أسرا باكنهاد... إيرانية تساعد المكفوفين من خلال سوار وعصا

أسرا باكنهاد... إيرانية تساعد المكفوفين من خلال سوار إلكتروني وعصا ذكية

24 فبراير 2018
سجلت اختراعيها رسمياً في إيران (العربي الجديد)
+ الخط -

ترغب الإيرانية أسرا باكنهاد  في تقديم خدمات للمجتمع، خصوصاً للفئة الأكثر تهميشاً. وهي في 26 من عمرها، اخترعت سواراً وعصاً ذكية لمساعدة المكفوفين.

تُدرك أسرا باكنهاد أنّ وجود ما يزيد على 200 مليون شخص في العالم من فاقدي البصر كليّاً أو جزئيّاً، يعني الحاجة إلى أمور كثيرة من شأنها تسهيل حياة المكفوفين اليومية، وربّما تجعلهم يواكبون العصر أكثر فأكثر. من هنا، توصّلت إلى اختراعين يمكن وصلهما بالهواتف الذكية، من قبيل سوار يشبه الساعة الإلكترونية، وعصا ذكية تعمل من خلال اللمس.

هي شابة إيرانية تبلغ 26 عاماً من العمر، تحمل شهادة بكالوريوس من جامعة سنندج الحرة. ما من رابط بين دراستها المحاسبة واختراعاتها. إلّا أنها في الوقت الحالي، تتابع الدراسات العليا في علوم الإلكترونيات.

تروي باكنهاد قصّتها لـ "العربي الجديد"، وتقول إن حكايتها مع هذه الاختراعات بدأت منذ كانت في المدرسة الثانوية. تذكر أن معلمتها كانت كفيفة، ولطالما وجدت صعوبة في استخدام هاتفها، ما جعل باكنهاد تفكّر في اختراع قد يساعد المعلّمة وغيرها من المكفوفين في بلادها.

باكنهاد اخترعت سواراً ذكياً يمكن ربطه بالهواتف الذكية، يُعطي تعليماته وإشاراته لفاقدي البصر، من خلال حروف تقرأ بلغة البرايل، لتحصل على الجائزة الأولى في مسابقة الخوارزمي العلمية في عام 2007. بعدها، بدأت العمل على تحويل الفكرة إلى اختراع ملموس. والنتيجة اليوم سوار يشبه الساعات الذكية، وقابلٌ للربط والاتصال بأي جهاز هاتف محمول يعمل وفق نظام أندرويد، ويتصل به عن بعد من خلال البلوتوث. وتوضح باكنهاد أن المكفوفين غالباً ما لا يستطيعون التعامل مع الشاشات المسطحة اللمسية التي أصبحت اليوم منتشرة بشكل كبير، ما يجعلهم مضطرين إلى استخدام هواتف خاصة ليس فيها ميزات الهواتف الحديثة.



توضح باكنهاد أن السوار أو الساعة عليها لوحة مفاتيح بلغة البرايل التي يستخدمها المكفوفون للقراءة، ويستطيع هؤلاء من خلالها أن يردوا على الهاتف وقراءة وكتابة الرسائل، ما ينقل تلقائياً إلى الهاتف. كما تسمح بإعطاء تنبيهات تختلف بحسب اختلاف إشعارات هواتفهم.

أمّا الاختراع الثاني، وهو العصا الذكية الخاصة بالمكفوفين، الأصغر والأقصر في العالم، لديها قدرة على الاستشعار عن بعد، وتهتز لتنبه المكفوف الذي يحملها عن الموانع التي تعترض طريقه، من مسافة خمسة سنتيمترات إلى مترين، وترصد الموانع التي قد تعترض فاقدي البصر خلال حركتهم بزاوية 180 درجة، ما يجعل مساحتها جيدة نسبياً. وهذا قد يساعدهم على الحركة بشكل أسهل في الأماكن المزدحمة. وحالها حال الساعة أو السوار، تتصل بجهاز الهاتف الذكي لتنقل الإشعارات عبر الارتجاجات في العصا نفسها.

وحصلت باكنهاد على جائزة أفضل اختراع حين كان مجرد فكرة في عام 2007، ثم حصلت مجدداً على جائزة أفضل اختراع عملي العام الماضي، من مسابقة الخوارزمي العلمية نفسها، وحصلت على لقب الإيرانية الأولى في اختراعات التقنيات الذكية لعام 2016، إضافة إلى لقب الباحثة العلمية الأولى على مستوى البلاد لعامين متتاليين. حتى اليوم، لم تشارك في مسابقات عالمية، قائلة إن السبب يعود إلى كون اختراعها وطني يحتاج إلى التسجيل عالمياً، لافتة إلى أن ذلك يتطلب مراحل كثيرة وصعبة.

تتابع الدراسات العليا في علوم الإلكترونيات (العربي الجديد) 


تضيف باكنهاد أنها سجلت اختراعيها رسمياً في إيران، وبدأت بمراحل تسجيلهما في الخارج. وبدأت تتواصل مع شركات معروفة من خلال مواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما قد يوفر الرعاية والانتشار لاختراعيها. وترى أن هكذا اختراعات يمكن أن تتوفر لكل من يحتاجها في الحقيقة. إلا أن عدم وجود مستثمرين أو راعين لمشاريع علمية من هذا القبيل في إيران، يجعلها تخرج من البلاد بحثاً عن الدعم والرعاية، متوقعة ألا تلقى هذه الاختراعات رواجاً كبيراً في الداخل رغم نجاح الفكرة.

وعن الخدمات والتسهيلات المقدمة للمكفوفين، والتي تساعدهم على عيش حياتهم بشكل سلس، ترى باكنهاد أنها متوفرة في المدن الكبرى، لكنها شبه غائبة عن المدن الأصغر أو المناطق الريفية، فلا يوجد فيها أرصفة وطرقات مجهزة للمكفوفين، ولا حتى علامات وإشارات يستطيعون قراءتها من خلال الاختراعات المقدمة لهم على سبيل المثال، أو من خلال لغة البرايل.



وفي ما يتعلق باختراعات الشباب الإيرانيين، تعتبر باكنهاد أن مستواها جيد للغاية، فهناك عدد كبير من الباحثين والباحثات الشباب، يقدمون أفكاراً جديدة بشكل دائم، وهناك اهتمام كبير بالاختراعات التي تستخدم تقنيات النانو، والتي من الممكن بواسطتها تقديم خدمات عدة ومختلفة للمجتمع. إلا أن المشكلة تكمن في عدم وجود دعم مالي للمخترعين الشباب.

وتؤكد أن المخترعين في حاجة إلى دعم مالي ومعنوي على حد سواء، إضافة إلى تسهيلات من الحكومة والمعنيين، لتسجيل اختراعاتهم أولاً، فضلاً عن ضرورة توفير أماكن لإجراء التجارب وتحويل الاختراعات إلى حقيقة. فقدان كل هذا قد يؤدي إلى شعور بالإحباط بشكل أو بآخر. والنتيجة تكون تسجيل هذه الاختراعات في الخارج في حال لاقت دعماً هناك. كل مخترع مضطر إلى تحقيق هدفه على حسابه الشخصي، ما يجعله يبحث عن مساعدين.



دلالات

المساهمون