أم أسامة ممزّقة بين "العقرب" و"القناطر"

أم أسامة ممزّقة بين "العقرب" و"القناطر"

11 فبراير 2014
+ الخط -

يتمزق قلبها كمدا على زوج شارف على بلوغ الستين من عمره "تحتجزه سلطات الانقلاب في سجن شديد الحراسة في ظروف غير إنسانية"، على حد تعبيرها، وخوفا على ولدها الأكبر الذي تم اعتقاله من بين أولاده بعد تحطيم منزله.

إنها الحاجة "أم أسامة"، زوجة القيادي الإخواني والبرلماني السابق جمال عشري، الذي اعتقلته أجهزة الأمن المصرية واثنين من قيادات الجماعة هما محمد البلتاجي وخالد الأزهري، في 29 أغسطس الماضي.

لم تر الحاجة "أم أسامة" زوجها منذ نهاية يونيو الماضي، "فضل الابتعاد عن المنزل خوفا من مداهمته واعتقاله، كنت أراه في ميدان النهضة لدقائق قليلة أطمئن خلالها عليه ثم نفترق من جديد"، تقول بنبره يملأها الحزن.

وتابعت روايتها، لمراسل "الجديد"، قائلة "نزل علي نبأ اعتقاله كالصاعقة وتضاعفت صدمتي بعدما علمت باتهامه بإحراق ديوان عام المحافظة والتحريض على العنف والقتل".

وعلى الرغم مما وصفته بـ التهم الظالمة" التي وجهتها النيابة لزوجها، إلا أنها كانت "تشعر باطمئنان نسبي أثناء احتجازه بسجن ليمان طره؛ حيث أنها كانت تستطيع رؤيته مرة كل أسبوع وإمداده بالطعام والأغطية والدواء لأنه يعاني من السكر وارتفاع في ضغط الدم وقرحة مزمنة في المعدة".

وأكملت: "فوجئت في 25 يناير الماضي بنقله لسجن العقرب شديد الحراسة الذي تعرضت فيه وأسر المعتقلين لشتى أشكال الإهانة والتضييق؛ حيث منعوا دخول الدواء على الرغم من معاناة زوجي من أمراض مزمنة تستلزم المداومة على العلاج". وأضافت مستاءة "منعوا أيضا دخول زجاجات المياة والأغطية والملابس، التي يحتاجونها في هذه البرودة القارسة، تحفظوا عليها في أمانات السجن ولم يعيدوها لأسر المعتقلين مرة أخرى".

وأكملت "حكى زوجي معاناتهم بسبب احتجازهم أكثر من 23 ساعة يوميا في زنزانة إنفرادية تبلغ مساحتها (متر في متر ونصف) تمتلأ بالزواحف، قال إنهم يسمحون لهم بالتريض نصف ساعة فقط ".

كان ذلك خلال الزيارة الوحيدة التي جمعتهما، الأحد قبل الماضي، بعد نقله لسجن العقرب، "فصل بيننا حاجز زجاجي لأول مرة وكانت غرفة الزيارة مراقبة بالصوت والصورة ، فاكتفينا بالاطمئنان على بعضنا بكلمات مقتصبة، لم أعلم أنها ستكون الزيارة الأخيرة"، قالت السيدة الخمسينية بأسى.

وأوضحت "فؤجئت وأسر المعتقلين بمنعنا من الزيارة عندما ذهبنا للسجن، أمس الإثنين، لأجل غير مسمى، وقال أحد الضباط "أوامر عليا"، فسألته "هل تقصد السيسي ومحمد إبراهيم؟"، فأومأ برأسه ليؤكد صحة كلامي ورفض استلام الأدوية التي أحضرتها معي.

عادت "أم أسامة" بعد أن قطعت مسافة من منزلها في المنصورية بمحافظة الجيزة إلى سجن العقرب بوادي النطرون، بالقرب من الفيوم "غرب مصر"دون أن ترى زوجها، "لا أعلم حالته الصحية، هل يسلموه أدوية في السجن أم لا"، تساءلت الزوجة.

واتهمت إدارة السجن و"سلطات الانقلاب" بتعمد قتل زوجها وغيره من قيادات الجماعة قتلا بطيئا من خلال اجتجازهم في ظروف سيئة وحرمانهم من العلاج ومن رؤية ذويهم والجلوس إلى محاميهم، على حد قولها.

مأساة الإبن

لم تتوقف معاناة "أم أسامة" عند هذا الحد فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية ولدها الأكبر أسامة، "اقتحموا منزله فجرا وأخدوه قسرا أمام أسرته بعدما حطموا محتويات المنزل"، تقول الأم.

ونددت بـ "احتجاز ولدها في إحدى معسكرات الأمن المركزي في الكيلو 10 ونصف على الطريق القاهرة – الأسكندرية الصحراوي قبل نقله لسجن القناطر، اضطروا لاحتجازه في المعسكر لأن السجون امتلأت عن آخرها".

أكثر ما يؤلمها "التشريفه" التي تعرض لها ولدها أثناء نزوله من سيارة الترحيلات التي نقلته من معسكر الأمن المركزي للسجن، "احتشد العساكر على الجانبين ومعهم عصي ضربوا بها ولدي والمعتقلين في أنحاء متفرقة من أجسادهم قبل توزيعهم على عنابر السجن"، أوضحت الأم

"ابنى محتجز و68 معتقل آخرين في زنزانة صغيرة جدا، يضطر كل منهم للوقوف على قدم واحدة، لا نعلم متى ستتنهي هذه المعاناة؟"، تساءلت الأم باكية.

يضطر ولداها الآخرين أنس وأحمد للمبيت خارج المنزل منذ اعتقال والدهم وأخاهم الأكبر أسامة، "هذه السلطة مسعورة تتعمد التنكيل بمعارضيها والزج بهم جميعا في السجون"، قالت الأم.

على الرغم من احتجاز زوجها وولدها في مكانين متفرقين إلا أنها تحرص على المشاركة في المظاهرات حتى إسقاط الانقلاب، "كفانا 60 عاما من الظلم والقتل والاعتقال"، أكدت الحاجة "أم أسامة بثقة"...

المساهمون