبة النخل، جلس عدد من مطاريد العشش القدامى، الذين خرجوا قسراً قبل أن تهدم فوق رؤوسهم، يفترشون قطعة من قماش مهترئ قالوا إنه أكثر تماسكاً من حياتهم التي شوهها الفقر والمعاناة وضيق الحال وتجاهل الدولة ملامحها.

صباح جديد في العراء أتى على سكان "عشش عثمان" في منطقة عزبة النخل شرقي القاهرة، بعد يوم من هدم قوات الشرطة مساكنهم.

تقول الحاجة "أم محمد"، واحدة ممن تم هدم "عششهم": "ليس عندنا بيوت غير تلك العشش التي هدمت لنعيش فيها، وها نحن الآن ليس لنا مأوى سوى الشارع". وتتساءل بأسى: "حتى متى سنبقى كذلك؟". وتضيف: "أن من هدمت بيوتهم سابقاً وعدهم محافظ القاهرة، مثلما وعدنا، بشقق وتسكين، ولم يحصل شيء من ذلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

وتقول الحاجة "أم رشا": "زوجي رجل فقير يعمل باليومية، لا يستطيع توفير سكن آخر، وإذا لم تقم الحكومة بحل مشكلتنا سنبقى في الشارع، هل ذلك يرضي أحداً؟". وتساءلت: "لو كان باستطاعتنا أن نعيش في مكان أفضل فهل كنا سنقيم في عشش".

وبالقرب منهما، يجلس محمد أحمد، عامل كهرباء، واضعاً يده على رأسه في حالة حسرة على الوضع الذي ألمّ به. يقول محمد: "في الصباح وجدنا الجرافات تدهم بيوتنا، والعساكر يقومون بتكسير كل ما يجدونه في طريقهم، وطردونا بالقوة، وهددوا كل من حاول الرفض بهدم العشة فوق رأسه". أما عن الوضع الذي يعيشونه الآن، فيضيف قائلاً: "أي وضع هذا؟ نحن لم تعد لنا بيوت، والصحافيون يتحدثون إلينا، ونسمع أخباراً متضاربة، يقولون إننا سنسكن في شقق وها نحن ملقون في الشارع، كيف سأقضي الليل أنا وزوجتي وأطفالي في الشارع؟".

وفي لفتة إنسانية قام عدد من أهالي منطقة "عزبة النخل" بتوفير أغطية وبعض الطعام والشراب لعدد من الأسر المتضررة.

أهالي "عشش عثمان" عنوان هذه المأساة، فلم يكد يمر شهر على نكبتهم بسبب سقوط أجزاء من جسر الشيخ منصور المجاور لهم، حتى جاءت الدولة لتسلبهم ما لديهم من فتات الحياة، وتكشف عنهم ستر العشش التي بالكاد تواري عورة حياتهم التي أجهدها العوز والحاجة، فهدمت "عششهم" وتركتهم نهبا للشارع دون حل أو بديل.

وقالت القوات، التي دهمت بيوتهم، إنها جاءت لتنفيذ قرار إزالة صادر بحق عشش منطقة الشيخ منصور، والتي تمتد على مساحة تصل إلى كيلومتر مربع وتؤوي أكثر من 300 أسرة مصرية، وبعد إصابات واعتقالات وجرافات لم يعد لديهم إلا البقاء في الشارع مع تساؤلاتهم وحيرتهم عما يمكن أن ينتظروه من حكومة حرمتهم أقل حقوقهم في مسكن يأووون إليه، في الوقت الذي قال رئيسها إن العدالة الاجتماعية أساس لحكومته.

المساهمون