أسواق غزة.. حياة قصيرة ثم ركود خلال فترة التهدئة

أسواق غزة.. حياة قصيرة ثم ركود خلال فترة التهدئة

01 اغسطس 2014
سوق بغزة خلال فترة التهدئة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

وجد أهالي قطاع غزة في التهدئة الإنسانية التي توافقت عليها المقاومة والاحتلال الإسرائيلي برعاية أممية وأميركية، قبل أن يعود الاحتلال وينهيها، فرصة للتسوق وجلب احتياجاتهم الإنسانية التي حرموا منها على مدار الأيام الماضية، بعدما كان جيش الاحتلال يستهدف كل متحرك بالشارع.
وانتعشت الأسواق، في الساعات الثلاث الأولى من التهدئة التي بدأت في 8 صباحاً بالتوقيت المحلي، وشهدت ازدحاماً غير معهود، وكان واضحاً أن الأسواق تعاني نقصاً في الخضروات بنحو خاص والتي لم يتمكن المزارعون من جلبها لأنها تزرع في المناطق القريبة من الحدود.

نقص في الأغذية
ودبّت الحركة في أسواق قطاع غزة التجارية وفي شوارعها، وفتحت جميع المحال التجارية أبوابها للزبائن، بعدما ظلت مغلقة أو كان بعضها على الأكثر مفتوحاً بشكل خجول خلال العدوان.
ويقول محمود عليان، الذي التقته "العربي الجديد" في سوق الشيخ رضوان الشعبي: إن "هناك زيادة ملموسة في إقبال المواطنين على السوق لشراء احتياجاتهم التموينية والغذائية، بعد أيام لم يتمكن فيها المواطنون من الخروج من منازلهم خشية الاستهداف من قبل الطيران الإسرائيلي".
ويضيف عليان: "لاحظت اختفاء العديد من محاصيل الخضرة والفواكه من على بسطات البائعين، بجانب ارتفاع أسعار محاصيل أخرى بنحو متفاوت، وأعتقد أن هذا ليس احتكاراً ولا استغلالاً".
ويرجح عليان غياب بعض المحاصيل لصعوبة التنقل بين جنوب القطاع الذي تنتشر فيه الأراضي الزراعية وشماله، مبيناً أن فاتورة المشتريات الخاصة به ارتفعت عما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي، نظراً لوجود ثلاث عائلات نزحت من بيوتها القريبة من الحدود إلى بيته.

ضرب الاقتصاد
واقتصرت قائمة مشتريات المواطن عبد الرحمن عايش على المعلبات والمواد الغذائية سريعة التحضير. ويقول عايش لـ"العربي الجديد": "بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأيام، لم أتوجه لشراء المواد التي بحاجة إلى حفظ، بل اقتصرت على المواد الغذائية التي تصمد ليومين وأكثر خارج الثلاجة".
ويضيف عايش: "منذ بدء العدوان لم أتوجه إلى السوق حتى في ساعات الهدوء الإنساني التي كان يعلن عنها، نظراً لقرب بيتي من مناطق الاستهداف".
ويرى البائع إسماعيل عاشور أن أحد أهداف العدوان الإسرائيلي هو ضرب الاقتصاد في غزة من خلال الاستهداف المباشر للمصانع الغذائية، وقصف الأراضي الزراعية بمئات القذائف والصواريخ، الأمر الذي أدى إلى إتلاف عشرات المحاصيل الزراعية والعديد من ممتلكات المزارعين.
وتوقع عاشور أن تستمر عملية ارتفاع أسعار بعض المزروعات وندرة وجود بعضها، إلى عدة أسابيع من بعد انتهاء العدوان، نظراً لتضرر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وما فيها من محاصيل.
ومن جانبه، وجد المزارع أحمد عبدربه في ساعات الهدوء الإنساني فرصة لتفقد أرضه المزروعة بالبطاطا وبعض الخضروات في المناطق الشمالية للقطاع، ويقول: "تعرفت على أرضي بصعوبة، الدمار هو سيد الموقف".

تلف المواسم الزراعية
ويضيف عبدربه لـ"العربي الجديد": "خلّفت صواريخ الطائرات الحربية والقنابل المتفجرة حفراً كبيرة في الأرض، ويبدو أن حريقاً نشب فيها، الأمر الذي أدى إلى تلف كل المزروعات وضياع الموسم".
ويرى عبدربه أن تجريف الأراضي الزراعية أقل ضرراً من قصفها بالقنابل، ويوضح أن القصف العشوائي للأراضي للزراعية يخلف العديد من القنابل التي لم تنفجر، مما يضع حياة المزارع في خطر، بجانب انخفاض القدرة الإنتاجية للأرض لعدة مواسم نظراً للمواد الخطرة التي تحتويها القنابل والصواريخ.
وأنهت إسرائيل التهدئة بعد نحو ثلاث ساعات من دخولها حيز التنفيذ، وارتكبت مجزرة في مدينة رفح جنوب القطاع، التي جرت فيها قبل دخول التهدئة عملية أسر جندي إسرائيلي.

المساهمون